آخر الأخبار
خطاب جلالة الملك بالعيون حدد بوضوح المكانة الخاصة التي ستحتلها الأقاليم الجنوبية في منظومة الإنتاج الوطنية والإفريقية (جامعي)

خطاب جلالة الملك بالعيون حدد بوضوح المكانة الخاصة التي ستحتلها الأقاليم الجنوبية في منظومة الإنتاج الوطنية والإفريقية (جامعي)

الإثنين, 9 نوفمبر, 2015 - 12:57

فاس -أجرى الحديث : محمود القلعي – قال رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس السيد عمر صبحي إن الخطاب الملكي السامي، الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة مساء يوم الجمعة الماضي من مدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، حدد بوضوح المكانة الخاصة التي ستتبوأها الأقاليم الجنوبية للمملكة ضمن منظومة الإنتاج الوطنية والإفريقية.

وأضاف السيد صبحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي السامي قدم بشكل واضح الآفاق الواعدة للنموذج التنموي الجديد لهذه المنطقة الذي يروم المغرب تحقيقه، كما حدد المكانة الخاصة التي ستحتلها الأقاليم الجنوبية للمملكة في إطار المنظومة الإنتاجية الوطنية والإفريقية.

وأوضح أن جلالة الملك قدم في هذا الخطاب السامي النموذج التنموي الجهوي المأمول تنزيله على أرض الواقع وفق استراتيجية واضحة المعالم، مشيرا إلى أنه من شأن مشروع الجهوية المتقدمة أن يمكن الأقاليم الجنوبية للمملكة من تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة.

وسجل أن جلالة الملك حدد في خطابه السامي الإطار الملائم لتدبير الشأن الجهوي، وذلك من خلال مرتكزات قوية تتمثل، بالخصوص، في مشروع الجهوية المتقدمة والديمقراطية والمقاربة التشاركية مع تحديد الأولويات، وذلك وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المتوفرة، وكذا التحديات التي يفرضها السياق الدولي.

وأكد رئيس جامعة فاس أن تنمية وتطوير البنيات التحتية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي بالأقاليم الجنوبية للمملكة من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تحقيق طفرة قوية لمناخ الاستثمار بالمنطقة، والانتقال بالتالي من اقتصاد الريع والامتيازات ودعم الدولة إلى اقتصاد يرتكز على المبادرة وتوفير مناصب الشغل وخلق الثروة على أسس متينة وآليات محورية تتمثل، بالخصوص، في الكفاءة والاستحقاق.

وأضاف أن الخطاب الملكي السامي جدد التأكيد على التزام المغرب إطلاق مشاريع وبرامج استثمارية غير مسبوقة، كفيلة بالمساهمة في خلق الثروة وتوفير مناصب الشغل، إلى جانب اعتماد مقاربة جريئة لتنفيذ مشاريع وبرامج ترتكز على الاستثمار الأمثل للثروات الطبيعية بالمنطقة وجعل الساكنة تستفيد منها، وذلك وفق استراتيجية تكاملية تقوم على مساهمة الرأسمال الوطني والدولي في هذا المجهود الذي يروم إنجاز مشاريع مهيكلة بإمكانها أن تدعم ربط المغرب والأقاليم الجنوبية للمملكة مع إفريقيا (مطارات وموانئ وشبكة طرفية حديثة وسكك حديدية).

واعتبر السيد عمر صبحي أن الخطاب الملكي السامي كان “براغماتيا وإيجابيا” لأنه دعا إلى القطع النهائي مع بعض الممارسات التي كانت سائدة في الماضي، وذلك من خلال تأكيد جلالته على أهمية الثمار التي يمكن لساكنة المنطقة أن تجنيها من خلال تنمية وتطوير المجالات الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وكذا شجبه للمشاكل والاختلالات التي برزت نتيجة الممارسات التي كانت سائدة في السنوات الماضية وخصوصا بسبب اقتصاد الريع والامتيازات.

وقال إن الظرفية الراهنة تفرض وبشكل واضح وملموس القطع مع هذه الممارسات واعتماد آليات التنمية المندمجة التي ترتكز على المقاربة التشاركية وعلى الديموقراطية والإنصاف والاستدامة، مشيرا إلى تأكيد جلالة الملك في خطابه السامي على أهمية الأدوار التي يضطلع بها منتخبو الأقاليم الجنوبية الممثلون الشرعيون لساكنة المنطقة، خاصة في مجال تدبير الشأن العام المحلي.

وأكد أن الخطاب الملكي وجه رسائل قوية إلى السكان المحتجزين بتندوف من أجل العودة إلى وطنهم الأم، وبالتالي الاستفادة من التنمية الشاملة والمندمجة التي تشهدها الأقاليم الجنوبية “وإلا فليتحملوا مسؤولية اختيارهم البقاء بمخيمات تندوف” تحت سطوة جلاديهم من مسؤولي البوليساريو الذين جعلوا منهم أصلا تجاريا ليتسولوا بمعاناتهم لدى المنظمات الدولية، وهو الأمر الذي يتنافى مع القيم التي يؤمن بها أهل الصحراء المعروفين منذ القدم بأنهم كانوا دوما يعيشون من جهدهم بكرامة وعزة نفس ولا ينتظرون المساعدة من أحد.

وسجل أن الخطاب الملكي السامي كان ” قويا وصادقا محملا بعدة رسائل” موجهة إلى الشعب المغربي، وكذا للجهات المعنية بقضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن الخطاب الملكي كان واضحا وقاطعا في ما يتعلق بالموقف المغربي من حل النزاع في إطار الجهوية المتقدمة، وكذا بالنسبة لمسؤولية الجزائر في استمرار هذا النزاع.

وأضاف رئيس جامعة فاس أن جلالة الملك انتقد الأوضاع المأساوية للمحتجزين بمخيمات تندوف ووضعية حقوق الإنسان التي يعانون منها جراء التنكيل المتواصل الذي هم ضحية له من طرف جلاديهم من قيادة البوليساريو، كما تحدث عن التناقض المسجل على مستوى الخطاب في الجزائر التي أهملت من جهة ساكنة صحراوية تعاني من البؤس فوق ترابها، ومن جهة أخرى تتواطأ وتساهم في اختلاس المساعدات الموجهة للمحتجزين من طرف المنظمات والهيئات الدولية.

وبعدما ذكر بأن مدينة وجهة العيون ككل تحتضن هذه السنة التظاهرات الرسمية المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء وذلك على غرار باقي الأقاليم والجهات الأخرى، خلص إلى أن اختيار هذه المدينة لتوجيه الخطاب الملكي السامي حمل أكثر من دلالة باعتباره يؤكد على سيادة المغرب على مجمل أقاليمه الجنوبية من طنجة إلى الكويرة، كما يعكس تشبث المغاربة بوحدتهم الوطنية ورفضهم لكل الأطروحات التي يسوقها خصوم الوحدة الترابية للمملكة.

اقرأ أيضا

معرض الفرس 2024 .. فضاء التبوريدة رمز يميز الذاكرة الثقافية -المغربية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 11:10

يبرز فضاء فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، الذي يؤثث المعرض الدولي للفرس بالجديدة في دورته ال15 ،كرمز يميز الذاكرة الثقافية المغربية ويعزز التواصل بين الأصالة والتقاليد.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 10:46

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الارتفاع، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,37 في المائة ليستقر عند 14.426,34 نقطة.

مراكش: “المرئي المكشوف”، معرض للالة السعيدي يدعو لاستكشاف موضوعات النوع والهوية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 8:10

تعود الفنانة التشكيلية والمصورة لالة السعيدي لتعانق مسقط رأسها مرة أخرى، المدينة الحمراء، من خلال معرض “المرئي المكشوف” بمتحف دار الباشا، الذي يعد مناسبة للتأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي.