تواصل أشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند- إفريقيا على مستوى وزراء خارجية البلدان المشاركة

نيودلهي – تواصلت يوم الثلاثاء بنيودلهي، أشغال القمة الثالثة لمنتدى الهند- إفريقيا 2015 ، المقامة تحت شعار “شركاء في التقدم: نحو جدول أعمال إنمائي فارق وفعال”، بعقد اجتماع على مستوى وزراء خارجية البلدان المشاركة.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع، قالت وزيرة الشؤون الخارجية الهندية، سوشما سواراج، إن قمة منتدى الهند- إفريقيا تشكل فرصة سانحة من أجل تعزيز التعاون الهندي الإفريقي وتوسيع مجالاته، معتبرة المشاركة المكثفة لدول القارة السمراء في هذا الموعد “دليلا على الروابط الوثيقة” التي تجمع الطرفين.
كما سلطت الوزيرة الضوء على التقدم المحرز في التعاون بين الهند وإفريقيا في مختلف المجالات، داعية إلى إرساء آلية مراجعة دورية من أجل تقييم التقدم المسجل في إنجاز مختلف مبادرات التعاون بين نيودلهي والدول الإفريقية سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو القاري.
وبخصوص التعاون الاقتصادي، أفادت بأن معدل المبادلات التجارية بين الهند وإفريقيا تضاعف 20 مرة خلال السنوات ال15 الماضية، وتضاعف مرتين خلال السنوات الخمس الأخيرة، موضحة أن قيمة هذه المبادلات بلغت برسم الفترة 2014 – 2015 حوالي 72 مليار دولار.
وتابعت أن الهند وظفت كذلك آلية الخطوط الائتمانية من أجل المساهمة في تنمية اقتصاد القارة ومشاريع البنية التحتية بها، مشيرة إلى أن الهند منحت خطوط ائتمان بقيمة 9 مليارات دولار لتمويل قرابة 140 مشروعا في أزيد من 40 دولة إفريقية خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأعربت عن ارتياحها للحضور المتنامي للمقاولات الهندية في إفريقيا في مختلف المجالات، لاسيما في قطاعات تكنولوجيا الاتصال والهيدروكاربورات والفلاحة والصناعة والنسيج.
وعلى الصعيد الأمني، حذرت سواراج من مخاطر الإرهاب العابر للقارات، الذي اتخذ “بعدا جديدا”، واصفة إياه ب”التحدي الضخم والمقوض لأمن واستقرار بلداننا”.
وشددت ، في هذا الصدد ، على الحاجة الماسة لتعزيز التعاون الثنائي على مستوى تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب ومختلف الإجراءات الكفيلة بالتصدي لهذا الخطر، داعية المجتمع الدولي إلى الانكباب بشكل عاجل على تبني اتفاقية شاملة لمواجهة الإرهاب العالمي.
وبخصوص الاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر باريس حول المناخ شهر دجنبر المقبل، أشارت الوزيرة إلى أن الهند وإفريقيا، اللتين تتقاسمان نفس الانشغالات بخصوص التغيرات المناخية، تتطلعان إلى بلورة اتفاق شامل وطموح قائم على مبادئ “الإنصاف” و”المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة”.
وفي ما يتعلق بمؤسسات الحكامة العالمية، أعربت رئيسة الديبلوماسية الهندية عن استياء بلادها من تمثيلية الهند وإفريقيا “غير المتناسبة” داخل هذه المؤسسات بالرغم من أنهما يضمان حوالي 2,5 مليار نسمة، مؤكدة في الوقت نفسه على ضرورة إرساء بنيات حكامة عالمية أكثر ديمقراطية وإنصافا ووضع إطارات عادلة للتنمية والأمن من أجل “استتباب السلم المشترك وتحقيق رفاهية العالم”.
وتمهيدا لهذا الاجتماع، عقدت الدول المشاركة في هذه القمة أمس الاثنين اجتماعا على مستوى الخبراء تركز على مناقشة مسودتي الإعلان السياسي والإطار الاستراتيجي للتعاون بين الهند وإفريقيا.
وتشكل هذه القمة فرصة أمام مسؤولي البلدان المشاركة من أجل رسم خارطة طريق مستقبلية للعلاقات الهندية الإفريقية تأخذ بعين الاعتبار التحولات والرهانات السياسية والاقتصادية والأمنية والمناخية والتكنولوجية.
ومن المقرر أن تختتم أشغال الدورة الثالثة للقمة الهندية الإفريقية بعد غد الخميس بعقد اجتماع قمة يضم قادة الدول ورؤساء الحكومات المشاركة.