آخر الأخبار
الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: الامتناع عن التصويت أكبر تحد يواجه المرشحين

الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار: الامتناع عن التصويت أكبر تحد يواجه المرشحين

الجمعة, 23 أكتوبر, 2015 - 11:53

(بقلم سمير لطفي مراسل الوكالة بأبيدجان)

أبيدجان- مع نهاية الحملة الانتخابية للرئاسيات التي ستشهدها كوت ديفوار يوم 25 أكتوبر الجاري، بدا واضحا أن المرشحين في هذه الانتخابات لم يدخروا جهدا لإقناع 3 ر6 ملايين ناخب بالإقبال المكثف على صناديق الاقتراع.

ويبدو أن تحقيق هدف الوصول إلى نسبة تصويت “محترمة” تليق بانتخابات رئاسية، لن يكون مهمة سهلة كما يؤكد ذلك بعض الملاحظين الذين يستحضرون ذكرى الأزمة التي أعقبت انتخابات 2010/2011 والتي تحولت إلى عقدة عند الإيفواريين بعد التجارب المريرة التي عاشوها في السابق. وهو شعور يمكن أن يسهم في تغذيته حملات “الانتقاص” بل و”التشكيك في مصداقية” العملية الانتخابية التي يقودها جزء من المعارضة الإيفوارية المنتظمة في إطار التحالف الوطني للتغيير، وذلك على الرغم من التطمينات والضمانات التي قدمتها الدولة لتنظيم الانتخابات في جو يطبعه الهدوء.

وقد حدا ضعف الإقبال على سحب البطائق الانتخابية، باللجنة الانتخابية المستقلة، وهي الهيئة المكلفة بتنظيم الانتخابات الرئاسية، إلى تمديد آجال سحبها إلى غاية 21 أكتوبر الجاري عوض الموعد المحدد من قبل وهو 17 من هذا الشهر.

وتجعل كل هذه المعطيات التفكير في شبح العزوف عن التصويت أمرا منطقيا رغم أن الإيفواريين يؤمنون بضرورة العمل من أجل تحقيق السلم والأمن كشرط من شروط تحقيق التنمية الاجتماعية والنمو الاقتصادي.

وهكذا، عبر المرشح كاوديو كونان بيرتان، عن أسفه لعدم الإقبال المكثف على سحب بطاقات الناخبين، منددا في هذا السياق ب” هيمنة” السلطة على تنظيم الاقتراع الرئاسي. وهو الرأي الذي يتشاطره إسي أمارا، وزير الشؤون الخارجية الأسبق (1990 -1999) الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن “الشعب الإيفواري يواجه خطر إجراء انتخابات جديدة في ظروف كارثية”.

ويتهم أمارا، في هذا الصدد اللجنة الانتخابية المستقلة، بالوقوف موقف المتفرج الصامت بل والمتواطئ حيال خرق مقتضيات القانون الانتخابي، معتبرا أن البلاد تسير في اتجاه إجراء انتخابات رئاسية هي الأقل شعبية في تاريخها.

ودعا في هذا الإطار الناخبين إلى الامتناع بكثافة عن التصويت ومقاطعة هذه “الانتخابات الصورية” احتجاجا على ما قال إنه “مصادرة ديمقراطيتهم” .

وفي السياق ذاته، حرص مامادو كوليبالي، رئيس حزب الحرية والديمقراطية من أجل الجمهورية، على الانسحاب من السباق الرئاسي، حيث أعلن يوم الثلاثاء الماضي خلال ندوة صحفية أنه رغم خروجه من المنافسة على كرسي الرئاسة فإنه سيواصل العمل والنضال من أجل محاربة التزوير والفساد.

ودعا كوليبالي في المقابل إلى استئناف عملية التسجيل في اللوائح الانتخابية طيلة أربعة أشهر وتأجيل الانتخابات الرئاسية مؤكدا في الوقت ذاته على أن هذه الانتخابات تعد أشبه ب”الاستفتاء”.

من جهته، يواصل حزب الجبهة الشعبية الإيفوارية، أبرز أحزب المعارضة، العمل على حشد التأييد لفائدة مرشحه باسكال أفي نغيسان الذي ما فتئ يحث الناخبين في كل تجمعاته ومهرجاناته الخطابية على ضرورة الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع.

ويعتبر آفي نغيسان أن اللجوء إلى هذا الموقف “المرن” و”المعتدل” نابع من قناعته بأن مشاركة حزبه في الاستحقاق الانتخابي تمنحه بعض المشروعية وتساهم في ضمان وجوده السياسي بعد الانتخابات، ولاسيما بعد أن دعا غريمه في الحزب أبو دراحمان سنغاري ، الذي يقود تيار “غباغبو أو لا أحد”، المناضلين ومجموع الإيفواريين إلى مقاطعة الانتخابات.

أما بالنسبة لحزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلم، والذي قدم مرشحا وحيدا يتمثل في الرئيس المنتهية ولايته الحسن وتارا، فإن الانشغال الكبير والتحدي الحقيقي يكمن في ضمان نسبة مشاركة قياسية ونسبة سلبية في الأصوات الملغاة.

وشدد الحسن وتارا في مختلف تجمعاته الخطابية بمناسبة الحملة الانتخابية على حرصه على العمل في السنوات الخمس المقبلة على تعزيز وتقوية دور المؤسسات بهدف ترسيخ السلم والتعايش.

وبالرغم من أن آلة حزب التجمع تعمل بكل قواها من أجل ضمان فوز الحسن وتارا، المرشح بقوة للظفر بالانتخابات منذ الدور الأول، فإن محيط الرئيس المنتهية ولايته يعتبر أن الهاجس الرئيسي يتمثل في عزوف الناخبين عن التوجه لصناديق الانتخابات ومقاطعة هذا الاستحقاق الهام، معتبرين أنه هذا التخوف يفوق أي تخوف من منافسة مرشحي الخصوم السياسيين الأخرين.

والواضح أن وتارا، الذي يقود تحالفا رئيسيا يضم أيضا حزب تجمع الجمهوريين والحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، أحد أقدم الأحزاب السياسية الإيفوارية والذي أسسه ” فيليكيس هوفويت بوانيي الذي يلقب بأنه “الأب المؤسس” لكوت ديفوار، يعتمد على آلة انتخابية ضخمة تعمل بلا كلل أو ملل، إلى جانب حصيلة اقتصادية متميزة لا يجادله فيها حتى أعتى خصومه السياسيين.

ويعتبر المقربون من الرئيس المنتهية ولايته أن الرهان الأكبر يتمثل في ضمان نسبة مشاركة مرتفعة في الانتخابات وحصول وتارا على أكبر قدر من الأصوات مما يمكنه من دخول غمار الولاية المقبلة مسلحا بشرعية دستورية وجماهيرية أكبر.

وفي خطوة تعكس توجسهم من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بادر قياديو حزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلم، مؤخرا، إلى إطلاق مبادرة تتمثل في تعبئة شباب متطوعين من أجل التشجيع على التصويت بكثافة لفائدة الرئيس الحسن وتارا. وتقوم هذه المبادرة على الاتصال المباشر بالناخبين ومحاولة إقناع مناضلي الحزب بحشد عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم من أجل المشاركة في الانتخابات.

أما على الصعيد التنظيمي واللوجيستي، فقد حرصت السلطات الإيفوارية على توفير جميع الوسائل والشروط الكفيلة بإنجاح هذا الاستحقاق. وحرصا منها على تفادي كل احتجاج أو ادعاء بخصوص اللجوء إلى التزوير أو مشاكل الاكتظاظ، فقد تم اعتماد آليات تقنية حديثة للتأكد من هوية الناخبين، كما سيتم العمل على جمع النتائج ونقلها من مكاتب التصويت إلى المقر المركزي للجنة الانتخابية المستقلة بأبيدجان، عبر الوسائل الالكترونية والتقنيات الحديثة للاتصال.

وفي السياق ذاته، بادرت عيشاتو مينداودو، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بكوت ديفوار، إلى تكثيف اللقاءات وجلسات العمل مع مختلف الفاعلين المعنيين بالعملية الانتخابية، إلى جانب المراقبين الذين سيسهرون على سلامة الانتخابات والذين يمثلون الاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد البرلماني التابع للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا.

وعلى الصعيد الأمني، سيتولى نحو 34 ألف جندي من بينهم 6000 جندي من القبعات الزرق التابعين للأمم المتحدة، تأمين مختلف مراحل العملية الانتخابية في مجموع تراب البلاد. كما تم الشروع في حملة تواصلية تهم توزيع المناشير والملصقات واللافتات التي تحث الإيفواريين على احترام نتائج الانتخابات الرئاسية بغض النظر عن المرشح الفائز فيها.

وسواء تعلق الأمر بدعوة مناضلي حزب تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلم أو غيره من الأحزاب السياسية إلى التصويت بكثافة في الاستحقاق المقبل، فإن الرسالة الجلية والواضحة التي حرص الرئيس المنتهية ولايته الحسن وتارا على توجيهها للجميع تتمثل في الدعوة إلى طي صفحة العنف، والاتحاد من أجل تجاوز الصدامات، والعمل بشكل جماعي من أجل بناء وطن موحد ومتضامن، قادر على تحقيق الاقلاع الاقتصادي ابتداء من سنة 2020.

ويتعلق الأمر بحسب غيوم سورو، رئيس الجمعية الوطنية، والمجلس السياسي للحملة الانتخابية للرئيس واتارا، بطموح مشروع قابل للتحقيق، مؤكدا في هذا الصدد أن الرئيس استطاع خلال ولايته التي استمرت أربع سنوات محو جميع مظاهر الحرب في كوت ديفوار.

اقرأ أيضا

معرض الفرس 2024 .. فضاء التبوريدة رمز يميز الذاكرة الثقافية -المغربية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 11:10

يبرز فضاء فنون الفروسية التقليدية (التبوريدة)، الذي يؤثث المعرض الدولي للفرس بالجديدة في دورته ال15 ،كرمز يميز الذاكرة الثقافية المغربية ويعزز التواصل بين الأصالة والتقاليد.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الارتفاع

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 10:46

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، على وقع الارتفاع، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,37 في المائة ليستقر عند 14.426,34 نقطة.

مراكش: “المرئي المكشوف”، معرض للالة السعيدي يدعو لاستكشاف موضوعات النوع والهوية

الثلاثاء, 1 أكتوبر, 2024 في 8:10

تعود الفنانة التشكيلية والمصورة لالة السعيدي لتعانق مسقط رأسها مرة أخرى، المدينة الحمراء، من خلال معرض “المرئي المكشوف” بمتحف دار الباشا، الذي يعد مناسبة للتأمل في موضوعات النوع والهوية والتاريخ الثقافي.