الشيلي تكرم شاعرتها المتميزة غابرييلا ميسترال أول أديبة أمريكية-لاتينية تتوج بجائزة نوبل للآداب

سانتياغو- بعد ثمانية وخمسين سنة من وفاتها، تكرم الشيلي، بداء من هذا الأسبوع، شاعرة البلد الشهيرة والمتميزة غابرييلا ميسترال، أول أديبة أمريكية- لاتينية تتوج قبل 70 سنة بجائزة نوبل للآداب (1945 ).

    وبهذه المناسبة، تم إعداد مجموعة متنوعة من التظاهرات والأنشطة الثقافية والفنية للتعريف بالتجربة الأدبية الفريدة من نوعها في أمريكا اللاتينية، لغابرييلا ميسترال (1889-1957) ولتقريب عوالمها الشعرية المميزة إلى الجمهور.

    وتطمح هذه الأنشطة الثقافية، التي ستتواصل على مدى ستة أشهر، إلى السفر بجمهور المتلقين عبر زمن شعري مضمخ بالإنسانية وبأجواء موسيقية، وصولا إلى غاية وادي دي إلقي، غير بعيد عن جبال الأنديز، التي شهدت مولد الشاعرة، وذلك لاكتشاف مصادر إلهامها حيث مدارج طفولتها الأولى بفيكونا وبهوانو بمنطقة دي إيل فال.

    وهكذا، سيتم بالمناطق الأكثر رمزية في الشيلي، من بينها كوكيمبو وأنتوفاغاستا وتيموكو وبونتا ارينا، تنظيم حلقات دراسية وموائد مستديرة ومحاضرات عن الأعمال الشعرية والأدبية لغابرييلا ميسترال، ستشرف عليها وزارة التربية والتعليم والمجلس الوطني للثقافة والفنون ومديرية الأرشيف والمكتبات والمتاحف.
    وسيتم بسانتياغو أيضا تكريم هذه الأديبة خلال الدورة الخامسة والثلاثين للمعرض الدولي للكتاب، ثالث أكبر معرض في أمريكا اللاتينية بعد معرضي غوادالاخارا (المكسيك) وبوينوس آيرس (الأرجنتين)، والتي ستعقد ما بين 22 أكتوبر و8 نونبر بالمركز الثقافي “إستاشيون مابوتشو”.

    وسيتضمن برنامج هذه الدورة، التي ستعزز بمشاركة حوالي 200 كاتب من أكثر من خمسة عشر بلدا، وبتنظيم 500 نشاط ثقافي، عرض وقراءة نصوص وقصائد من أعمال ميسترال الأكثر شهرة، إضافة إلى عرض شريط فيديو عن حياتها ومسارها الأدبي.

    غابرييلا ميسترال المربية والدبلوماسية والمناضلة في الحركات النسائية والشاعرة، هي بالتأكيد أحد أهم إيقونات الشعر الشيلي، تتساوى قامتها مع بابلو نيرودا وبابلو دي روخا وفيسنتي هويدوبرو.

   فبعدها بسنوات طويلة في 1971 يتوج الشاعر الشيلي بابلو نيرودا، الذي يصنفه الصحفي والكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز أفضل شاعر في القرن العشرين على الإطلاق، بجائزة نوبل للآداب.

    وقد خلفت الشاعرة، الحائزة على الجائزة الوطنية للأدب عام 1951، وراءها أعمالا شعرية عديدة، من بينها “سوناتات الموت” و”الخراب” وقراءات للمرأة ” و”غيوم بيضاء وصفا موجزا للتشيلي” و”تالا” و”أنتولوجيا” و”أشعار للشيلي”.

    يذكر أنه إلى جانب غابرييلا ميسترال وبابلو نيرودا، حصل أربعة كتاب من أمريكا اللاتينية على جائزة نوبل للأدب، وهم ميغيل أنخيل أستورياس (غواتيمالا- 1967)، وغابرييل غارسيا ماركيز (كولومبيا- 1982)، وأوكتافيو باز (المكسيك- 1990) وماريو بارغاس يوسا (البيرو- 2010).