مراكش أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين في قطاع التعليم العالي الخصوصي

مراكش أضحت وجهة مفضلة للمستثمرين في قطاع التعليم العالي الخصوصي

الخميس, 10 أكتوبر, 2013 - 9:41

مراكش – أضحت مدينة مراكش، ذات الإشعاع الثقافي والسياحي على المستوى العالمي، خلال العقد الأخير، وجهة مفضلة لرجال الأعمال المغاربة والأجانب الراغبين في الاستثمار في قطاع التعليم العالي الخصوصي.

وقد ساهم الإقبال المتزايد للمستثمرين في هذا القطاع من الرفع أكثر من جاذبية المدينة الحمراء من الناحية الثقافية والأكاديمية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي.

وحسب معطيات لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، فإن مدينة مراكش تحتل المرتبة الرابعة من حيث عدد مؤسسات التعليم العالي الخصوصي بعد مدن الدار البيضاء والرباط وفاس.

ووفق خبراء في هذا المجال فإن العديد من العوامل ساهمت في تطور مؤسسات التعليم العالي الخصوصي والتي أضحت تستقطب الطلبة المغاربة والأجانب المنحدرين على الخصوص من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وحسب مهني القطاع فإن هذه المؤسسات تمكنت من كسب رهان تقديم شعب وتخصصات للطلبة تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل.

وفي هذا الإطار، أوضح المدير العام للمدرسة العليا المتخصصة في التكوين التطبيقي، يوسف فهمي، أن معدل إدماج المتخرجين من هذه المؤسسة، المتخصصة في مهن الاستقبال بالقطاع السياحي والنقل الجوي والبحري، في سوق الشغل تجاوز 90 في المائة خلال ستة أشهر فقط بعد حصولهم على الشهادة.

وأشار إلى أن الشعب المقترحة من قبل مؤسسات التعليم العالي الخصوصي بمراكش تهم تقريبا معظم القطاعات الاقتصادية (التجارة والتدبير ومهن الصحة والهندسة الخاصة وقطاع السمعي البصري …) مع هيمنة للتكوين في مهن السياحة.

وأبرز السيد فهمي أن المؤسسات الخاصة نهجت خيارا استراتيجيا لمواكبة الورش المتعددة والمخططات الهيكلية التي أطلقها المغرب والتي من بينها “مخطط المغرب الرقمي” و”برنامج إقلاع” ومخطط “المغرب الأخضر”، فضلا عن تحرير القطاع السمعي البصري.

وفي ما يتعلق بمدينة مراكش، فإن الأمر يهم بالدرجة الأولى مواكبة البرنامج الطموح المتمثل في رؤية 2020 المتعلقة بالقطاع السياحي والتي تتوخى جعل المملكة تصنف ضمن الوجهات السياحية ال20 الأولى في العالم.

وأشار السيد فهمي إلى أن تحقيق هذا المخطط يتطلب موارد بشرية إضافية تقدر بأزيد من 130 ألف شاب متخصص، مضيفا أن آفاق العمل بهذا القطاع تعد جد واعدة بمراكش.

من جانبهم، أكد المسؤولون بالمدرسة العليا للتجارة أن البرامج التربوية والشعب بالمؤسسة تم إعدادها بتشاور مع المهنيين والفاعلين الاقتصاديين، وذلك بهدف ضمان ولوج قوي للطلبة إلى سوق الشغل سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

وأكدوا أن الأمر يتعلق أيضا وعلى الخصوص بمواكبة الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المدينة الحمراء في كافة المجالات.

ولعل ما يعكس نجاح مؤسسات التعليم العالي الخصوصي ملاءمتها بين التكوين ومتطلبات سوق الشغل، فضلا عن كونها تقدم تعليما عاليا ذو جودة ووفق المعايير المعتمدة من قبل المدارس الكبرى بأوروبا وأمريكا.

كما تسعى هذه المؤسسات في إطار حرصها على تقديم تكوين في مستوى عال وذو جودة، إلى ضمان إطار ملائم للتلقين والتدريس.

وفي هذا الإطار، تتوفر المدرسة العليا للتجارة، التي أنجزت حديثا بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 45 مليون درهم، على بنية تحتية عصرية تضم، على الخصوص، 34 قاعة للتدريس ومكتبة وقاعة للمحاضرات عن بعد ومركب سكني بطاقة استيعابية تقدر ب150 سريرا وفضاءات رياضية وثقافية.

كما أن المدرسة العليا المتخصصة في التكوين التطبيقي تتوفر بدورها، حسب السيد فهمي، على كافة الوسائل البيداغوجية والديداكتيكية من أجل توفير تكوين من مستوى عال من خلال استخدام اللوحات التفاعلية والانترنت، إلى جانب وضع بنيات تحتية رياضية.

وعلى الرغم من التكوين المتميز الذي تقدمه هذه المؤسسات والمتلائم مع متطلبات سوق الشغل على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، فإن مسألة الاعتراف ومطابقة الشهادات المسلمة من قبل مؤسسات التعليم العالي الخصوصي تعد إشكالية حقيقية تواجه خريجي هذه المؤسسات كما أنها أثارت نقاشات كثيرة.

فبالنسبة للسيد فهمي فإن مشكل مطابقة التكوينات لا يطرح بالنسبة لمؤسسته التي تتوفر على شعب للتكوين المهني مصادق عليها من قبل وزارتي التجهيز والنقل والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والمركز الوطني للبحث من أجل نيل شهادة السلامة مسلمة من قبل المديرية العامة للطيران المدني.

وقد أضفى قطاع التعليم الخصوصي قيمة مضافة على مجال التكوين بالمدينة الحمراء، ما أهله لربح رهان الملاءمة بين التكوين ومتطلبات سوق الشغل، كما أكد على ذلك الخطاب الملكي السامي الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.

ومقابل ذلك، دق المسؤولون بهذه المؤسسات الخاصة والفاعلون الاقتصاديون ناقوس الخطر بخصوص هجرة الكفاءات في فترة أضحى فيها سوق الشغل معولما.

وأوضح السيد فهمي أن هذا المشكل يبرز ب”حدة” في قطاعات من قبيل السياحة حيث يتوقع تسجيل خصاص كبير في اليد العاملة خلال السنوات المقبلة. ولمواجهة هذا المشكل، دعا السيد فهمي إلى تحفيز الشباب المغربي على تسخير كفاءاته وخبراته خدمة لمصلحة بلدهم.

من جهة أخرى، يشار إلى أن هذه المؤسسات تراعي ضمن استراتيجياتها المتعلقة بالتكوين مبدأ العرض والطلب بسوق الشغل دون إيلاء أهمية للبحث العلمي الذي يبقى منحصرا على المؤسسات العمومية.

ولتشجيع القطاع الخاص على الاضطلاع بدوره كاملا وتحفيزه على الاستثمار أكثر في البحث العلمي، حث الميثاق الوطني للتربية والتكوين الدولة على وضع نظام ضريبي ملائم ومحفز.

ونظرا للتكلفة المرتفعة للبحث العلمي فإنه أضحى من الضروري تدخل الدولة والسلطات العمومية لتشجيع المؤسسات الاقتصادية والمالية الكبرى العمومية والخاصة من أجل دعم هذا القطاع وتعبئة الموارد المالية الضرورية لتطوير البحث العلمي الذي يعد رافعة حقيقية لتطور وازدهار الأمم.

(فؤاد بنجليقة)

اقرأ أيضا

المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يطلق حملته الـ25 من أجل “شواطئ نظيفة”

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 8:28

أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب إطلاق حملته الـ25 من أجل “شواطئ نظيفة”، بشراكة مع مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وذلك في إطار “التزامه من أجل ساحل مستدام”.

تدشين المحكمة الابتدائية بالعيون

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 22:02

أشرف وزير العدل عبد اللطيف وهبي، اليوم الاثنين، على تدشين المحكمة الابتدائية بالعيون، إثر إعادة بنائها في إطار تأهيل البنيات التحتية القضائية وتحسين ظروف عمل أسرة العدل.

رفع عدد مقاعد النقل الجوي ب40 في المائة خلال سنة 2024 (وزيرة)

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 21:49

أفادت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أنه تم الرفع ب40 في المائة من عدد مقاعد النقل الجوي خلال سنة 2024، بينما بلغت هذه االنسبة سنة 2023 حوالي 22 في المائة.