ارتباط المغرب بإفريقيا لا يمليه الواقع الجغرافي فحسب بل تفرضه الوشائج الروحانية وحرص المغرب عبر التاريخ على وحدة القارة وأمنها وتقدمها (باحث)

تطوان-   أجرى الحديث :عبد العزيز حيون –  أكد الباحث في مجال التاريخ والتأريخ الاعلامي السيد محمد الحبيب الخراز أن ” قرب وارتباط المغرب بإفريقيا لا يمليه الواقع الجغرافي فقط بل تفرضه الوشائج الروحانية وحرص المغرب عبر التاريخ على وحدة صف القارة وأمنها وتنميتها وتقدمها”.وأضاف السيد الخراز، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب، وكما يشهد بذلك التاريخ، اطلع منذ أمد بعيد بدور رائد في ربط شمال الكرة الارضية بجنوبها تجاريا وإنسانيا، كما اطلع بدور مهم في نشر الإسلام والوعي الديني في عمق القارة السمراء، وكان دائما منفتحا على إفريقيا في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية والتجارية، “مما أهله أن يكون بحق الفاعل الحقيقي في تلاقح الحضارات وتصاهر التجارب الانسانية”.

ولم يفتر أبدا، حسب الباحث، الرابط الروحي والوجداني بين المغرب ومختلف مناطق إفريقيا ليتعزز منذ استقلال المغرب بمبادرات ميدانية وعملية وسلمية ساهمت في ضمان الوحدة الإفريقية ونزع فتيل التفرقة والنزعات الانفصالية والدود عن كرامتها وثرواتها، مبرزا أن التوجهات التي يتبناها المغرب إزاء مختلف الدول الافريقية، خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي والأمني، تعكس المعنى الحقيقي لمفهوم التعاون المجدي جنوب جنوب .

ورأى أن السيرورة التاريخية التي تربط المغرب بإفريقيا والواقع الحالي للعلاقات التي تربط المغرب بإفريقيا “تعكس مدى انسجام المغرب مع مبادئه وأصالته وتشبثه بجذوره وبعد نظر المغرب ،الذي يقوده بتبصر وحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ،مستشرفا المستقبل الذي لن يقوم الا على التعاون والروابط الاقليمية في مختلف المجالات.

وأشار السيد الخراز إلى أن “المغرب كان سباقا إلى دسترة بعده الافريقي، وهذا التدويل القانوني السامي لم تفرضه ظرفية ما، بل هو تعبير صادق عن تشبث المغرب بأصوله وحرصه على الارتباط الدائم بالقارة السمراء، الذي تجمعه وإياها “ارتباطات وثيقة لم تمحها تقلبات الأزمنة ولا المنعطفات الضيقة النظر التي تتبناها بعض الدول ،التي لا تنظر بعين الرضا للنجاحات التي مافتئ يحققها المغرب في مختلف المجالات السياسية والتنموية والتي يحاول جاهدا تقاسم تجاربها مع كل الدول الافريقية دون خلفيات سياسيوية ،كالتي تحملها بعض دول الجوار، وتبقى العديد من المشاريع المنجزة في مختلف دول القارة السمراء خير دليل على ذلك ” .

وشدد على أن المغرب كان دائما حريصا كل الحرص على توطيد هذه العلاقات مع إفريقيا، ويتجلى هذا في العلاقات الأخوية العميقة التي تربط المملكة بالعديد من الدول الافريقية وتؤطرها العديد من الاتفاقيات التي منحت المغرب موقعا مركزيا في الكثير من المواقع الإفريقية.

وخلص الباحث إلى أن النضال التاريخي للمغرب من أجل وحدة افريقيا وتقوية المكونات الأساسية لهاته الوحدة وحرصه على سلمها وأمنها وكرامتها وقيمها وسعيه الدائم لمد يد التعاون المجدي مع كل دول القارة وتسوية وضعية المهاجرين الافارقة ، هي حتميات تجعل من المغرب ،عمليا وأخلاقيا ،صمام أمان التطلعات المشروعة للقارة الافريقية .