رفض المغرب لأي دور للاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء طريقة “واضحة وحازمة” لوضع حد لمناورات الجزائر (صحيفة إلكترونية)

الرباط- أكد مدير نشر صحيفة “كيد.ما” الإلكترونية، نعيم كمال، أن رفض المغرب القاطع لأي دور أو تدخل للاتحاد الإفريقي في ملف الصحراء المغربية يعد طريقة “واضحة وحازمة” لوضع حد لمناورات الجزائر بهدف بعث الروح في منظمة “عرجاء”، ويشهد على فشل السلطات الجزائرية في تحركاتها لتحريف ملف الصحراء عن المسار الذي رسمته لها الأمم المتحدة.

وفي مقال تحت عنوان “اتحاد القذافي”، ذكر مدير نشر الصحيفة بن المغرب يعارض بشكل قاطع أي دور أو تدخل، كيفما كان شكله، للاتحاد الإفريقي في قضية الصحراء المغربية، مشيرا في ذلك إلى الرسالة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.

وحسب الكاتب والصحفي، فإن الأمر يتعلق بطريقة “واضحة وحازمة” لوضع حد لمناورات الجزائر بهدف بعث الروح في “منظمة عرجاء”، على الرغم من أن هذه المحاولات تعد نبأ سارا بالنسبة للرباط، على اعتبار أنه يعكس فشل النظام الجزائري في تحركاته لتحريف ملف الصحراء عن المسار الذي رسمته لها الأمم المتحدة إلى حدود الآن. واعتبر أن الرسالة المغربية توضح بشكل جيد أسباب هذا الرفض، مشيرا، في المقابل، إلى أنها “لم تقل كل شيء”.

وأضاف نعيم كمال أن منظمة الوحدة الإفريقية سابقا (الاتحاد الافريقي حاليا)، قدمت من قبل حكما مسبقا لنتائج الاستفتاء من خلال قبوله في نونبر 1984 للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا فيها بالرغم من أنها لا تتوفر مقوم من مقومات السيادة”، مشيرا إلى أن المنظمة الإفريقية “انتهكت” أيضا وبالخصوص ميثاقها الخاص، ولاسيما الفصل 28 الذي ينص على أنه لا يمكن إلا لدولة مستقلة وذات سيادة أن تقدم طلبا للانضمام.

وأبرز أن التذكير بهذا المعطى يقود إلى أنه لا شيء ينتظر من منظمة لا تحترم مبادئها الخاصة وتضرب بقوانينها الخاصة عرض الحائط، مضيفا أنه يمكن أن نحلم لكن لا يمكن أن ننتظر شيئا من اتحاد لم يكن له، على مدى 52 سنة من وجوده، أي وقع ولم يقم بحل أي من النزاعات التي مزقت وما تزال تمزق القارة الإفريقية، هذا إن لم يكن قد ساهم في تعقيدها.

وأشار مدير نشر صحيفة “كيد.ما” الإلكترونية إلى أن الاتحاد الإفريقي، الذي خرج إلى الوجود نتيجة “جنون عظمة القذافي”، سار على نفس هذا النهج حين عين جواكيم شيسانو مبعوثا خاصا له للصحراء، موضحا أن هذا المبعوث كان رئيسا للموزمبيق.

وذكر نعيم كمال في هذا الصدد، بأن شيسانو، حسب ما كشف عنه موقع “ويكيليكس” بخصوص الدبلوماسية الأمريكية، يعد مقربا من كبار تجار المخدرات بإفريقيا، مضيفا أنه يشكل بالنسبة للمغرب شخصا “مندفعا كان يقف على الدوام قلبا وقالبا مع مواقف النظام الجزائري، وخادما مطيعا للقذافي”.

وخلص الكاتب إلى التساؤل بخصوص طبيعة الحوار الذي يمكن أن يكون للرباط معه، إن لم حوار الطرشان، على اعتبار أن تعيينه يبدو في هذا السياق كإرادة إلى الدفع بأي محاولة لحل قضية الصحراء نحو النفق المسدود.