لالة السعيدي .. فنانة مغربية تسعى لمد الجسور بين الثقافات

لالة السعيدي .. فنانة مغربية تسعى لمد الجسور بين الثقافات

السبت, 7 مارس, 2015 - 16:25

بقلم بشرى بنيوسف

نيويورك – على خطى المثقفين الملتزمين، انطلقت الفنانة المغربية لالة السعيدي، التي أصدرت مؤخرا كتابها الرائع “عبور الحدود وإقامة الجسور بين الثقافات” عن دار النشر “إي سي أر”، في “رحلة فنية”، هدفها الأسمى تفكيك الصور النمطية والأحكام المسبقة التي تقف حاجزا أمام التقارب بين الثقافات.

ففي كتابها الصادر باللغة الإنجليزية ويتضمن 400 من المصنفات الفوتوغرافية وشهادات من كبار النقاد، ترفض الفنانة والرسامة ذات المسار الخارج عن المألوف، تلك الصورة عن “المرأة الشيء” السائدة في المخيال الغربي، كما تنتصب لتناهض “العنف غير المطاق” الذي يطال المرأة ذاتها في المجتمعات الشرقية اليوم.

ومن خلال روائع الأعمال الكبيرة للالة السعيدي المتمثلة في “كونفيرجونس” و”نساء المغرب” و”حريم” و”بوليتس” المعروضة في أكبر المتاحف كمتحف اللوفر (باريس) ومتحف سميثسونيان (واشنطن) والمتحف الوطني البريطاني (لندن) ومتحف الفن الحديث (باكو)، فضلا عن الأروقة الفنية الشهيرة بنيويورك ولندن وزيوريخ، تبدو صورة المرأة الشرقية “مكتشفة” عبر رؤية فوتوغرافية قوية، ويضع الكتاب بين أيدينا الفرصة لسبر أغوارها.

مع نهاية مرحلة الطفولة، حلمت هذه الفنانة بÜ”الحرية” من دون معرفة كيفية “التعبير عنها” عبر محاولات بعيدة عن الأنظار للرسم بالريشة، وعلى الجدران المنيعة التي أحاطت بيومياتها، والآن ترى في هذا الكتاب أن الحلم صار “حقيقة”.

وأسرت في بوح لوكالة المغربي العربي للأنباء .. “لم أفكر أبدا أنه في يوم من الأيام، سأضع بين يدي ساعات وساعات من حياتي”. وهي التي كانت بالأمس فقط في حالة “تأمل” للأعمال المشهورة للمستشرقين خلال القرنين ال18 وال19، من قبيل جان أوغست دومينيك إنجرس وأوجين ديلاكروا أو جان ليون جيروم، قبل أن “تأخذ مسافة” عن ذلك، وتتبنى حق المرأة في “الفضاء الخاص”.

بعد 20 عاما، تقطع “نظرتها المبددة للغموض الذي يكتنف صورة المرأة العربية – المسلمة، مع الرؤية الخيالية لهؤلاء الفنانين الغربيين أنفسهم في سعيهم نحو المشرق الأسطوري”، وهي النظرة التي خضعت لتحليل نقاد الفن الأكثر شهرة.

ويرى ستيفان غيغان، محافظ بمتحف دورساي بباريس، أن هذه النظرة “رد” على الصور النمطية المتداعية لل”الحريم الماجن” و”التمنع العنيد للحشمة الحديثة”، مبرزا أنه من هنا تنبع “الأصالة الأولى” للالة السعيدي التي “تنساب بشكل طبيعي من هذه الإثارة”.

في الواقع، يوضح المحافظ، أنه قبل “أن تبدو وكأنها لوحة لأنجرس في بعض المواضيع، فإن هاته الصور نقلتني إلى علاقة أعمق، وسيكون من السخف إن اختزلت فقط في لعبة التأثيرات”، مضيفا أن هناك “تقاربا أكثر من حوار بسيط.”

بدورها، اهتمت ميترا أباسبور، محافظة قسم الصور الفوتوغرافية في “متحف الفن الحديث” في نيويورك، ب”الجذور العميقة لهذه الفنانة مواطنة العالم”، التي تحاول أعمالها صقل تجربة حياة ضمن أربع ثقافات متباينة، منذ طفولتها ببلدها الأصلي، المغرب، إلى سن النضج الفني في الولايات المتحدة، مرورا بفرنسا والمملكة العربية السعودية.

وبالفعل، تؤكد مريم إختيار، عن متحف متروبوليتان، أن هذه الصور هي على حد سواء حالة من “استبطان” هويتها وذاتها كامرأة عربية، وردا على “استراق النظر السائد في الفن الاستشراقي.”

وقالت هذه الناقدة، التي تشغل منصب محافظة قسم الفنون الإسلامية بهذا المتحف العريق، إن الأشياء “غير المعلنة” تحتل مكانة مركزية في مجموعة الصور الفوتوغرافية التي تلتقط “عزلة وصمت”، وغالبا “معاناة” هؤلاء النسوة.

وأضافت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه في وقت لاحق، في سن الرشد، تعيد لالة السعيدي زيارة “تلك الأماكن” التي من شأنها أن تصبح “مصدرا غزيرا للإلهام”.

أما الكاتبة المصرية نوال السعداوي، فاعتبرت أن ثقل الكلمات المحفورة بالخط العربي على هذه النماذج لهي رسائل قوية يتردد صداها في الصمت الثقيل للمنظومة المجتمعية الشرقية.

لكن ما لا يمكن أن نخطئ فيه، يختم كينزي كاتشوكا من متحف الفن بكارولاينا الشمالية، أنه حين نستعيد شريط الماضي، نجد أن هناك “توازنا دقيقا” بين رفض “كل جميع أشكال الكبت” و”التشبث العاطفي” ب”العادات” من قبل المجتمعات العربية الإسلامية، هو أمر جلي يمكن “ملاحظته بدقة” في هذه الأعمال.

اقرأ أيضا

اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”.. أمسية فنية حافلة بإيقات متنوعة ومتميزة

الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 في 11:02

تواصلت فعاليات الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”، بمنصة كورنيش أبي رقراق بالرباط، بسهرة فنية، أحياها، مساء أمس الإثنين، عدد من الفنانين المغاربة، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية