خالد العناني، مرشح مصر لمنصب المدير العام لليونسكو: “أنا راضٍ تمامًا على الدعم العربي والإفريقي”

بوينوس آيريس – أشاد خالد العناني، مرشح مصر لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة 2025-2029، بالدعم القوي الذي حظي به ترشيحه من قبل الدول العربية والإفريقية.

وعبر العناني، الذي يقوم حالياً بجولة في منطقة أمريكا الجنوبية للترويج لترشيحه، عن تحمسه لإمكانية أن يصبح أول عربي يتقلد هذا المنصب الأممي الرفيع.

وفي هذا الحوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أشار عالم المصريات البارز، وزير السياحة المصري السابق (2019-2022)، إلى أن اليونسكو منظمة تعنى بالتنوع الثقافي، مضيفا أن ترشيحه باسم مصر، ولكن أيضا كممثل لإفريقيا والعالم العربي ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، يمثل “ميزة كبيرة”.

وأكد أن برنامجه الانتخابي الذي يعتزم تقديمه إلى اليونسكو في مارس المقبل قائم على خلاصات اجتماعاته في كل دولة قام بزيارتها.

وقال إن “هدفي هو اقتراح ترشيح يشمل تطلعات وتحديات جميع الدول الأعضاء، كما أنني عازم على تعزيز موارد المنظمة من خلال الشراكات مع القطاع الخاص والشركات الكبرى ورجال الأعمال والمجتمع المدني”.

وبعد أن أشار العناني إلى أن “الإنسانية بحاجة إلى اليونسكو أكثر من أي وقت مضى”، رأى العناني أن المنظمة “يتعين أن تضطلع بدور في مواجهة خطاب الكراهية الذي ينتشر بسبب الصراعات الثقافية أو الأيديولوجية أو الدينية”.

وحسب وزير الآثار والسياحة المصري السابق، فإن “احترام الآخر يبدأ في المدرسة، ولذلك يجب علينا أن نغرس في الأطفال روح التسامح وقبول الآخر. فالتنوع الثقافي ثروة، وهو ليس جريمة ولا خطأ”.

وفي معرض حديثه عن تداعيات التقدم التكنولوجي على حياة الناس اليومية، دعا العناني إلى التفكير المتعمق في كيفية وضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان “بشكل عادل”.

وفيما يتعلق بتغير المناخ، وهو موضوع قريب إلى قلبه والذي “يهدد التراث الطبيعي والثقافي” للبشرية، أعرب المرشح المصري عن أسفه لأن هذا الواقع الجديد “يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية في المناطق التي تعاني من الهشاشة، مما يدفع الملايين من الناس إلى الهجرة”.

أما بخصوص التعليم، تابع هذا الأستاذ الجامعي الذي يعمل في العديد من الجامعات في مصر وغيرها، “من الضروري تعزيز البنيات التحتية وتحسين ظروف المدرسين، واستخدام التكنولوجيات الجديدة وتعزيز التعليم الذي يتمحور حول على التكوين المهني”.

وقال “خلال جولتي، لا ألتقي بالمسؤولين فحسب، بل ألتقي أيضًا بالمثقفين والفنانين وفاعلي المجتمع المدني. إن النقاشات مع هؤلاء الأشخاص تثري رؤيتي من أجل اليونسكو. لأن ترشيحي لا يقتصر على الدول العربية والإفريقية، بل أسعى إلى تمثيل جميع البلدان، مع مراعاة تنوعها الثقافي والاقتصادي”.

وعند سؤاله عن الدعم الذي حظي به ترشحه من قبل الدول العربية والإفريقية، أجاب العناني دون أدنى تردد: “أنا راضٍ تمامًا”.

ومنذ الإعلان عن ترشحه في أبريل 2023، أعرب الاتحاد الإفريقي عن دعمه له في فبراير 2024، وتبعه قرار مماثل اعتمدته القمة العربية في المنامة في ماي 2024.

وشدد بالقول “أتمنى أن أكون عند مستوى ثقتهم، خاصة وأن العديد من الدول تعتقد أن الوقت قد حان لكي يتولى عربي هذا المنصب”.

وذكّر العناني، في هذا السياق، بأن اليونسكو تعاقب عليها 11 مديرًا عامًا، ولكن لم يسبق أن شغل أي مواطن عربي هذا المنصب، مشيرًا إلى أن الإفريقي الوحيد الذي حظي بذلك هو السنغالي مختار مبو، بين عامي 1974 و1987.

وبالعودة إلى محاور برنامجه المتعلقة بتعزيز الثقافة والتربية والعلوم في العالم العربي، أشار العناني إلى أن “المنطقة العربية تتمتع بتراث ثقافي غني ومتنوع، ولكن اعتبار الدول العربية كتلة واحدة لن يكون حكيما”.

وأشار إلى أن “بعض الدول لديها موارد اقتصادية تسمح لها بالانطلاق، في حين أن بعضها يواجه تحديات، سياسية بشكل خاص، وبذلك يتغير ترتيب الأولويات”.

ومن أجل مساعدة الأجيال المقبلة على تحقيق مستقبل أفضل، يمكن لليونسكو “توفير التكوينات وتعزيز بناء القدرات البشرية ومساعدة الدول العربية والإفريقية وجميع الدول على الابتكار لحل مشكلات معقدة”.

وفيما يتعلق بمنطقة أمريكا الجنوبية، فإن التطلعات تختلف تماماً عن تطلعات الدول العربية. وضرب المرشح المصري مثالاً بالتعليم، حيث يرى أن “التحديات في الدول المتقدمة تشمل الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي، وحرية التعبير، وإبداع المدرسين، والصحة الذهنية للطلاب، خاصة بعد جائحة كوفيد-19”.

بينما في بلدان أخرى، “تتغير التحديات، مثل نقص المدرسين والمدارس، وغياب الإنترنت… وما إلى ذلك”.