مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة: مجموعة (أكاديميا ديل بياتسيري) وفرقة (أرتيان) من إسبانيا تلهب الجمهور بحفل رائع

فاس –  ألهبت مجموعة (أكاديميا ديل بياتسيري) وفرقة (أرتيان)، وهي إحدى أعرق الفرق الموسيقية بإسبانيا وأوروبا، أمس السبت، خلال حفل فني، جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، بموسيقى وأغاني أصيلة بألوان من الشرق والأندلس.

وسافرت هذه الفرقة الموسيقية المعروف عنها بأنها من أعرق وأقدم الفرق الموسيقية في إسبانيا وأوروبا، برئاسة الموسيقي الموهوب فهمي الغاي، بالجمهور، رفقة المغنية والممثلة غالية بنعلي، في رحلة موسيقية لاستكشاف التعابير الموسيقية المختلفة التي تمزج روح الأندلس بالموسيقى الغجرية والشرقية والصوفية.

وإلى جانب مغنيات ومغنين آخرين بالمجموعة، فإن الصوت الرائع لغالية بنعلي قد أعطى لهذا العرض الفني سحرا شرقيا أصيلا، فهذه المغنية ذات الأصول التونسية، قادرة على التعبير عن فنها عبر تعابير موسيقية متعددة، انطلاقا من موسيقى الباروكي إلى الموسيقى القديمة، ومن السيدة أم كلثوم إلى الشعر الصوفي والموسيقى الهندية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت غالية بنعلي، وهي أيضا كاتبة أغاني، “لقد سمعت عن هذا المهرجان منذ فترة طويلة، وهو الآن في نسخته السابعة والعشرين”، مضيفة “أنا سعيدة جدا بالمشاركة أخيرا” في هذه التظاهرة وخاصة “زيارة فاس، المدينة التي تناديني منذ فترة طويلة جدا، وأغني أمام جمهور يأتي من كل أنحاء المغرب وخارجه”.

وأبرزت أن “حفل اليوم جمع بين ثلاث مجموعات (أكاديميا ديل بياتسيري) المتواجدة بإشبيلية والتي تعزف الموسيقى الإسبانية العريقة، وفرقة “أرتيان ” (مجموعة أصوات”، وأنا مع موسيقاي ونصوصي”.

وتابعت “لقد عملنا بشكل جماعي بفضل (أكاديميا ديل بياتسيري) التي جمعتنا معا، ولنا الشرف بأن نتواجد هنا”.

ويهدف مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادسن تحت شعار: “شوقا لروح الأندلس” في الفترة ما بين 24 ماي وفاتح يونيو، إلى إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.

وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.

ووفاء لروح فاس، اقترحت هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث التقى نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.