الرباط .. علماء يبسطون خصائص العقيدة الأشعرية ومزاياها

الرباط – أبرز عدد من العلماء، اليوم الثلاثاء بالرباط، ضمن جلسات الدورة العلمية التواصلية الرابعة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، الخصائص الكبرى للعقيدة الأشعرية ومزاياها ومناهجها.

وفي هذا الصدد، أكد الشيخ أحمد النور محمد الحلو، عضو مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تشاد، في مداخلة له حول “خصائص ومزايا العقيدة الأشعرية”، أن هذه العقيدة غير منفصلة عن الهدي النبوي أو منهج الصحابة والتابعين من السلف الصالح، مضيفا أن “تداول مصطلح العقيدة الأشعرية جاء نسبة إلى كون الإمام أبي الحسن الأشعري ناضل ودافع عن هذه العقيدة من خلال توضيح مجموعة من الملابسات والرد على مختلف الشبهات ذات الصلة بها”.

وشدد السيد لحلو على أن العقيدة الأشعرية هي نفسها التي جاء بها النبي محمد عليه الصلاة والسلام وحملها عنه الصحابة والتابعون من بعدهم، مشيرا إلى ضبط جمهور العلماء لمفهوم هذه العقيدة وخصائصها على النحو السليم والمطلوب.

وشدد السيد الحلو على أن هذه العقيدة تقوم على الكتاب والسنة كمصدرين رئيسيين لها، فضلا عما أجمعت عليه الأمة كمصادر للتلقي وكذا فهم أهل السلف الذين تلقوا العقيدة المذكورة من منابعها الأولى، موضحا أن السنة التي تنبني عليها العقيدة الأشعرية هي السنة المتواترة ذات التبوث القطعي الذي لا يحتمل التأويل.

من جهته، قال يوسف احنانة، عضو المجلس العلمي المحلي لتطوان، إن العقيدة الأشعرية أصبحت جزءا لا يتجزأ من وجدان الناس وسلوكهم، مسلطا الضوء على سياق وكيفية دخول المذهب الأشعري إلى الغرب الإسلامي.

وأوضح السيد احنانة، في مداخلة مماثلة، أن العقيدة الأشعرية امتدت بين كبار علماء العالم الإسلامي، مسجلا أن أغلب الفقهاء والعلماء الذين أسسوا الثقافة العربية الإسلامية هم أشاعرة مثل أبي الحسن الأشعري، والقاضي عياض وابن عربي المعافري “لتمتد بذلك المدرسة الأشعرية في مختلف المذاهب الفقهية”.

وخلص إلى أن الحاجة اليوم إلى العقيدة الأشعرية “تظل ملحة لأنها خلقت الانسجام والتناغم الداخلي في حياة الفرد وفي علاقة الإنسان بكل من خالقه والآخرين باعتبارها عقيدة الحياة الطيبة”.

من جانبه، أبرز عبد الحميد العلمي، أستاذ كرسي أصول الفقه بجامع القرويين بفاس، اختلاف المصطلحات التي يتم توظيفها بين العقيدة الأشعرية والمدرسة الأشعرية، مبرزا موقف هذه الأخيرة من التكفير المتمثل في الرفض لأن “ديننا يوحدنا ويجنبنا الصراع وتكفير بعضنا البعض”.

وأوضح السيد العلمي، في كلمة تلاها نيابة عن رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة العرائش، إدريس ابن الضاوية، أن “الاختلاف القائم في استعمال الكلمات والمصطلحات هو أصل الخلاف القائم بين الفرق أو مجموعات متفرقة”.

يذكر أن الدورة العلمية التواصلية الرابعة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تنظم على مدى يومين، تتناول دراسة وتقريب محاور العقيدة الأشعرية وحفظ كليات الدين، والعقيدة الأشعرية والرد على الشبهات، والمذاهب الفقهية وحفظ كليات الدين، بالإضافة إلى مقاصد الشريعة وحفظ المشترك الإنساني.

كما تهدف إلى إبراز دور المدرسة الأشعرية في حفظ كليات الدين والوقاية من الغلو والتطرف، والتأصيل لخصائص العقيدة الأشعرية ومميزاتها، فضلا عن إبراز جهود العلماء الأفارقة في خدمة المذهب الأشعري والمذاهب الفقهية السنية.