المواجهات المسلحة غرب ليبيا تدخل فصلا جديدا ببدء عمليات القصف الجوي

من المراسل الدائم للوكالة بليبيا رضوان البعقيلي

طرابلس- دخلت المواجهات المسلحة الدائرة غرب ليبيا فصلا جديدا ببدء قوات سلاح الجو الموالية للحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني عمليات القصف التي طالت أمس الاثنين وصباح اليوم مطار معيتيقة في قلب العاصمة طرابلس دون أن تخلف ضحايا.

وتشكل هذه العمليات نقطة تحول في الحرب التي تخوضها منذ أشهر في منطقة الجبل الغربي، قوات من الجيش مدعومة بكتائب مسلحة تنحدر من مناطق الزنتان والرجبان ومدن أخرى ضد قوات تابعة لعملية (فجر ليبيا) المشكلة أساسا من كتائب مسلحة تنتمي لمدن مصراتة وغريان وعدة مناطق، والموالية لحكومة (الإنقاذ الوطني) التي شكلها المؤتمر الوطني في طرابلس برئاسة عمر الحاسي.

وعلى إثر تجدد عمليات القصف صباح اليوم الثلاثاء، طلبت إدارة مطار معيتيقة من المسافرين “البقاء في منازلهم وعدم التوجه للمطار” مؤكدة أن المسافرين المتواجدين في قاعة المطار “بصحة جيدة ولم يصبهم أي أذى”.

وكانت إدارة المطار قد قررت على إثر عملية القصف الأولى، تحويل مسار الرحلات الجوية المبرمجة إلى مطار مصراتة، غير أنها عادت لاحقا لتعلن عن استئناف الرحلات المبرمجة اليوم الثلاثاء .

ويعد مطار معيتيقة، الوحيد في العاصمة الليبية الذي يؤمن رحلات للمسافرين بعد تخريب مطار طرابلس الدولي الذي كان مسرحا لمعارك مسلحة ضارية خلال شهر يوليوز الماضي.

وحسب المتتبعين لمجريات الوضع غرب ليبيا، فإن من شأن دخول الطيران الحربي جبهة المواجهة ونقله المعركة إلى مدينة طرابلس، ترجيح كفة القوات الموالية لحكومة الثني التي تمكنت قبل يومين من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة (ككلة) بالجبل الغربي، مستفيدة من ضربات الطيران الحربي التي حملت قوات (فجر ليبيا) على الانسحاب منها.

كما أن استخدام سلاح الجو ينذر ، وفق المراقبين، بتطورات أمنية أكثر خطورة غرب البلاد، ترتبط أساسا بتوسيع نطاق المواجهات وردود الفعل التي قد تلجأ إليها قوات (فجر ليبيا) لاستعادة زمام المبادرة ميدانيا.

وكانت قيادة الأركان العامة للجيش الليبي التابعة لحكومة عبد الله الثني قد أعلنت الجمعة الماضية عن “إغلاق مطاري امعيتيقة، بـطرابلس ومصراتة،وكذا إغلاق الموانئ البحرية بمدن سرت و ‏زوارة ومصراتة”، معللة ذلك ب”ثبوت استخدامها من قبل المليشيات الإرهابية المتطرفة” .

وأكدت قيادة الاركان العامة في بيان لها أنه سيتم “التعامل مع أي قطع جوية أو بحرية تتحرك من تلك المناطق باعتبارها مناطق عسكرية”، مشيرة إلى أن المطار الوحيد الذي يمكن استخدامه للأغراض المدنية هو مطار مدينة زوارة غرب البلاد.

غير أن الحكومة المؤقتة نفت، يوما بعد ذلك، إصدار أي قرار بإغلاق مطارات وموانئ في المنطقة الغربية من البلاد و”طمـأنت المواطنين وشركات الطيران بأنها لم تصدر أي تعليمات بإغلاق هذه المرافق، أو إيقاف الملاحة الجوية أو البحرية في أي ميناء أو مطار ليبي وذلك من منطلق مسؤوليتها عن المواطنين الليبيين والزوار الاجانب”.

وأكدت أنه في حال اتخاذ أي قرار يمس الحياة اليومية للمواطنين أو الزوار ستعلن ذلك في حينه رسميا عبر المؤسسات الرسمية للدولة وعلى رأسها مصلحة الطيران المدني، ومصلحة الموانئ.
ولم يصدر حتى الآن أي رد فهل رسمي عن حكومة عبد الله الثني أو مجلس النواب المنتخب إزاء القصف الجوي الذي يطال مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس .
وفي المقابل أعلن العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو في القوات الموالية للحكومة المؤقتة، مسؤولية هذه القوات عن عملية القصف التي تستهدف مطار معيتيقة، مؤكد أنه أضحى “قاعدة عسكرية للجماعات الارهابية التي تستغل المنافذ البحرية والجوية في جلب الاسلحة والمقاتلين الاجانب لمقاتلة الشعب الليبي”.
وقال الجروشي في تصريحات صحفية إن هذه الغارات تتم “بناء على أوامر رئاسة الاركان العامة للجيش الليبي التي سبق أن أعلنت في بيان لها عن إغلاق مطاري معيتيقة ومصراتة، وكذا الموانئ البحرية لطرابلس ومصراتة وسرت، باستثناء مطار زوارة الذي سيستخدم للاغراض المدنية والانسانية”.
وأكد الجروشي أن عمليات القصف “ستتواصل ضد مواقع الجماعات الارهابية ومخازن أسلحتها وآلياتها إلى أن تتحرر طرابلس وتعود للحاضنة الشرعية”.
وفي طرابلس قال عمر الحاسي رئيس (حكومة الانقاذ الوطني) إن هذه الأخيرة ستعتمد في ضوء الظروف والأحداث التي وقعت في بنغازي وككلة وطرابلس”سياسة الحرب والمواجهة” بعدما كانت تنهج “سياسة السلام وقبول الآخر والجلوس إلى الحوار”.
وأضاف الحاسي الذي لم تحظ حكومته باعتراف المنتظم الدولي حتى الآن، في مؤتمر صحفي عقد في وقت متأخر من ليلة أمس “نواجه عدوا يمتلك أسلحة كثيرة والكثير من الدعم الخارجي (…) ونواجه أكثر من دولة من دول الجوار والعالم التي تمده بالسلاح والخبراء”، مؤكدا أن “سياسة الحكومة لن تعتمد منذ اليوم على وعود الاعتراف بالحكومة المبطنة ورسائل الطمأنة التي تأتينا من الخارج”.