المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باليوسفية.. لقاء تواصلي حول دعم صحة الأم والطفل

اليوسفية – شكل موضوع “دعم صحة الأم والطفل، التزام من أجل المستقبل”، محور لقاء نُظم اليوم الخميس باليوسفية، وذلك في إطار اللقاءات التواصلية الموضوعاتية التي تنظمها اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم اليوسفية.

ويندرج اللقاء في إطار مساهمة اللجنة في النهوض بصحة الأم والطفل للرفع من درجة الوعي لدى مختلف الأوساط وتحسيس الفاعلين المعنيين بأهمية هذا الموضوع وزيادة الاهتمام به وإبراز آثاره الإيجابية في بناء مستقبل مشرق لفائدة الأجيال الصاعدة.

وأبرز عامل إقليم اليوسفية، محمد سالم الصبتي، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام ، أن الاهتمام بصحة الأم والطفل يعتبر مدخلا من مداخل تنمية الطفولة المبكرة ووسيلة فعالة ورافعة أساسية لمعالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية والمجالية، مشيرا إلى أن الاستثمار في الرأسمال البشري للأم والطفل من خلال رعاية صحية وتغذية جيدة وتوفير بيئة ملائمة للتعلم المبكر، يتيح للطفل تملك الآليات الضرورية لمواجهة تحديات الغد ويمنحه فرصة النجاح في مختلف مجالات الحياة المدرسية والعملية وبالتالي المساهمة الفعالة في تنمية المجتمع.

وذكر بأن المغرب حقق منذ عقود مجموعة من المنجزات في العديد من المجالات التي تساهم في تنمية الطفولة المبكرة، ولا سيما في المجال الصحي من خلال العمل على تعميم التلقيح ضد أمراض الأطفال وتحسين تغذيتهم وتقليص معدلات الوفيات لدى الأمهات والأطفال بمناسبة الولادة، مشددا على ضرورة تظافر الجهود من أجل تجاوز أوجه العجز القائمة.

وأكد في هذا الصدد، أنه يتعين على السلطات العمومية والمنتخبين والفاعلين الجمعويين والقطاع الخاص وكافة المتدخلين المعنيين، رفع هذا التحدي وبذل المزيد من الجهود للنهوض بالطفولة المبكرة عبر العناية بصحة الأم والطفل، داعيا إلى ضمان التقائية جيدة بين تدخلات الفاعلين من أجل مزيد من الفعالية، وإيلاء اهتمام خاص بجودة الخدمات المرتبطة بصحة الأم والطفل، فضلا عن إرساء آليتي التتبع والتقييم أثناء إعداد المشاريع.

وفي إطار الرؤية الجديدة المرتكزة على تنمية الرأسمال البشري، أبرز السيد سالم الصبتي، أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية قامت بتفعيل الاتفاقية الثلاثية المبرمة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومنظمة اليونيسيف، الرامية إلى إرساء نظام للصحة الجماعاتية من خلال تزويد المؤسسات الصحية بالمعدات الطبية وشبه الطبية، وتحسين الخدمات على مستوى دور الأمومة والعمل على التفعيل التدريجي للوسيطات الجماعاتيات، بالإضافة إلى عدد من الإجراءات المهمة كتوفير سيارات الإسعاف وبناء وتجهيز دور الأمومة وتهيئة أقسام الولادة.

من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، إبراهيم إيدو، في عرض حول حصيلة محور دعم صحة الأم والطفل، أن تفعيل منظومة الصحة الجماعاتية على مستوى الإقليم أعطى نتائج مهمة، خصوصا في ظل العمل الجبار الذي تقوم به الواسطات الجماعاتيات في مجال تحسيس النساء بأهمية الولادة بوسط مراقب وتتبع الحمل والتغذية السليمة والابتعاد عن السلوكيات الضارة.

من جهتها، أكدت المنسقة الإقليمية لمنظومة الصحة الجماعاتيات بالمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية باليوسفية، نادية بحري، أن برنامج منظومة الوسيطات الجماعاتيات استطاع كسب رهان تقليص الفوارق المجالية فيما يخص صحة الأم والطفل، مشيرة إلى أن المؤشرات المحصل عليها في العالم القروي فيما يخص البرامج الصحية فاقت بكثير ما هو مسجل بالمجال الحضري في كل مايتعلق بالتلقيح والتغذية وتتبع ومراقبة الحمل والولادة والكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم.

كما تم خلال هذا اللقاء، الذي عرف حضور مختلف رؤساء وأطر المصالح الخارجية بالإقليم ورجال السلطة وجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال صحة الأم والطفل، التطرق للبعد الغذائي في صحة الأم والطفل، والتأكيد على تسجيل تحسن مهم في مؤشر وفاة الأمهات الحوامل في كل 100 ألف ولادة، وذلك بفضل الدعم الكبير لصحة الأم، ولا سيما من خلال البرنامج الوطني للتغذية عند المرأة الحامل.