شهر رمضان بتازة : مناسبة لتجديد النقاش وإثراء الحوار حول أهمية الحفاظ على التقاليد والعادات وضرورة توثيقها

شهر رمضان بتازة : مناسبة لتجديد النقاش وإثراء الحوار حول أهمية الحفاظ على التقاليد والعادات وضرورة توثيقها

الجمعة, 26 يوليو, 2013 - 13:40

من إعداد عبد اللطيف الحربيلي

تازة- مع حلول شهر رمضان بمدينة تازة، يتجدد النقاش العمومي والحوار وتبادل وجهات النظر من طرف ثلة من المثقفين والمهتمين من أجل النبش في رقيم التقاليد والعادات والطقوس الدينية التي تحييها الساكنة وطرح المبادرات الكفيلة بإنقاد الموروث التاريخي والحضاري للمدينة من الضياع، جراء تأثيرات عوادي الزمن وندرة مبادرات تجميع وتوثيق هذا الموروث.
وهكذا فإن صيام الشهر الفضيل يشكل مناسبة للاسر التازية لاحياء التقاليد والعادات التي ورثتها عن أجدادها، من خلال الحرص على قضاء هذا الشهر رفقة أبنائها، الذين يأملون في استكشاف هذا الموروث التاريخي، الذي يشكل مفخرة لهم ولأجدادهم عقودا من الزمن.

ففي اليوم الأخير من شهر شعبان يستعد التازيون للاستقبال المادي والروحي لهذا الشهر، من خلال اقتناء ما يلزمهم من مواد غذائية وفواكه جافة لإعداد الأطباق الخاصة بشهر رمضان، وكذا لشراء الملابس التقليدية التي يكثر عليها الإقبال بهذه المناسبة، من أجل إعمار المساجد والاعتكاف فيها وأداء صلاة التراويح.

فمراقبة هلال شهر رمضان بتازة له صبغة خاصة، إذ تقوم النساء بخياطة علم أبيض خاص بهذا الشهر الكريم، بعد ذلك يشتد التنافس بينهن لرؤية الهلال، من أجل الفوز بالسبق في رفع العلم الأبيض فوق سطح المنزل طيلة الشهر الفضيل، وتحمل هذه العادة مغزى احتدام التنافس الحميد بين العائلات التازية حول القيام بأعمال الخير تقربا لله عز وجل، وكذا الأمل في تنقية العباد من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

كما أن” النفار” و” الغياط” يحلان على الساكنة ضيفان جديدان خلال هذا الشهر الكريم ويعوضان “مؤنس المرضى” (يقوم باستئناس المرضى خلال الأيام العادية من خلال التقاسيم التي يؤديها في سكون الليل)، حيث يضطلعان بدور هام في الإعلان عن قرب وجبة السحور من جهة والاستعداد لاداء صلاة الفجر من جهة أخرى، بالإضافة إلى طلقتي”المدفع”،التي تعلن أولاها عن وجبة الإفطار وثانيها عن مطلع الفجر وبداية صيام يوم آخر من الشهر الفضيل.

وما يميز شهر رمضان بتازة هو الاحتفاظ بعادة صيام الصبية أو مايطلق عليه “التخياط”، إذ يصوم الصبي نصف يوم لمدة معينة في أفق صيام يوم كامل في أجواء احتفالية تتسم باقتناء كسوة بيضاء للصائم الصغير( جلابة وسلهام وبلغة) وتهيئ له خبزة مدهونة بالبيض ومملوءة بالزبيب واللوز والجوز، مع ترديد أناشيد في مدح خير البرية وأقوال موروثة عن الأجداد أو مايسمى بÜ “التحواف”، أما صيام الصبية فيمر بنفس التقاليد والعادات والاحتفالية، غير أنه في مثل هذه المناسبات تتزين الطفلة بتاج فوق رأسها، وكذا بالحناء .

وبخصوص تبادل الزيارات العائلية في هذا الشهر الفضيل، تتناوب العائلات على زيارة بعضها البعض أو ما يسمى عند التازيين بÜ ” دارت”، هذه العادة التي لم تتأثر بالزمن لدى العائلات العريقة، وذلك بفضل التراحم والتلاحم الذي يميزها خلال الشهر الكريم .

أما ليلة القدر التي تتزامن مع ليلة 27 من شهر رمضان، فإن التازيين يتوسمون خيرا فيها، وذلك من خلال الإكثار من الذكر وصلاة التراويح بالمساجد وصلة الرحم وتبادل الزيارات.

وبالرغم من حرص الأسر التازية على التشبث بالتقاليد الموشومة في ذاكرتها كأحد ركائز الهوية، إلا أنها تأثرت بفعل عوادي الزمن، مما دفع بالعديد من الفاعلين والمهتمين إلى الدعوة إلى توثيق التراث الشفهي والمادي للمدينة وحمايته من الضياع، خاصة المرتبط بالشهر الكريم .

وفي هذا السياق، أكد المسرحي محمد بلهيسي أن حلول شهر رمضان يشكل إحدى المحطات الوضاءة التي ” تجعلنا دائما نرصد ونستعرض التقاليد والعادات التي بدأت في الاندثار بفعل ندرة المبادرات التي تسعى إلى توثيق هذا الموروث الثقافي” .

ودعا بلهيسي إلى العمل على إنقاذ التقاليد والعادات التازية، التي اضطلعت بدور هام في تعزيز التلاحم والتآخي والتراحم بين مكونات المجتمع التازي، مما يشكل إحدى الركائز الأساسية لاستمرار القيم الاجتماعية الأصيلة المتوارثة عن الأجداد، وبالتالي حفظ الخصوصية المغربية وصونها من الأفكار الدخيلة التي تسعى إلى خلخلة المبادئ والقيم الاجتماعية السامية التي أسس عليها المجتمع المغربي عبر الزمن.

ومن أجل حفظ هذ الموروث الثقافي من الاندثار، طالب السيد بلهيسي الجهات المعنية بدعم المبادات التي تسعى إلى إحياء هذه التقاليد والعادات وعقد اللقاءات والندوات والموائد المستديرة، من أجل إثراء النقاش بهدف حفظ الموروث الثقافي التازي، وكذا تثمين المبادرات التي تهدف إلى توثيق هذا الكنز الثمين.

اقرأ أيضا

تدشين المحكمة الابتدائية بالعيون

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 22:02

أشرف وزير العدل عبد اللطيف وهبي، اليوم الاثنين، على تدشين المحكمة الابتدائية بالعيون، إثر إعادة بنائها في إطار تأهيل البنيات التحتية القضائية وتحسين ظروف عمل أسرة العدل.

رفع عدد مقاعد النقل الجوي ب40 في المائة خلال سنة 2024 (وزيرة)

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 21:49

أفادت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الإثنين بمجلس النواب، أنه تم الرفع ب40 في المائة من عدد مقاعد النقل الجوي خلال سنة 2024، بينما بلغت هذه االنسبة سنة 2023 حوالي 22 في المائة.

المختبر الوطني لمراقبة الأدوية يحصل على شهادة “إيزو” للمرة الرابعة

الإثنين, 22 يوليو, 2024 في 21:40

حصل المختبر الوطني لمراقبة الأدوية، للمرة الرابعة، على شهادة المطابقة لمعايير الجودة العالمية (إيزو 17025) من المديرية الأوروبية لجودة الأدوية.