اعتراف اسرائيل بمغربية الصحراء تكريس استراتيجي لمصداقية المملكة (خبير)

روما – أكد المدير التنفيذي للأكاديمية الدبلوماسية الإيطالية، عبد الرحمن شبيب، أن القرار الإسرائيلي بالاعتراف بمغربية الصحراء هو تكريس “استراتيجي” لمصداقية المملكة والتزامها “الدائم والجاد” من أجل تنمية وإشعاع أقاليمها الجنوبية.

وأكد الأستاذ في جامعة فيرونا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الموقف الإسرائيلي، ثمرة العمل الدبلوماسي المتبصر والحكيم لجلالة الملك محمد السادس، يشهد على مصداقية المغرب وشرعية قضيته”، مشيرا إلى أن هذا الاعتراف ينسجم مع الخطوات “البناءة والسلمية” التي اتخذتها المملكة في السنوات الأخيرة.

وقال إن “القرار الإسرائيلي يمثل منعطفا جديدا في القضية الوطنية التي تحظى بالفعل بدعم دولي لافت للنظر”، مشيراً إلى أن “إسرائيل ستحمل هذا الاعتراف ليس فقط على مستوى دولتها، من خلال تكريس موقفها في جميع النصوص والوثائق ذات الصلة بالحكومة الإسرائيلية، ولكن أيضًا على مستوى عملها الدبلوماسي، الذي يشكل دعما مهما لملف الصحراء المغربية، وسيشجع عدة دول أخرى على التحرك في نفس الاتجاه “.

وبحسب المختص في الدبلوماسية الاقتصادية، فإن موقف تل أبيب سيعزز الاستثمارات الإسرائيلية في الأقاليم الجنوبية “حيث يتزايد المستثمرون الأجانب، وخاصة الأمريكيون، باستمرار”. وقال: “إن اختيار الدول القوية على المستوى العالمي للاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمغرب هو ، علاوة على ذلك ، اعتراف ملموس ودائم يعزز مصداقية المملكة على المستويين الجيوسياسي والاقتصادي”.

ورحب السيد شبيب بعملية التنمية الجارية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، مؤكدا أن “الإشعاع الملحوظ لمدن جنوب المغرب هو نتيجة الرؤية الملكية الراغبة في جعل هذه الأقاليم نموذجا حقيقيا للتنمية المتكاملة، ومركزا اقتصاديا سيعمل كحلقة وصل بين المغرب وامتداده الأفريقي في إطار التعاون جنوب-جنوب.

وأشار إلى أن المملكة طرف فاعل ذو مصداقية يشكل محورا بين إفريقيا وجوارها المتوسطي والأطلسي، مبرزا الدور الرائد للمملكة في تعزيز السلام في المنطقة.

ونوه الخبير بالعمل الحكيم والملتزم من أجل استقرار الشرق الأوسط بقيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس “الذي جعل القضية الفلسطينية قضية وطنية”.

وكان بلاغ للديوان الملكي قد أعلن أمس الاثنين أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس-نصره الله- توصل برسالة من رئيس وزراء دولة إسرائيل، فخامة السيد بنيامين نتنياهو، رفع من خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى العلم السامي لصاحب الجلالة قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة”. وشدد، أيضا، على أنه سيتم “إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية” بهذا القرار.

وفي رسالته إلى جلالة الملك، أفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، “فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا.