تعيين الأستاذ عبدالحق عزوزي رئيسا لكرسي تحالف الحضارات بالجامعة الأورومتوسطية بفاس

فاس – قام مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس، اليوم الإثنين، بتعيين الأستاذ عبد الحق عزوزي رئيسا لكرسي تحالف الحضارات بالجامعة الأورومتوسطية بفاس.

وتم قرار إنشاء هذا الكرسي خلال الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة الذي عقد بمدينة فاس أيام 22-23 نونبر، حيث أعلن الممثل السامي لتحالف الحضارات السيد ميغيل أنخيل موراتينوس إنشاء هذا الكرسي بالجامعة الأورومتوسطية بفاس.

وأوضحت الجامعة الأورومتوسية بفاس، في بلاغ لها، أن إنشاء هذا الكرسي العالمي في مدينة فاس وفي الجامعة الأورومتوسطية ينبع من القناعة بالدور التاريخي الذي اضطلعت به مدينة فاس كعاصمة لتحالف الحضارات والتنوع الثقافي، والدور التاريخي الذي اضطلعت به أقدم جامعة في العالم، وهي جامعة القرويين، التي زرعت القيم الحضارية والقواعد المشتركة الإنسانية وهي لبنات كل حوار مثمر وفعال، وتفتح الطرق أمام التجاوب والتعارف، وتسمح للبشرية بأن تعيش في وئام ووفاق.

وأشار المصدر ذاته إلى أن مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس يؤمن بأن تحالف الحضارات ضرورة حتمية وواجب أخلاقي وإنساني، وهو تعبير أصيل عن أبرز قيم الحضارة العالمية وسمات الشخصية الإنسانية المتوازنة؛ ويفتح المجال واسعا أمام تفاهم الشعوب والجماعات، ويؤدي إلى تقارب الحضارات وتلاقحها، وينطلق من نقاط الالتقاء بدلا من أوجه الاختلاف، في إطار الالتزام بالموضوعية والحياد عند تناول الآخر من النواحي كافة، والابتعاد المطلق عن تغيير الحقائق على نحو يشوه صورة الآخرين أو يسيء إليهم.

وتابع البلاغ أن تحالف الحضارات هو أيضا اختيار العقلاء وسبيل يسلكه الحكماء ومسئولية إنسانية مشتركة يتحملها بصورة خاصة صانعو القرار والنخب الفكرية والثقافية والإعلامية في العالم أجمع، من أجل المشاركة الجماعية في بناء السلام في الحاضر والمستقبل؛ فالصدامات والصراعات تسبب المآسي على مستوى الأفراد والشعوب، وتزرع الكراهية والنفور بين البشر، والبديل الأمثل للوقاية منها هو الحوار والتفاهم والتعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين ومراعاة خصوصياتهم، مع الاستفادة من التنوع الذي يمثله تعدد الديانات والثقافات والحضارات لبناء مجتمع إنساني متفاعل ومتكامل.

والدكتور عبد الحق عزوزي الذي عين في هذا المنصب، هو أستاذ جامعي في العلاقات الدولية والاستراتيجية والعلوم السياسية، ومفكر وأكاديمي مغربي، كما أنه عضو مؤسس وعضو مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس.

وساهم الأستاذ عزوزي في إنشاء العديد من المؤسسات والمراكز البحثية والتنموية وترأسها؛ وأسهم في مأسسة العديد من الملتقيات الدولية والمنشورات المعتمدة دولياً، والبرامج التنموية ذات البعد الدولي، كمنتدى فاس حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي، ومنتدى فاس حول الاتحاد من أجل المتوسط، وله إسهامات عدة في التعاون بين ضفتي المتوسط وبين الديانات بلورت في سياسات عامة جادة وهادفة.

كما أنه عضو مستشار في منظمات وهيئات دولية عدة، وحاصل على عدد من الجوائز والتوشيحات العالمية، كوسام من درجة فارس في الفنون والآداب من وزارة الثقافة الفرنسية وكذا جائزة الجمعية البرلمانية المتوسطية التي مقرها مالطا.

وللأستاذ عبد الحق عزوزي ما يقرب من ثلاثين كتابا من المؤلفات المعتمدة عربياً ودولياً؛ من أهمها تسعة مجلدات حول تحالف الحضارات والتنوع الثقافي بالعربية والفرنسية والإنجليزية، كما أن له ما يزيد عن 1500 عمود فكري.

تجدر الإشارة إلى أن مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية بفاس يضم عدة شخصيات وطنية ودولية من بينها السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة والأستاذ مصطفى بوسمينة رئيس الجامعة الأورومتوسطية، والسيد محمد القباج رئيس مجلس إدارة الجامعة الأورومتوسطية، و السيد ادريس جطو، والسيد عثمان بنجلون، والأستاذ عبدالحق عزوزي، إضافة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة المالية والاقتصاد.

كما يضم مجلس إدارة الجامعة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والأستاذ عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات،و السيد خالد سفير، والسيدة ميشيل جوندرو ماسالو، رئيسة أكاديميات باريس، والاتحاد من أجل المتوسط الذي مقره لشبونة، والسيدة رودي كراتشا (نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، سابقا)، والسيد سعد الكتاني، والسيد محمد الدويري، والسيد محمد حوراني، والسيد الطيب الشكيلي (وزير التعليم السابق)، والكاتب العام للتعليم في إسبانيا، والسلطات المحلية والمنتخبة، وشخصيات وطنية وعالمية أخرى.