أصداء مؤتمر “بلومبيرغ بوابة الاقتصاد الجديد لإفريقيا”

مراكش – تميزت أشغال الدورة الأولى من مؤتمر “بوابة الاقتصاد الجديد لإفريقيا” (New Economy Gateway Africa) رفيع المستوى، التي افتتحت أمس الثلاثاء بمراكش، بانعقاد ورشات وموائد مستديرة عديدة حول مختلف المواضيع، لاسيما التنمية المستدامة والصحة وصناعة الرياضة والمديونية بإفريقيا .

ـ إضاءة على الوحدة الإفريقية

أكد السكرتير العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وامكيلي مين، أن علاقات القوة العالمية آخذة في التطور وأنه على إفريقيا تبوء مكانتها ومواصلة النقاشات البناءة مع الشركاء مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين موضحا أن السوق الإفريقية ستكون إحدى الأسواق الأكثر تنافسية في أفق 20 إلى 30 سنة.

ـ الاستفادة من الإمكانات الإفريقية في مجال البنيات التحتية

أوضح المتدخلون في ورشة بهذا الخصوص أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص في استقطاب الاستثمارات ، وضرورة إقدام الحكومات على تنفيذ سياسات ملائمة لدعم هذه الاستثمارات مؤكدين أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص لن تأتي ثمارها إلى إذا كانت للحكومات رؤية واضحة مع خلق بيئة مفعمة بالثقة.

من جانبه، شدد رئيس ومؤسس شركة ” فورتيسكيو فيوتشر إندستريز ” (Fortescue Future Industries)، أندرو فوريست، على وجود حاجة ماسة إلى الهيدروجين الأخضر وأنه على الحكومات والقطاعات الصناعية تحمل مسؤوليتها لتوفير حلول بفعل الآثار المتفاقمة للاحتباس الحراري.

وأضاف أن إفريقيا تعتبر القارة التي تتوفر على أكبر مؤهلات في مجال الهيدروجين الأخضر. وعبرت مؤسسات متعددة الأطراف عن رغبتها في الاستثمار في القارة إلا أنه لا تزال هناك تحديات تتعلق بالتقدم التكنولوجي.

ـ أضواء على التنمية المستدامة

أبرز آلان إيبوبيسي، المدير العام لمنصة الاستثمار الإفريقية في البنيات التحتية “أفريكا 50″، التزام المسؤولين والمقاولات والمجتمعات الإفريقية لتحقيق الأهداف ذات الصلة بالمناخ مع الإقرار بضرورة تسريع الجهود والاستلهام من مشاريع البنيات التحتية الخضراء الناجحة في المناطق الأخرى.

وأورد السيد إيبوبيسي أن استثمار “أفريكا 50” في العديد من المشاريع عبر إفريقيا يعكس إمكانية تنفيذ المشاريع بسرعة دون التخلي عن الجودة إلا أن نقص الموارد لإعداد وإطلاق المشاريع بإفريقيا لا يزال يمثل تحديا كبيرا.

ـ الوعي بإمكانات الطاقة النظيفة لإفريقيا

أكد المتدخلون أن إفريقيا ، وعلى الرغم توفرها على إمكانات كبيرة في مجال الطاقة النظيفة، إلا أنها تواجه تحديات مرتبطة بالافتقار إلى الاستثمارات في مشاريع تعد مع ذلك واعدة، وبالحاجة إلى نماذج اقتصادية أكثر ملاءمة للاستثمارات واستثمارات الخزينة على المدى البعيد .

ـ الاقتصاد الرياضي في إفريقيا

أكد المتدخلون في الورشة أن إفريقيا تعتبر فرصة على المدى الطويل نظرا لنموها ويدها العاملة وإمكاناتها في التحول الاقتصادي، مشيرين إلى أن القارة ستستفيد من تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ومن المنصات التي من شأنها تقليل المخاطر.

ـ تخفيف عبء الديون الإفريقية

تطرقت المناقشات إلى تفاقم الديون الإفريقية، واستعمال الموارد المتاحة، ودعم المجتمع الدولي وتنفيذ طرق التمويل المبتكرة.

وعبر المتدخلون على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لأزمة الديون مع الحرص على ضمان الشفافية في مجال الضرائب والاستعمال الأمثل للصناديق. وقد خلصت المناقشات إلى أنه من أجل استقطاب المزيد من الرساميل الخاصة ينبغي على القارة إبراز إنجازاتها وتنويع صناعتها والتعريف بنفسها بشكل أفضل لدى المستثمرين.

ـ جعل الصحة أولوية: مستقبل الأدوية واللقاحات بإفريقيا

أكد المتدخلون أن كوفيد 19 كشف الفوارق بين دول الشمال ودول الجنوب، مع إبراز أهمية النموذج المغربي طوال فترة الجائحة.

علاوة على ذلك، أكدوا أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص هي شراكات ثمينة، إلا أنها تواجه تحديات كبرى، منها هجرة الأدمغة على سبيل المثال.

وخلصت المناقشات إلى أن النقص الملاحظ في المعطيات في إفريقيا يجب ملأه ، وأن الرأسمال البشري ودعم الحكومة عاملان ضروريان لاستقطاب الاستثمارات الخاصة في قطاع الصحة بالقارة.

ويشارك في هذا الحدث رفيع المستوى، المنظم لأول مرة بإفريقيا تحت شعار “بوابة إفريقيا” والممتد إلى غاية 14 يونيو، 200 من صناع القرار الاقتصادي العالميين، وصناع القرار السياسي، ومسيري كبريات المقاولات ، وقادة الرأي من أجل التبادل والنقاش بشأن التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الكبرى الراهنة.