منصة الشباب بالعرائش، رافعة حقيقية للإدماج الاقتصادي

العرائش – تشكل منصة الإدماج الاقتصادي للشباب بإقليم العرائش، التي أحدثت ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رافعة حقيقية وأداة فعالة للنهوض بالإدماج الاقتصادي للشباب الراغب في الحصول على الدعم والمواكبة لإطلاق مشاريع ذاتية.

وتهدف هذه المنصة، التي أنجزتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ضمن برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” بشراكة مع جمعية “إيكوديل” للتنمية العادلة التي تشرف على تسييرها، إلى المساهمة في رفع معدل تشغيل الشباب على مستوى الإقليم، وتوجيه الشباب نحو التكوينات الملائمة لسوق الشغل، وتيسير إدماجهم في سوق العمل، ودعم مبادرات إحداث المقاولات الذاتية والأنشطة المدرة للدخل.

بغلاف مالي يصل إلى 5,23 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 4 ملايين درهم، تعد المنصة فضاء للاستقبال والإنصات والتوجيه والتكوين المهني والإدماج المهني والتشغيل الذاتي واحتضان المقاولات الذاتية.

وأشارت رئيسة مصلحة “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم العرائش، التهاد الشريفة لوبنة، الى أن إحداث منصة الشباب يندرج ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتعمل من خلال مقاربة مندمجة على تعزيز قابلية الشباب للتوظيف، وتحسين فعالية سوق الشغل وضمان استدامة المشاريع.

وأبرزت المسؤولة أن المنصة، التي افتتحت أواخر سنة 2019، تشكل فضاء للإدماج الاقتصادي والاجتماعي لشباب إقليم العرائش، من خلال توفير فضاءات للاستقبال والانصات والتوجيه والمواكبة لاقتحام عالم ريادة الأعمال أو سوق الشغل، إلى جانب فضاءات لتقوية المهارات والكفاءات، منوهة بأن الامر يتعلق ببنية تضمن التقائية مختلف آليات المواكبة والدعم التي يقترحها الشركاء العاملون في مجال إدماج الشباب.

بدورها، شددت مديرة منصة الشباب، كنون سارة، أن هذا الفضاء يحرص على توفير الظروف المثلى لاستقبال الشباب والإنصات إليهم، وتوجيههم نحو الخدمات الأكثر ملاءمة لحاجياتهم، إلى جانب تحسيسهم بالتكوينات المطلوبة في سوق الشغل، وتوجيههم إلى التكوينات الملائمة لتطلعاتهم ورغباتهم، مبرزة أنه في مجال الإدماج المهني، تعمل المنصة على توجيه الشباب نحو القطاعات الموفرة لفرص الشغل، مع حسن تأطيرهم وتحضيرهم لمقابلات التوظيف ومواكبتهم في مسلسل الحصول على عمل.

وسجلت سارة كنون أن المنصة تعمل أيضا على تعزيز التشغيل الذاتي لدى الشباب، من خلال مبادرات تحسيسية حول ريادة الأعمال والأنشطة المدرة للدخل، وتأطيرهم ومواكبتهم خلال مختلف مراحل إعداد ملفات إحداث المقاولات أو التعاونيات، إلى جانب المواكبة في المساطر الإدارية وإعداد مخططات الأعمال، والتوجيه للحصول على التمويل، وتقوية كفاءات المقاولين الشباب وقدراتهم التدبيرية، بالإضافة إلى ضمان التتبع بعد إحداث المقاولة.

وأكدت أن هذه البنية الاقتصادية تعمل أيضا في مجال مواكبة حاملي المشاريع، لاسيما في مختلف قطاعات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وذلك طوال مسار إحداث المشروع (قبل، خلال، وبعد) من أجل ضمان نجاحه.

وأوضحت أن المنصة استقبلت حوالي 2400 شاب منذ افتتاحها، كما واكبت 500 حامل مشروع، مبرزة أن هذه المنصة تتضمن أيضا وحدة متنقلة تهدف إلى تقديم خدمات القرب للشباب المنحدرين من الجماعات القروية أو من المناطق النائية بإقليم العرائش، حيث تمكنت هذه الوحدة المتنقلة من تقديم خدماتها إلى أزيد من 850 شابا.

بدورها، سجلت أميمة الدويس، رئيسة تعاونية “هيربانور” (أعشاب الشمال)، المتخصصة في استخراج الزيوت الأساسية من النباتات الطبية والعطرية بالقصر الكبير، أن مشروعها رأى النور بفضل التمويل والمواكبة التي حظيت بها من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشددة على الدور الهام الذي تلعبه المنصة في تعزيز فرص شباب إقليم العرائش في الظفر بمناصب شغل وتحفيز روح المقاولة لديهم.

وبالتأكيد، تساهم منصة الإدماج الاقتصادي للشباب بالعرائش في التفعيل الأمثل للبرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر تحفيز الشباب على التشغيل الذاتي والرفع من قدراتهم لتسيير اندماجهم في سوق الشغل، إلى جانب دعمهم لولوج عالم المقاولة.