المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. مركز الأطفال في وضعية إعاقة بجرسيف، فضاء عصري للتكوين والإدماج

جرسيف – يضطلع مركز تكوين وإدماج الأطفال في وضعية إعاقة بجرسيف، الذي تم تشييده في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدور كبير كفضاء عصري لمواكبة هذه الفئة الاجتماعية والمساهمة في تكوينها وكذا إدماجها.

ويعمل هذا المركز، الذي تشرف على تسييره جمعية النجود للإنماء الاجتماعي، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بجرسيف، وذلك في إطار البرنامج الثاني الخاص بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة “مواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة”، أيضا، على مساعدة هذه الفئة من أجل التغلب على الصعوبات التي تواجهها، بشكل يومي، وتمكينها من الاستفادة من دعم حقيقي يسهل لها الاندماج في محيطها السوسيو – اقتصادي.

ويكتسي هذا المركز، الذي يستفيد منه الأطفال ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها؛ كاضطراب طيف التوحد، والثلاثي الصبغي، والإعاقة الحركية والحسية والذهنية، أهمية بالغة بالنظر إلى الحاجة الماسة لهذه الفئة لخدمات التتبع و المواكبة والتأطير.

وتم تمكين هذا المركز، الذي يتكون، أساسا، من 22 قاعة ومكتبين وقاعة للاجتماعات، موزعة على طابقين، من تجهيزات صحية وترويضية عصرية، وذلك في إطار اتفاقية شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني.

وفي تصريح ل(M24) القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة جرسيف، الحسن قارا، إلى أن هذا المركز، الذي يشغل 62 مستخدما من أطر تربوية وإدارية وأخرى تقنية ومتخصصين، تم إنجازه على شطرين بتكلفة مالية إجمالية قدرها 3,3 مليون درهم، إضافة إلى تجهيزه بمبلغ 0,5 مليون درهم، وذلك بهدف النهوض بفئة الأطفال في وضعية إعاقة بالإقليم.

وقال السيد قارا، إن البرنامج الثاني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مكن هذا المركز من سيارتين للنقل المدرسي، مبرزا أنه برسم سنة 2023 صادقت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجرسيف، على مشروع إنجاز ملحقة لهذا المركز، وكذا تمكينه من الاستفادة من حافلة ثالثة للنقل المدرسي، وذلك من أجل الرفع من جودة الخدمات نظرا للإقبال المتزايد عليها، حيث بلغ عدد الأطفال في وضعية إعاقة المسجلين في لائحة الانتظار 75 طفلا.

من جهتها، قالت رئيسة جمعية النجود للإنماء الاجتماعي، فاطمة الزهراء حرفان، إن هذا المركز يستقبل الأطفال في وضعية إعاقة بمختلف أنواعها، والذي يستفيد منه 248 طفلا خلال هذا الموسم، مبرزة أن هذه البنية الاجتماعية مكنت من تجويد خدماتها التي تضم، بالإضافة إلى التربية الخاصة، وتقويم النطق، والمواكبة والدعم النفسي، والترويض الطبي، والعلاج الفيزيائي، أنشطة موازية كالتربية الموسيقية، والأنشطة الرياضية، وكذا المتعلقة بالتأهيل المهني لفائدة المستفيدين.

وأشارت حرفان، في تصريح مماثل، إلى أن المركز يتوفر على مجموعة من الاختصاصيين الذين يعملون على مواكبة الأطفال المستهدفين وكذا مشاريعهم الفردية، إضافة إلى عدد من أطر التربية الخاصة الذين يشرفون على مواكبتهم بشكل يومي، فضلا عن استفادة هذه الفئة من خدمات النقل المدرسي.

وأضافت أن الجمعية مكنت من تحسين حالة عدد من الأطفال في وضعية إعاقة المستفيدين من خدماتها مما يساهم في اندماجهم في المدارس سواء عبر الدمج الجزئي أو الدمج الكلي.

بدوره، أشار الأخصائي في تقويم النطق بمركز تكوين وإدماج الأطفال في وضعية إعاقة، عثمان نيتلحو، إلى أن أطر المركز يعملون، بداية، على تشخيص وتحديد نوعية الإعاقة التي يعاني منها الطفل المستفيد وذلك عبر مجموعة من الاختبارات، ليتم تحديد نوعية العلاجات والخدمات التي يجب تقديمها له من خلال “المشروع الفردي” للمستفيد، بطريقة متكاملة، وفي إطار تعاوني بين مختلف الأطر.

وعلاوة على ذلك، يضيف نيتلحو، تعمل أطر المركز على توجيه الأسر وإرشادها وكذا تلقينها مختلف التعليمات والتقنيات حول كيفية التكفل والتعامل مع هذه الفئة من أجل بلوغ النتائج والأهداف المرجوة.