دار الأمومة ببوعنان.. عناية خاصة بصحة الأم والطفل

بوعنان (إقليم فجيج) – بإقليم فجيج، رأت العديد من المشاريع الصحية الاجتماعية النور بهدف تعميم وتقريب الولوج إلى العلاجات، لا سيما في المناطق القروية، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز صحة الأم والطفل.

وفي هذا الإطار، تضطلع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدور كبير من خلال مساهمتها في ورش تعميم دور الأمومة على مستوى الإقليم.

ومن بين أحد المشاريع الرائدة في هذه الدينامية التنموية، دار الأمومة ببوعنان التي تم إنشاؤها في يونيو 2020 بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بهدف تقديم العلاجات الطبية والخدمات الاجتماعية اللازمة للنساء القرويات الحوامل قبل الولادة وبعدها.

وتضطلع هذه المؤسسة الاجتماعية، التي تقع على بعد 125 كلم جنوب بوعرفة (عاصمة إقليم فجيج)، وتغطي مساحة بأزيد من 750 متر مربع، بدور كبير في مجال تعزيز وضعية المرأة القروية، من خلال خدمات القرب الصحية التي تقدمها لفائدة النساء الحوامل المنحدرات من المناطق النائية بإقليم فجيج.

وتقدم هذه الدار، التي تضم أربعة أجنحة بسعة 12 سريرا، وعهد بتسييرها إلى إحدى الجمعيات، عددا من الخدمات مثل الإيواء، والانصات والتوجيه، والأكل، والرعاية الطبية، وكذا الدعم الاجتماعي.

وتطلب هذا المشروع، الذي يندرج في إطار البرنامج الرابع (الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة) من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، غلافا ماليا قدره 2 مليون درهم مخصصة لأشغال التهيئة والتجهيز، بالإضافة إلى اقتناء سيارة إسعاف بتمويل من المبادرة بمبلغ يفوق 300 ألف درهم لنقل النساء الحوامل.

وتأتي دار الأمومة هاته لتعزز عرض المؤسسات الصحية المخصصة للنساء الحوامل في المناطق القروية بإقليم فجيج، وبالتالي تمكين هذه الفئة من الاستفادة من استشارات وخدمات طبية للقرب.

وأشارت رئيسة جمعية المرأة القروية والتضامن، أمينة بدري، والمشرفة أيضا على تسيير دار الأمومة ببوعنان، في تصريح لـ (M24)، القناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذه المؤسسة تستقبل النساء الحوامل المنحدرات من مركز بوعنان ومختلف الدواوير والجماعات المجاورة، والتي تستفيد من الفحوصات الطبية والتتبع المستمر قبل وبعد الولادة.

وقالت “نحن على اتصال دائم ومباشر مع المولدات (القابلات) في مراكز الولادة من أجل استقبال النساء الحوامل حتى تظهر عليهن علامات وأعراض الوضع وذلك بإتباع إجراءات صارمة “، مشيرة إلى أن طاقما مكونا من عدد من مقدمي الرعاية الصحية والمساعدات، بالإضافة إلى إطار إداري، يسهر على استقبال والتكفل بالنساء الوافدات على قسم الولادة.

وأشارت رئيسة الجمعية المكلفة بتسيير هذه الدار إلى أن “خفض معدل وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والرفع من عدد ولادات النساء القادمات من المناطق النائية في ظروف صحية ملائمة، تعتبر، ضمن أمور أخرى، من بين المهام النبيلة لهذه البنية الصحية الاجتماعية”.

وقالت إن حوالي 168 شخصا استفادوا، خلال سنة 2022، من الخدمات التي يقدمها هذا المركز، من بينهم 110 امرأة و 58 طفلا، مشيرة إلى أنه تم تأمين 354 تدخلا (نقل وإخلاء) خلال السنة الماضية بواسطة سيارة الإسعاف المخصصة لهذا الغرض.

وأشارت إحدى النساء المستفيدات من خدمات دار الأمومة، والتي ولدت لتوها، إلى أنه بفضل هذه البنية، تمكنت من الاستفادة من المراقبة الصحية وتتبع حملها في هذا الفضاء الصحي، مبرزة الاستقبال الجيد وجودة الخدمات الطبية والاجتماعية المقدمة في دار الأمومة

من جهته، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة فجيج، ادريس موسي، أن هذا المشروع يندرج في إطار تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل.

وقال إن “دار الأمومة ببوعنان تعمل على تكريس قيم التضامن التي تعززها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكونها تندرج في إطار الجيل الجديد من البنى التحتية التي برمجتها المبادرة في مرحلتها الثالثة وتهدف إلى ضمان مراقبة أفضل لصحة الأم والمواليد الجدد، وكذا ولادات في ظروف آمنة، تحت المراقبة والتتبع الطبي”، مشيرا إلى أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بفجيج برمجت دورا أخرى للولادة سيتم افتتاحها قريبا.

وتجدر الإشارة إلى أن دار الأمومة ببوعنان تقدم خدماتها لفائدة النساء الحوامل المنحدرات من الدواوير التابعة للجماعتين الترابيتين “بوعنان” و “عين الشواطر”.