المخرج سعد الشرايبي: مستقبل السينما المغربية يتأسس على الاستثمار في قطاعي التكوين والتوزيع

المخرج سعد الشرايبي: مستقبل السينما المغربية يتأسس على الاستثمار في قطاعي التكوين والتوزيع

الأربعاء, 22 أكتوبر, 2014 - 10:17

( من مبعوث الوكالة نزار الفراوي)

زاكورة- اعتبر المخرج المغربي سعد الشرايبي أن تحقيق الطفرة النوعية المنشودة للسينما المغربية يمر عبر استثمار قوي على محوري التكوين والتوزيع.
وقال سعد الشرايبي في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، ان الإطار المؤسساتي الوصي على قطاع الفن السابع مدعو الى إنعاش الاستثمار في تكوين الموارد البشرية المؤهلة لإسناد صناعة الفيلم بتخصصاتها التقنية والفنية المختلفة من جهة، وتعزيز بنية الاستقبال الخاصة بتوزيع الفيلم المغربي في القاعات السينمائية، بما يقوي القاعدة الاقتصادية والجماهيرية للسينما الوطنية، من جهة ثانية.

بالنسبة لمخرج ” نساء ونساء”، ليس كافيا الحديث عن انتاج 25 فيلما في العام بينما لا يجد الا القليل منها طريقه الى لقاء الجمهور المغربي في القاعات التي تناقصت أعدادها بشكل مهول.

حين يتأمل مسار السينما المغربية، يبدو سعيدا بتلك السمة الخاصة التي تتفرد بها، والمتمثلة في تعدد وتنوع المرجعيات التي تشكلت لدى السينمائيين على مستوى وجهات النظر وطرق التناول السينمائي والانشغالات الموضوعاتية والإبداعية. وهو لا يخفي أنه كان دائما مناهضا لفكرة وجود مدرسة سينمائية مغربية قد تسقط في النمطية والأحادية.

في هذا السياق، يعود سعد الشرايبي، الذي حل مشاركا في ندوة حول ” السينما والشباب” في إطار المهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة، الى منتصف التسعينيات حيث كان من مناصري الانفتاح على الشباب الواعد، وحاول إقناع السينمائيين المغاربة في المهجر بالعمل في المغرب. راهن على أسماء من قبيل نبيل عيوش ونور الدين الخماري وحسن الكزولي ورشيد بوتونس لإعطاء نفس جديد للسينما المغربية. بالطبع هذه الشريحة لها نظرة تقنية وموضوعاتية مختلفة وقدمت أعمال متفاوتة القيمة الفنية، وهو ” أمر طبيعي”.

لاحظ أن كل جيل يريد أن يطبع المشهد بأسلوبه والقطع مع سابقيه. كذلك فعل الجيل الثاني مع جيل الرواد، وكذلك يفعل الجيل الثالث من المخرجين مع الجيل الثاني. ما يعيبه الشرايبي أن بعض الشباب يميل الى التسرع في إنجاز العمل السينمائي. بعضهم ، يضيف المخرج، يسعى الى توقيع فيلم في ثلاثة أشهر، بين الفكرة و.الانجاز، وهذا امر لا يعقل في نظره لأن ” العمل المتكامل يتطلب التأني وأخذ الوقت الكافي لإنضاج المشروع. السينما فن ولكنها أيضاً مهنة لها ضوابطها”.

في مجرى حديثه عن سؤال الأجيال لدى المخرجين المغاربة، يقول سعد الشرايبي “كان يعاب على جيلنا الجمع بين التخصصات الفنية. آنذاك لم تكن هناك الاطر الكافية التي تغطي التخصصات المطلوبة. اليوم هناك موارد بشرية تقنية في مختلف التخصصات فلم يعد مقبولا ان يواصل الجيل الجديد احتكار مختلف المهام”.

أما بخصوص غيابه، الطويل نسبيا، عن الساحة السينمائية في المغرب، فيؤكد الشرايبي أن وتيرته متأنية ما بين تقصي الموضوع وكتابة السيناريو قبل بدء التنفيذ لكنه بالفعل تأخر في اخراج مشروع جديد خلال الآونة أخيرة لأسباب يعوزها الى ” المناخ السينمائي الذي لم يكن ملائما” وان شدد على أنه لم يكن وقتا ضائعا مادام عمل منذ سنة ونصف على كتابة السيناريو. وتطلب منه البحث التاريخي اكثر من سنة من البحث عن الوثائق. وهو يأمل ان يتم تقديم المشروع لصندوق الدعم في بداية السنة المقبلة أو في منتصفها.

في مشروع الفيلم الجديد، يكشف سعد الشرايبي أنه يطرح سؤالا قلقا : “لماذا اصبح العالم مجنونا، ما أسباب الانفجار بين الشرق والغرب”، وذلك من خلال قصة ثلاث شخصيات، مسلم ومسيحي ويهودي، ولدوا في نفس الحي عام 1952. ويواكب الفيلم حياتهم الى غاية 2012، في ذروة الربيع العربي. وهكذا يسعى الفيلم الى فهم الصيرورة التاريخية التي أفضت الى الربيع العربي. شخصيات تعيش في انسجام قبل ان تتفرق بها السبل ثم تجد ذاتها في مواقع متناقضة، ليطرح السؤال لمن الغلبة : لذاكرة الصداقة أم لحسابات الوضع القائم.

اختياراته الفيلمية يربطها بتكوينه الفكري والفني. يقول بهذا الشأن “تكونت في حضن السينما من وجهة نظر ثقافية. لا أتصور نفسي منجزا لعمل فكاهي مثلا. لا اجد نفسي الا في اختيار مواضيع لها ارتباط بقضايا المجتمع المغربي او العربي الاسلامي. انها مرجعية تربية سينمائية في حضن المدارس الفنية والفكرية الكبرى”.

يعود مخرج ” جوهرة بنت الحبس” و ” عطش”، الذي يعتبر أحد خريجي حركة الأندية السينمائية في المغرب، لنوعية الأفلام التي كانت تبرمج في أنشطة الأندية. أفلام روسية وأعمال الموجة الجديدة في فرنسا لغودار وتروفو وفي ألمانيا لهيرتزوغ وفي أمريكا اللاتينية لروتشاس وسولاناس. انها افلام بمرجعيات قوية تعالج مشاكل مجتمعية كونية وفكرية والتشبع بهذه النوعية في سن العشرينيات، يجعلها متوطنة في الذهن. انه إرث ثقافة سينمائية يتقاسمها سعد الشرايبي مع جيل مؤسس من السينمائيين والنقاد .

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.