إقليم اليوسفية .. عندما تتعبأ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تحقيق تنمية بشرية ملموسة ومستدامة

سمير لطفي

اليوسفية – منذ إطلاقها الرسمي سنة 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا تدخر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي توجد في مرحلتها الثالثة حاليا، جهدا سواء على المستوى الوطني أو على مستوى إقليم اليوسفية، من أجل تحقيق تنمية بشرية ملموسة ومستدامة، من خلال العمل بشكل عملي ومفكر فيه على العديد من المؤشرات في هذا المجال، بهدف تحسينها المستمر.

ولأجرأة ذلك، ترتكز المبادرة، سعيا منها لإنجاز مشاريع ذات تأثير قوي على الساكنة المستهدفة، وضمان نجاحها واستدامتها، على دراسة معمقة تطال مختلف المراحل اللازمة لتحقيق المشاريع، وعلى تشخيص دقيق للواقع على الأرض، مع أخذ انتظارات واحتياجات الساكنة المحلية بعين الاعتبار.

وشهدت المبادرة على مستوى الإقليم عبر مرحلتها الثالثة (2019-2023)، زخما جديدا تمثل في تعزيز المكتسبات التي تحققت في إطار الدينامية المعتملة منذ سنة 2005، مع التحسين الدائم للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفئات المستهدفة، والعمل على بناء المستقبل، بعزم والتزام، من خلال التصدي مباشرة للعقبات الرئيسية التي تحول دون تحقيق تنمية الإنسان على طول الحياة.

كما أن فلسفة وروح المبادرة ليست وليدة الصدفة أو ظرفية، بل تجد سندها في الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل تحقيق تقدم مستدام وواثق الخطى للمملكة، انطلاقا من الرعاية السامية التي يحيط بها جلالته باستمرار المواطنين، والتأكيد على ضرورة وضع الفرد في قلب أي استراتيجية تنموية.

لأجل ذلك تم بذل جهود دؤوبة منذ سنة 2005 من قبل المبادرة بإقليم اليوسفية على غرار باقي أقاليم المملكة من أجل محاربة الفقر بالوسط القروي، والتهميش بالمناطق الحضرية، والهشاشة، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الأساسية والعلاجات، ومشاريع طموحة أخرى ذات طابع إنساني وتضامني، الغرض منها هو مساعدة الفئات الاجتماعية الهشة، والنهوض بظروفها المعيشية، مع منحها فرصة حتى تصير فاعلا حقيقيا في المسلسل التنموي برمته.

هذه المكتسبات ستتعزز مع إطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة سنة 2018 والتي تركز على 4 برامج إرادية لتعزيز رأس المال البشري، عبر برنامجين جديدين (3 و 4).

ويتعلق الأمر بالبرنامج 1 “تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية”، والبرنامج 2 “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، والبرنامج 3 “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، والبرنامج 4 “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.

ورصدت جولة قام بها فريق من قناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، مختلف المشاريع المنجزة في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، وعاينت وقعها الإيجابي على الساكنة المستهدفة، وحسن توطينها الجغرافي.

وحسب معطيات قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، فإن حصيلة المنجزات (2019-2022) بلغت حوالي 441 مشروعا في إطار البرامج الأربعة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بقيمة إجمالية تقارب 126,4 مليون درهم، 110,58 مليون درهم منها عبأتها المبادرة.

وبشأن البرنامج 1 “تدارك الخصاص في البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية”، أوضح المصدر ذاته، أن الإقليم عاش على وقع وتيرة معضدة، حيث تم إنجاز 4 مشاريع بقيمة 0,818 مليون درهم تم الانتهاء منها جميعها، مشيرا إلى أنه في ما يتعلق بالبرنامج 2 “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” ، فقد “شهدنا إنجاز 47 مشروعا، بقيمة إجمالية بلغت 17,6 مليون درهم ومعدل إنجاز 89 بالمئة”.

وبخصوص البرنامج 3 “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، عرف الإقليم إنجاز 331 مشروعا بتكلفة إجمالية قدرها 17,6 مليون درهم ومعدل إنجاز ناهز 87 بالمئة، مضيفا أنه في ما يتصل بالبرنامج 4 “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، حرص الإقليم على إنجاز 60 مشروعا بميزانية إجمالية قدرها 76,36 مليون درهم وبنسبة إنجاز 93 بالمئة.

وفي ما يتصل بالبرنامج الرابع عينه لاسيما المحور المتصل بـ”صحة الأم والطفل”، أنجز الإقليم 13 مشروعا، تم الانتهاء من 12 منها، بقيمة إجمالية قدرها 8,01 مليون درهم عبأتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أما في ما يتعلق بـ “تعميم التعليم الأولي”، فقد تمت برمجة 155 وحدة، منها 134 منها قيد الخدمة، و 21 قيد الانتهاء منها.

وفي ما يتعلق بدعم التمدرس، فقد شهد الإقليم بناء 5 دور للطالب بمبلغ 5,3 ملايين درهم، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج الدعم المدرسي بـ84 مدرسة (18,97 مليون درهم)، وزهاء 13 تدخلا همّ الأنشطة الموازية (8,15 ملايين درهم).

كما يتم إيلاء اهتمام خاص لتعزيز الصحة المدرسية، من خلال تنظيم 5 أنشطة في هذا المجال، بمبلغ مالي يبلغ حوالي 1,99 مليون درهم.

وفي تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24) أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم اليوسفية، إبراهيم إيدو، المنجزات الكبرى على صعيد الإقليم خلال المرحلة الثالثة من المبادرة، عبر تشجيع المشاريع المدرة للدخل في إطار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مع تطوير شعب ذات قيمة مضافة عالية للساكنة المستهدفة من قبيل تعاونية “إسوة” للنسيج والزرابي بالشماعية.

وبشأن مواكبة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أوضح أن الإقليم يولي أهمية بالغة لهذه المسألة، من خلال إنجاز 7 مراكز موجهة لهذه الفئة الاجتماعية، وتوزيعها في المجال القروي أيضا، مستشهدا بالمركب الاجتماعي متعدد التخصصات الواقع وسط الجماعة الترابية لإيغود الذي يندرج في سياق تنفيذ الاتفاقية – الإطار المتعلقة بمشروع تأهيل الموقع الأركيولوجي ومركز الجماعة الترابية لإيغود.

ومن خلال أجرأة المرحلة الثالثة من المبادرة، انخرطت عمالة الإقليم في إطار اتفاقيات ثلاثية الأطراف تهم صحة الأم والطفل وتجمع وزارتي الصحة والداخلية ومنظمة اليونيسف، بهدف خفض معدل وفيات الأم والطفل ولتشجيع عمليات الولادة المساعدة، لافتا إلى الدور المهم الذي تلعبه “النساء المجتمعيات” من حيث تحسين المؤشرات الرئيسية المتعلقة بصحة الأم والطفل.

وخلص إلى أن “النتائج التي تحققت فاقت الأهداف المحددة سلفا”.

كورش ملكي بامتياز، تحظى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتتبع اللازم من طرف السلطات الإقليمية والشركاء الآخرين، وعبر تعبئة الموارد البشرية والمالية واللوجستية، حتى تستفيد الفئات المستهدفة من مختلف المشاريع الموضوعة رهن إشارتها.