“طيبة الطيبة” تفتح أبوابها ترحيبا بضيوف الرحمان في موسم ما بعد الحج

المدينة المنورة – (بقلم : هشام الأكحل) – شرعت المدينة المنورة أو “طيبة الطيبة” كما يلقبها المسلمون في استقبال وفود حجاج بيت الله الحرام الذين تمكنوا من أداء مناسك الركن الخامس في الاسلام.

وعلى طول الطريق الرابطة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة (نحو 500 كلم) انتشرت دوريات الأمن والمرور وسيارات الإسعاف وذلك في إطار عملية تروم ضمان السلاسة والانسيابية على الطريق التي تعبرها السيارات والحافلات المتوجهة إلى المدينة المنورة وكذا لتوفير أحسن الظروف لزوار المدينة من الحجاج سواء منهم العابرين لها أو الماكثين فيها.

ورغم أن زيارة المدينة المنورة لا تدخل ضمن خانة مناسك الحج إلا أن ضيوف الرحمان لا يفوتون فرصة تواجدهم بالديار المقدسة للتشرف بالسلام على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضوان الله عليهما.

كما يحرص زوار المدينة على أداء الصلوات الخمس بالمسجد النبوي الشريف الذي تعادل الصلاة فيه ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.

وفي هذا السياق يقول محمد عبد القادر سكر، مدير إدارة الساحات والمواقف بالمسجد النبوي الشريف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المدينة شرعت منذ أيام في استقبال حجاج بيت الله في موسم ما بعد الحج حيث تتوافد حشود الحجيج إلى ساحات ومداخل المسجد النبوي الشريف، مشيرا إلى أن السلطات المختصة تتشرف بتقديم الخدمات التي تليق بضيوف الرحمان في مدينة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

وأضاف أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي كثفت من جهودها لاستقبال الراغبين في زيارة المدينة والمسجد النبوي الشريف، وذلك تطبيقا لخطتها التشغيلية للموسم الثاني من حج هذا العام، من خلال وضع الترتيبات اللازمة من قبيل توفير الأفرشة لكل المسجد النبوي وسطحه والأجزاء المخصصة للصلاة في الساحات الغربية والشمالية والشرقية والجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية.

ويلحظ الزائر للمسجد النبوي توفير جميع الخدمات الضرورية كحافظات مياه زمزم وخزانات المياه الباردة إلى جانب عدد كبير من نافورات الشرب المنتشرة في ساحات الحرم، إضافة إلى مراوح الرذاذ التي تعمل على تلطيف الجو داخل ساحات المسجد النبوي.

وفي هذه الفترة من موسم ما بعد الحج يتم فتح أزيد من 100 باب ولوج وتشغل السلالم الكهربائية لدخول المصلين للمسجد النبوي والصعود للسطح وتشغيل كامل الطاقة الخاصة بالتكييف حتى ينعم المصلون بجو لطيف وعبادة في منتهى الخشوع.

وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من أمام ساحة الحرم يقول أحد الحجاج المغاربة الذي قدم من فرنسا إن جميع مناسك الحج مرت في أجواء جيدة والآن تغمره سعادة كبيرة وهو يتشرف بزيارة المدينة المنورة متمنيا لكل المسلمين أن ينعم الله عليهم بزيارة لهذا المقام الطاهر.

بدوه أبرز الحاج نجم الدين عبد الله ابراهيم من السودان أن المسلم عليه أن يشكر الله بعد أن من عليه بأداء فريضة الحج وزيارة دار المصطفى عليه الصلاة والسلام، مضيفا “كلنا خشوع وخضوع وطمأنينة وسكينة وحب لهذا الرسول الكريم”. ودعا الحاج نجم الدين الله عز وجل أن يجعل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها قوة ومنعة ووحدة إعلاء لراية الاسلام.

ويحرص الوافدون إلى المدينة المنورة على زيارة العديد من المعالم التاريخية الاسلامية التي تزخر بها دار المصطفى عليه الصلاة والسلام، فهناك على سبيل المثال المعلمة الطبيعية “جبل أحد” الذي يبعد عن المدينة بنحو أربعة كيلو مترات، وفيه وقعت معركة أحد الشهيرة التي استشهد فيها 70 من الصحابة وعلى رأسهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه.

كما أن مسجد قباء، الذي يعد أول مسجد بني في الاسلام، لا يمكن أن يسقطه الزائر للمدينة المنورة من قائمة المعالم التي يتعين أن يزورها، فهو المسجد الذي قال فيه الله عز وجل في سورة التوبة ” لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين” كما أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال بشأن هذا المسجد (من أتى مسجد قباء وصلى فيه ركعتين أو أكثر كتب له ثواب عمرة).

ومن المزارات التي يحرص زوار المدينة على زيارتها هناك مسجد القبلتين الذي نزل فيه الوحي على رسول الله بأن يغير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام امتثالا لقول الله عز وجل “قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام”.

تعددت أسماء وصفات المدينة المنورة فمن “طيبة الطيبة” إلى “دار الايمان” مرورا ب”دار الهجرة” حتى أن بعض المؤرخين يحصي للمدينة أو “يثرب” قبل الاسلام مائة اسم …هي أسماء تدل على علو مكانة المدينة وعظيم شأنها وقدرها عند المسلمين.