ندوة ببوردو حول النموذج التنموي الجديد

باريس – شكل النموذج التنموي الجديد محور لقاء نظم، أمس الخميس ببوردو، بمبادرة من القنصلية العامة للمملكة، بالتعاون مع مؤسسة فرنسا-المغرب للسلام والتنمية المستدامة.

وأتاحت الندوة التي اشتملت على أربع موائد مستديرة، فرصة للمتحدثين من خلفيات مختلفة لتسليط الضوء على أهمية هذا المشروع الكبير، ثمرة الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورغبة جلالته في الدفع بالبلاد إلى مصاف الأمم المتقدمة.

وسلط القنصل العام للمغرب في بوردو، أحمد نوري سليمي، الضوء على المزايا التي يزخر بها المغرب والتحديات التي يتعين رفعها لتحقيق طموحاته، من خلال تنفيذ النموذج التنموي الجديد.

ويتعلق الأمر، حسب الدبلوماسي، بمشروع وطني تم تنفيذه بإرادة ملكية لتسريع انتقال المغرب نحو مسار جديد للتنمية يوجد المزيد من القيم الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية.

وأبرز السيد سليمي دور المغرب كفاعل رئيسي في التكامل الإقليمي، الاقتصادي والسياسي، في إطار النهج القائم على الصلة بين السلام والأمن والتنمية، والذي يتموقع في صميم التزام المغرب الإفريقي، حسب بلاغ للقنصلية العامة.

وأكد الدبلوماسي أن هذا التكامل الإقليمي المنشود يعوقه النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، داعيا إلى اغتنام الديناميكيات الإيجابية الحالية حول مبادرة الحكم الذاتي التي تكرس سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتفتح الطريق الوحيد نحو إنهاء هذا النزاع وإرساء أسس التكامل الإقليمي الذي يعود بالفائدة على جميع الدول.

وخلال المائدة المستديرة الأولى تحت عنوان “السياسة والدبلوماسية”، أشار النائب آلان دافيد، والنائبة السابقة شانتال بوراجيه، إلى أن عمق العلاقات المغربية الفرنسية يتطلب المزيد من التآزر الكبير بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية.

من جانبه، شجع عبد الله ديوب، القنصل العام للسنغال في بوردو، البلدان الأخرى على تبني موقف بلاده الذي يعترف رسميا بمغربية الصحراء.

وفي مائدة مستديرة أخرى مخصصة للاقتصاد، سلط جيلبرت باور، رئيس مجموعة Qualtech، وديديي بينو، رئيس مجلس الإشراف على Aquiti Gestion، وبيتو ليتانغ، رئيس DPLG، الضوء على الفرص الاستثمارية التي يوفرها المغرب، مؤكدين أن التعاون الاقتصادي القائم والشراكة بين المغرب وفرنسا ستستفيد أكثر من تنفيذ النموذج التنموي الجديد.

من جهة أخرى، وحول موضوع “العبادة والتسامح من أجل عيش أفضل”، استعرض طارق أوبرو، رئيس مسجد بوردو، ملامح الإسلام المعيش والممارس في المغرب، استنادا على التسامح والانفتاح والاحترام، مما يجعله نموذجا يحتذى به في الدول الإسلامية الأخرى.

من جانبه، ثمن ألبرت روش، الرئيس السابق لمجلس المؤسسات اليهودية ببوردو، تميز المغرب كأرض للتعايش السلمي بين الطائفتين المسلمة واليهودية.

وأشاد الفريق برونو كليمان بولي، خلال المائدة المستديرة المكرسة لـ “العدالة والأمن”، بأداء القوات المسلحة الملكية ومهنيتها، والتي تمكنها من المساهمة في تدريب عدد من الجيوش في القارة الإفريقية.

أما أستاذ القانون، إريك أغوستيني فقدم قراءة للتاريخ المعاصر للمملكة فاضحا المزاعم المضللة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة، ومبرزا الجهود التي يبذلها المغرب من أجل التنمية السوسيو-اقتصادية للأقاليم الجنوبية.

وأجمع المشاركون في مختلف الموائد المستديرة على أن المصالح الموضوعية للمغرب وفرنسا تملي إرساء تعاون متميز ومتعدد الأبعاد.