طيب أردوغان المرشح الأوفر حظا ليصبح أول رئيس دولة ينتخب بالاقتراع العام المباشر

( خالد أبو شكري)

اسطنبول – تمنح استطلاعات الرأي حظوظا وافرة لرئيس الوزراء التركي الحالي الطيب رجب أردوغان لخلافة رفيق دربه الرئيس عبد الله غول الذي تنتهي ولايته في 28 غشت الجاري ، ليصبح أردوغان بالتالي أول رئيس دولة لتركيا ينتخب بالاقتراع العام المباشر. بل إن استطلاعات الرأي تمنح أردوغان،مرشح حزب العدالة والتنمية والعمدة السابق لبلدية اسطنبول، حظوظا وافرة للفوز في الدور الأول للانتخابات التي ستجرى يوم الاحد المقبل ، بأغلبية ساحقة وبنسبة تتراوح ما بين 51 و 56 في المائة من نوايا التصويت.
وكان رئيس الجمهورية التركية ، الذي يضطلع أساسا بمهام شرفية ، ينتخب من قبل البرلمان لمدة سبع سنوات، غير قابلة للتجديد، غير أنه ومنذ التعديل الدستوري عن طريق الاستفتاء في أكتوبر 2007، أصبح الرئيس ينتخب بالاقتراع العام المباشر لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
ولم يكتف أردوغان بكونه يعد مهندس النمو الاقتصادي لبلاده خلال أزيد من عشر سنوات من حكمه، بل يعتبر حاليا السياسي الأكثر شعبية في تركيا، بفوزه الساحق في الانتخابات البلدية في شهر مارس الماضي ، والتي مثلت الاختبار الحقيقي لقوته واستمرارية تصدره واجهة العمل السياسي عقب الفضيحة السياسية والمالية غير المسبوقة التي أشارت إليه بأصابع الاتهام وتسببت في استقالة ثلاثة وزراء وفي إجراء تعديل وزاري واسع هم ما يقرب من نصف الحقائب الوزارية .
وفي خضم الانتقادات التي وجهت له من قبل خصومه، قاد أردوغان حملة واسعة وقوية تنقل خلالها عبر مختلف أرجاء البلاد ، رافعا شعار ” من أجل تركيا جديدة (…) يكون فيها الشعب هو صاحب القرار “، داعيا الى ” تغيير النظام البرلماني القائم على نظام شبه رئاسي من أجل الحفاظ على السيطرة على السلطة التنفيذية “.
وكان حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان ، قد فشل عام 2013، في سعيه لإصلاح المؤسسات لإرساء نظام رئاسي ، وإعداد دستور جديد.
ويرى أردوغان انه يتعين تغيير النظام السياسي وتعديل القانون الأساسي ، من أجل تعزيز صلاحيات رئيس الدولة وتمكينه من اختصاصات قوية من أجل “مستقبل جديد، وانطلاقة جديدة ” للبلاد.
واعتبر إيمريس كينيس سائق سيارة أجرة ، والذي تم ” توظيفه” خلال التجمعين الانتخابيين الاخيرين الذين نظمهما مرشحه المفضل باسطنبول كحارس خاص ، بأن هذه الانتخابات الرئاسية ليست انتخابات عادية ، وإنما ستكون بمثابة اقتراع حول تغيير النظام .
ويؤكد هذا المواطن التركي بكلمات هي خليط من العربية والتركية لإيصال أفكاره ، مع التذكير بالعديد من الانجازات التي تحققت بالبلاد منذ وصول طيب أردغان إلى السلطة، والتي همت البنيات التحتية والنمو الاقتصادي ، أن رئيس تركيا المنتخب بالاقتراع العام المباشر يجب أن يتمتع بصلاحيات واسعة .
أما المرشح الثاني في هذه الانتخابات ، فهو أكمل الدين إحسان أوغلو، المرشح المشترك لحزبي المعارضة (حزب الشعب الجمهوري، وحزب الحركة القومية)،والرئيس السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي والدبلوماسي الذي يظل “غير معروف” لدى عامة الناس، غير أنه يمكن أن يدفع رئيس الوزراء أردوغان الى الاحتكام للدور الثاني،المقرر إجراؤه أسبوعين بعد 24 غشت الجاري .
أما المرشح الثالث، فهو المحامي الموالي للاكراد صلاح الدين دميرتاز (الحزب الديمقراطي للشعب )، الذي منحته استطلاعات الرأي أقل من نسبة 10 في المائة من الاصوات .
ومن أجل الحصول على أصوات مؤيدة له في صفوف الأكراد ، قدم أردوغان مشروع قانون للبرلمان لإحياء عملية السلام مع المتمردين الاكراد على أمل ضمان دعم جزء منهم لاسيما وان عددهم يناهز 15 مليون من مجموع ساكنة تركيان البالغ عددهم 77ر76 مليون نسمة .