(سوق واقف) أهم الاسواق الشعبية في الدوحة يجمع بين الاصالة والمعاصرة

– إعداد الحسين البوكيلي –

الدوحة – الزائر للدوحة لا بد أن يمر على (سوق واقف) الذي يعد من أشهر وأهم الاسواق الشعبية في دولة قطر وهو في حلته الجديدة يجمع بين الاصالة والمعاصرة مما اعطاه ميزة جعلته قبلة الجميع.
فقد حافظ المسؤولون عن السوق على طابعه المعماري القديم وأضفوا عليه مسحة فنية جعلت منه موقعا يمزج بنجاح بين الاصالة والعاصرة.
والسوق الواقع وسط الدوحة غير بعيد عن شاطىء البحر يعد نافذة على ايام الماضي الجميل وثقافة اصيلة لمجتمع عربي خليجي عريق.
وكان في الماضي البعيد ،حسب المختصين، المركز التجاري الاول في الدوحة وقطر بالتالي للبضائع القادمة من آسيا وإفريقيا وقبل أن تبدأ بالظهور المحلات التجارية الكبرى في التسعينات.
وكان التجار يعرضون بضائعهم على الارض(البسطات) ويتمون عمليات البيع وقوفا ومن هنا جاءت التسمية حسب أغلب الرواة.
وخوفا على هذه المعلمة من الاندثار بفعل العصرنة والتطور خاصة بعد ظهور المجمعات التجارية وما يسمى (المولات) وكذا تعرض السوق لحريق كبير في 2003 قرر المسؤولون إعادة تأهيله ليتماشى مع العصر وعملوا عل صيانة المباني التاريخية التي تعود لنحو قرنين ونصف القرن حتى أصبح في حلته الجديدة.
والزائر للسوق يلاحظ لاول وهلة كيف ان المكان هو عصري وأصيل في نفس الوقت .فالتجول في دروبه يشعر الانسان انه في دروب اي من المدن العتيقة كفاس أو مراكش يفوح منها عبق التاريخ وتشم في تراب جدرانها ذلك التاريخ التليد الذي كان .
وتوجد في السوق كل المنتوجات بدءا من منتوجات الصناعة التقليدية اليدوية إلى التوابل المتنوعة القادمة من كل مناطق العالم والعطورات التقليدية والعصرية والاقمشة المتنوعة وأسواق الذهب والمجوهرات وسوق شاسع للطيور والصقور وبعض الحيوانات الاليفة وعيادة خاصة لهذه الحيوانات التي استأنست بالناس ولم تعد تود الطيران رغم قدرتها على ذلك .
كما حافظ على بعض ما كان يمز تلك الفترة ومنها إسطبلات الخيل وعادات أخرى من قبيل بعض الألعاب التي ما زالت قائمة وخصص لها فضاء خاص حيث هناك مقهى خاص للعبة (الدامة-الضامة) وهي لعبة خليجية شهيرة يقبل عليها الكبير والصغير.
وإلى جانب ذلك هناك في نفس الوقت مظاهر المعاصرة والتمدن فهناك مطاعم مختلفة وسلسلات عالمية منها فضلا عن مطاعم عربية من المغرب حتى سلطنة عمان وفنادق مصنفة يضيف لها المكان رونقا خاصا مما يعطي للسوق ميزة لا توجد في غيره.
ويحرص القيمون على السوق على اقامة أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية في كل مناسبة ،وقاموا بنصب شاشة عملاقة في موقف سيارات بالسوق لنقل مباريات مونديال البرازيل وحضر في المباراة النهائية حسب المنظمين نحو 45 ألف متفرج .
وفوق كل ذلك يتميز السوق بنظافته حيث يجوب عمال نظافة أزقة السوق وحواريه ومقاهيه يجمعون ما يلقي به بعض الزوار غير المنضبطين.
ويفخر أهل الدوحة بهذا السوق الذي يقولون إنه أصبح من أهم الاسواق الشعبية الشهيرة في المنطقة العربية على غرار أسواق اخرى لها سمعتها كجامع الفنا بمراكش.