الجالية المسلمة بالبرازيل تواكب فعاليات المونديال بالدعوة إلى قيم التعايش والتسامح

الجالية المسلمة بالبرازيل تواكب فعاليات المونديال بالدعوة إلى قيم التعايش والتسامح

الجمعة, 20 يونيو, 2014 - 13:33

ساوباولو- أطلقت الجالية المسلمة، المقيمة بالبرازيل، حملة دعوية لمواكبة فعاليات مونديال كرة القدم 2014 الذي يقام بهذا البلد الجنوب أمريكي، وذلك من خلال إبراز رسالة الإسلام السمحاء القائمة على المحبة والسلام والتعايش والتسامح بين مختلف شعوب العالم.

ولهذه الغاية وضع المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإسلامية خطة مشروع ضخم يروم من خلاله التعريف بالإسلام وإظهار صورته الحضارية بين جماهير المنتخبات المشاركة في كأس العالم لكرة القدم والذي ستستمر فعالياته إلى غاية 13 يوليوز المقبل.

وفي هذا السياق، يقول الشيخ خالد رزق تقي الدين، رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مشروع “كن داعيا في المونديال” أو “سلام برازيل” يستهدف ثلاث فئات، تتمثل أولاها في المشجعين الذين سيفدون إلى البرازيل من البلاد العربية والإسلامية حيث تم وضع خط مجاني رهن إشارتهم لتسهيل إقامتهم بالبرازيل.

وأضاف أنه يتوقع أن يصل البرازيل أزيد من 30 ألف مشجع من البلدان الإسلامية المشاركة في المونديال،وهي إيران، والبوسنة، والجزائر، ونيجيريا، وساحل العاج، والكاميرون، مشيرا إلى أنه تم توزيع دليل على مختلف المطارات وشركات الطيران يضم أهم العناوين المتعلقة بالمراكز الإسلامية، وأماكن العبادة والأطعمة الحلال وعناوين السفارات.

كما اشتمل الدليل، الذي يمكن تحميله كتطبيق على الهواتف الذكية على التعريف بالتواجد الإسلامي في البرازيل ومميزات الشعب البرازيلي، وكيفية التعامل مع شرائح الشعب المتعددة أعراقه والمشكل، بالإضافة إلى السكان الأصليين، من الأفارقة والأوروبيين والعرب والآسيويين.

واعتبر رئيس المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل أن الفئة الثانية المستهدفة من هذا البرنامج تشمل أبناء الجالية المسلمة المقيمة في البرازيل والتي تقع عليها مسؤولية نقل صورة صحيحة عن الإسلام والمسلمين من خلال أنشطة متعددة، أهمها الخيمات التواصلية المنتشرة في عدد من المدن البرازيلية والتي ستعمل على توزيع عدد من الكتب والبطاقات.

أما الفئة الثالثة المستهدفة، يوضح الشيخ تقي الدين، فتتمثل في جميع المشجعين القادمين من بلدان غير إسلامية، وذلك بمنحهم كتبا مترجمة إلى عدة لغات حية، وهي البرتغالية والإسبانية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والروسية والصينية والهولندية والفرنسية، وتعريفهم برسالة الإسلام السمحاء الداعية إلى محبة الناس أجمعين.

واعتبر أن إطلاق هذا المشروع الذي سيعتمد أيضا خلال الألعاب الأولمبية المقررة في البرازيل 2016، ينبع من الدور الذي يتعين أن تضطلع به الجالية المسلمة في البرازيل في “نقل صورة حقيقية عن الإسلام غير تلك الصورة النمطية التي ألصقت بالإسلام زورا وبهتانا والتي جعلت من الإسلام دين إرهاب”. وشدد على أن هذه “الصورة النمطية تتنافى مع واقع حال الجالية المسلمة في البرازيل التي استطاعت الاندماج في المجتمع، وأعلت من شأنه، وأصبحت قصة نجاح جديرة بالاهتمام، لأن بصمة المسلمين في البرازيل واضحة في جميع مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والعلمية والسياسية”.

وفي حديث مماثل لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الشيخ الصادق العثماني، مدير الشؤون الدينية باتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، إن الهدف الأساسي من مشروع “كن داعيا في المونديال”، يتمثل في إبلاغ رسالة الإسلام الصافية، القائمة على المحبة والتسامح والتعايش بين مختلف بني البشر.

وقال الشيخ الصادق العثماني “نظرا للتشوهات التي ترتكب باسم الدين نحاول أن نبرز، بمناسبة العرس الكروي، للعالم والشعوب غير المسلمة أن الإسلام ليس إرهابا ولا عنفا، وليس كما تشاهدونه في بعض المحطات الإعلامية وكما يروج له بعض المحسوبين على المسلمين أنفسهم”.

ويوضح الشيخ الصادق، الذي يعتز بمشاركته في الدروس الحسنية الرمضانية، التي تلقى بحضرة أمير المؤمنين الملك محمد السادس، أن “الإسلام براء مما يحاول البعض عبثا أن يحمله إياه، فهو رسالة حضارية جاءت للحفاظ على حقوق البشر من خلال فلسفة تقوم على أساس الوسطية والاعتدال”.

ومن ناحية أخرى، يبرز الشيخ العثماني أن كتب التاريخ تحكي أن أجداد المسلمين كانوا قد اكتشفوا أمريكا قبل أن يكتشفها ”كولومبس” بفترة طويلة، وذلك عندما أبحر ثمانية من المسلمين من لشبونة في القرن العاشر الميلادي، محاولين اكتشاف ما وراء بحر الظلمات، وهو الإسم الذي كان يطلقه البحارة المسلمون على المحيط الأطلسي، إلى أن نزلوا في أمريكا الجنوبية.

واعتبر أن التأثير الإسلامي في البرازيل واضح في جميع مناطق البلاد، لاسيما في ولاية ”باهيا” وفي مدينة سالفادور، ورسيف ، وريو دي جانيرو، فالزائر إلى هذه المدن، وخصوصا ”باهيا”، عاصمة المسلمين الأوائل، يرى فن المعمار الإسلامي واضحا جدا من حيث الأبواب والنوافذ والساحات الداخلية ونوافير المياه والأزقة ذات الأرصفة الحجرية، وكأنه في مدينة فاس المغربية أو وسط دروب الأندلس أو أحد شوارع حلب، أو أي مدينة إسلامية قديمة.

وأضاف أن شوارع برازيلية مازالت تحتفظ بأسماء عربية إسلامية ك”فاطمة”، موضحا أن 80 في المائة من سكان مدينة باهيا من أصول إفريقية مسلمة، وأكبر العائلات (مورو، سيلفا، إلفيارا) ذات أصول إسلامية، كما أن المدينة تضم متحفا للمخطوطات يحمل في رفوفه وثائق تعد بالمئات عن المسلمين بشكل خاص، وأيضا عن ثورات وانتفاضات لتحرير الرق بشكل عام.

وأبرز أن المسلمين اليوم في البرازيل يشكلون نسبة 5ر1 في المائة (حوالي 12 مليون) من مجموع عدد سكان البرازيل الذي يفوق 200 مليون نسمة.

وتوجد أكبر التجمعات الإسلامية في ولايات ”ساو باولو” و”ريو دي جانيرو” و”ريو كراندي” و”ماتو كروسو” و”برنا” و”باهيا”، والغريب في الأمر أن كلمة ”توركو” نسبة إلى ”تركيا” كلمة يطلقها البرازيليون على كل عربي مهما كانت ديانته.

وفي مطلع العشرينات بدأت وفود العرب والمسلمين تهاجر إلى البرازيل، وعند وصولهم عملوا في بادئ أمرهم كباعة متجولين في الشوارع والأسواق الشعبية وعمالا في المصانع والمزارع، غير أنهم تمكنوا في ظرف وجيز من أن يصبحوا أرباب مصانع ومحلات تجارية فخمة، وتقلدوا مناصب مهمة ومراتب سامية في مرافق الدولة.

وبخصوص العلاقات بين المغرب والبرازيل، يقول الشيخ الصادق العثماني أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى البرازيل سنة 2004 مكنت من توثيق العلاقة بين الشعبين البرازيلي والمغربي، الضاربة صداقتهما في أعماق التاريخ، لاسيما وأن المملكة المغربية في عهد السلطان مولاي إسماعيل كانت أول بلد يعترف باستقلال البرازيل، وأول دولة إفريقية تقيم علاقات دبلوماسية معها منذ سنة 1881.

(مبعوث الوكالة إلى ساو باولو: هشام الأكحل)

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.