الدعوة إلى ضرورة تشبع النخب والشباب بقيم الكبار بهدف الوصول إلى تسوية سلمية للخلافات (خبير)

(أجرت الحوار فدوى الغازي)

الرباط- دعا السيد يوسف محمود الخبير بالمعهد الدولي للسلام، اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى تحفيز الأجيال الشابة وحثها على التشبع بوعي وقيم الكبار التي تدعو إلى السلام والتسامح في أفق المحافظة على هذا الموروث.

وقال الخبير الدولي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركته في لقاء دولي حول “الاستقرار في الساحل والمغرب العربي: أدوار الشباب والنساء وكبار السن”، إنه يجب ” تحسيس وتوعية النخب والشباب بالقيم الجوهرية لكبار السن في مجتمعنا وغرس قيمهم في برامجنا التربوية”.

وشدد الخبير الأممي السابق الذي سبق أن عمل كممثل خاص لبعثات الأمم المتحدة في جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد سنة 2010، على ضرورة تكوين الشباب من أجل تثمين إرث الأشخاص كبار السن من خلال غرس قيمهم ولاسيما من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاعات.

وأشار السيد يوسف محمود، الذي اضطلع بمهمة مقرر الجلسة الخاصة ب”الساحل-المغرب العربي: أي أدوار لكبار السن¿”، إلى أن “لكل مجتمع آليات ومناهج موروثة وأصيلة لتدبير الخلافات” أو بعبارة أخرى “عدالة من دون قضاة وطرق تقليدية للمصالحة، للصلح وتسوية الخلافات بطريقة سلمية”. وقال إن “كبار السن أو الحكماء كانوا حريصين على نقل القيم والمعرفة وذاكرة المجتمع”.

وأضاف أن هؤلاء “تمكنوا من فهم الماضي واستيعابه من أجل تمكين الأجيال القادمة من الانخراط في المستقبل (…) إنهم يتمتعون برؤية استشرافية هامة للغاية بخصوص الاشكاليات التي تعيشها منطقة الساحل والمغرب العربي”.

وبحسب الخبير التونسي، فإن الحكماء ليسوا فقط حاملين لتقاليد شفوية أو مكتوبة، أو لمعرفة أو قيم، بل يساهمون أيضا في التدبير السلمي للنزاعات. وأبرز في هذ الصدد قدرتهم على وصف المشاكل وتحليلها بعمق، واقتراح الحوار من أجل تسوية هذه المشاكل بطريقة سلمية.

وسجل أن كل بلد إفريقي يتوفر على آليات خاصة به ومسارات تقليدية لتدبير النزاعات القائمة بين المجموعات والأشخاص، خاصة عبر مسارات وآليات.

وحذر الخبير التونسي أيضا من تلاشي هذه الحكمة، والتي تنتقل في جزء كبير منها شفويا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحكيم المالي أحمدوا همبطي با ، كان قد أكد “أنه في كل مرة يموت فيها رجل مسن في إفريقيا ، تحرق مكتبة غير مستكشفة”.

وبخصوص انعدام الاستقرار في منطقة الساحل، أبرز يوسف أحمدوا ” لا يمكن لأي أحد منا أن يتجاهل ما يجري في هذه المناطق” “فالمشاكل ليست في حاجة لجواز مرور (…) فهي تهدد نسيجنا الاجتماعي بغض النظر عن المكان الذي نتواجد به “، مضيفا أن كل ما يجري في الساحل يؤثر على منطقة المغربي العربي والعكس صحيح “.

وكان يوسف أحمدوا، المزداد في سنة 1947 ، ممثلا خاصا لبعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى وفي التشاد ، وتولى في الفترة من 2006 إلى 2009 مهمتي الممثل التنفيذي للأمين العام ورئيس المكتب الأمم المتحدة في بروندي ، كما شغل مناصب المنسق المقيم ومنسق العمل الإنساني ، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، إضافة إلى شغله منصب مدير قسم إفريقيا الثاني وقسم الشؤون السياسية لدى السلطة المؤقتة للأمم المتحدة في كمبوديا .

وينظم هذا اللقاء بمبادرة من جامعة الحسن الأول والمعهد الدولي للسلام، الذي يوجد مقره في نيويورك، والجمعية المغربية للذكاء الاقتصادي ومركز استراتيجيات الأمن بمنطقة الساحل.

يشار إلى ان الأمر يتعلق بحوار “بين ممثلين عن النساء والشباب وكبار السن من أجل بحث أدوارهم ،على التوالي، من أجل فهم طبيعة الأزمات التي تعصف بالمنطقة والوسائل الكفيلة بالوقاية منها وتدبيرها”.