آخر الأخبار
موريتانيا .. اشتداد المنافسة بين المرشحين والمعارضة ترفع درجة التعبئة لمقاطعة رئاسيات 21 يونيو

موريتانيا .. اشتداد المنافسة بين المرشحين والمعارضة ترفع درجة التعبئة لمقاطعة رئاسيات 21 يونيو

الخميس, 12 يونيو, 2014 - 10:38

– إعداد : محمد بن الشريف –

نواكشوط – بدخول الحملة الانتخابية لرئاسيات يوم 21 يونيو في موريتانيا ، التي يتنافس فيها خمسة مرشحين، من أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، يومها السابع ، بدأ منحاها في التصاعد بعدما كانت فاترة بل باهتة في الأيام الأولى، وذلك سعيا إلى كسب ود وثقة الناخبين .
فعادة ما ترتفع وتيرة الحماس والتنافس، في مثل هذه المناسبات الانتخابية في موريتانيا، مع بداية منتصف الحملة، لينعكس ذلك في تنوع وثراء أدوات وطرق الدعاية الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك .
غير أن المراقبين يرون أن حملة 2014 ستكون بكل تأكيد أقل سخونة من حملة السباق الرئاسي لعام 2009 ،الذي شارك فيه عشرة مرشحين من مختلف ألوان الطيف السياسي في البلد، ذلك أن ما افتقدته الحملة الانتخابية الحالية، هي تلك المنافسة الحامية الوطيس، بفعل مقاطعة أغلب أحزاب المعارضة بما فيها تكتل القوى الديمقراطية ، بزعامة أحمد ولد داداه ، الأكثر مشاركة في الاستحقاقات الرئاسية على مدى تاريخ موريتانيا، إلى جانب التحالف الشعبي التقدمي، الذي يقوده الرئيس السابق للجمعية الوطنية، والرئيس الحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي مسعود ولد بلخير، الذي انضم هذه المرة إلى صف المقاطعين .
وتتفق أبرز محاور برامج المرشحين الخمسة جميعها على ضرورة ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وتكريس وتجذير الممارسة الديمقراطية وإشاعة العدالة والمساواة وتحسين المستوى المعيشي للسكان.
ورغم السمات الخاصة بكل مرشح ، والتباين الكبير في البرامج الإنتخابية، إلا أن العامل المشترك الذي يجمع خمستهم هو دعوتهم المواطنين إلى المشاركة المكثفة في اقتراع يوم 21 يونيو، من أجل بلوغ نسبة مشاركة جد محترمة إن لم تكن قياسية في تاريخ الانتخابات في موريتانيا، لاسيما وأن المعارضة ، أصبحت في صلب الحملة الانتخابية رغم أنها ليست طرفا فيها.
وحرص كل واحد من المرشحين الخمسة ، وهم بالإضافة إلى الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي بيجل ولد هميد، ومريم بنت مولاي إدريس، المديرة المساعدة بديوان الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع ،الرئيسة الحالية لمجلس إدارة الوكالة الموريتانية للأنباء، ورئيس مبادرة الحركة الانعتاقية ” إيرا ” المناهضة للرق بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، وإبراهيما مختار صار، رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية ” حركة التجديد “، على اختيار مدينته لإطلاق حملته ومخاطبة الشعب الموريتاني ومحاولة كسب ثقته من خلال عرض الخطوط العامة لبرنامجه الانتخابي .
فقد أطلق الرئيس ولد عبد العزيز، المرشح الأبرز والأوفر حظا لخلافة نفسه في ولاية ثانية وأخيرة، حسب الدستور الموريتاني الذي يحدد مدة ولاية الرئيس في خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط ، حملته الانتخابية من مدينة كيهيدي جنوب البلاد، باعتبارها نموذجا مصغرا للتعايش السلمي في موريتانيا وفق تعبيره.
وركز ولد عبد العزيز في حملته الانتخابية على الوضعية التى كانت تعيشها البلاد قبل 2009 والصعوبات والأخطار التى كانت تهدد أمنها واستقراها بل وكيانها ، مستعرضا أهم الإنجازات التي تحققت خلال الخمس سنوات من ولايته الأولى ، منها ” بناء دولة العدالة والمؤسسات الديمقراطية و” ترسيخ مبادئ وآليات الحكامة الرشيدة ” و” تطوير الاقتصاد الوطني والرفع من المستوي المعيشي للسكان” .
ودعا إلى المشاركة الواسعة للنساء والشباب من أجل ” تجديد الطبقة السياسية لتجاوز الأفكار المتخلفة ووضع حد لتلك الطبقة الهرمة التي أثبتت التجربة أنها ليست قادرة على الإصلاح “.
أما رئيس حزب الوئام الديمقراطي الاجتماعي بيجل ولد هميد، الذي أطلق حملته من العاصمة نواكشوط، فقال إن من بين أولوياته في حال فوزه في استحقاقات 21 يونيو 2014، ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وتغيير الأوضاع إلى ما هو أحسن والعمل على خلق صناعات تحويلية من شأنها أن تخلق مزيدا من فرص العمل.
وأكد ولد هميد أنه لن يقبل بنتيجة ” يشوبها أي تزوير أو تلاعب أوتخويف أوترهيب للناخبين ” لكنه سيقبل بها ” إذ ثبتت نزاهتها وشفافيتها “، داعيا إلى أن تكون هناك عدالة وتساوي الفرص بين المرشحين واعتماد الشفافية في مختلف مرحل الانتخابات وترك الحرية للشعب يقول كلمته، لأنه هو الذي سيضفي الشرعية على هذه الاستحقاقات بإقباله بكثافة على صناديق الاقتراع يوم 21 يونيو، معتبرا في ذات الوقت أن مقاطعة بعض الأحزاب للانتخابات سيؤدي إلى فقدان رصيدها الشعبي، وهو ما تجنبه حزبه حفاظا على قاعدته الجماهيرية.
وتعهد الناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، رئيس مبادرة الحركة الانعتاقية “إيرا”، الذي دشن حملته من ملعب شيخه ولد بيديه وسط نواكشوط، بإدخال “الحراطين” إلى القصر الرمادي ” لكنهم هذه المرة لن يدخلوه عمالا يدويين مهمشين بل قادة يحكمون الدولة “.
ويرى ولد اعبيدي ،الفائز قبل شهور بجائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أنه تقدم ببرنامج انتخابي ” يلبي تطلعات جميع الموريتانيين ” مؤكدا أنه “سيكون عونا وسندا للضعفاء والحرومين باعتباره مرشح العدالة والحرية والمساواة “.
أما مريم بنت مولاي إدريس ، وهي ثاني سيدة تترشح للانتخابات الرئاسية في موريتانيا بعد عائشة بنت جدان سنة 2003 ، التي دشنت حملتها الانتخابية من إحدى الساحات وسط العاصمة نواكشوط، فالتزمت بإعطاء أولوية للنساء بوصفهن يشكلن أكثر من نصف المجتمع وإشراكهن بشكل فاعل في التنمية المستدامة ومن ثم السعي لتوسيع نسبة تمثيلهن في الهيئات المنتخبة لإعادة بناء موريتانياعصرية تسودها العدالة الاجتماعية ويجمعها الدين الإسلامي.
ومن جهته قال ابرهيما مختار صار ، رئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية ” حركة التجديد” ، المرشح للمرة الثالثة للانتخابات الرئاسية، الذي استهل حملته الانتخابية من مدينة الزويرات، شمالي البلاد، إن ما تحمله في العقود الماضية من إقصاء وسجن وحرمان من أبسط الحقوق كان دافعا رئيسا لترشحه من أجل خدمة الشعب حتى يعيش بمختلف شرائحه في جو من العدالة والمساواة وأن يشعر كل فرد فيه أنه يتحمل جزءا من مسؤولية بناء الوطن.
وأكد أن برنامجه الانتخابي يضع على رأس سلم أولوياته ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية ” التي يعمل الكثير على تقويض دعائمها من خلال إثارة النعرات ورفض مد اليد للمصافحة التي توصلنا جميعا إلى مصالحة وطنية حقيقية ” .
واعتبر صار أن موريتانيا، التي لا يتجاوز عدد سكانها أربعة ملايين نسمة بمن فيهم الأجانب تتوفر على ثروة معدنية هائلة من الحديد والذهب وشواطئ غنية بالأسماك، ومع ذلك فأغلب سكانها يعيشون تحت عتبة الفقر بسبب غياب الكفاءات لتسيير هذه الموارد.
ويرى المراقبون أن الانتخابات المقبلة شبه محسومة في ظل رفض المعارضة المشاركة فيها ودعوتها منخرطيها وأنصارها إلى مقاطعتها ،حيث يعتبرون أن الرئيس ولد عبد العزيز، لن يواجه منافساً قوياً بقدر ما سيواجه رهاناً أساسياً، يتمثل في نسبة المشاركة التي يتطلع إلى أن تكون أكبر من تلك المسجلة في انتخابات 2009 التي فاز فيها بنسبة 52 بالمائة.
لكن هؤلاء المراقبين يعتبرون أن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية والنيابية الأخيرة التي قاطعتها المعارضة، باستثناء حزب “تواصل” ذي المرجعية الإسلامية ، التي بلغت 75 بالمائة تؤكد أن الشارع الموريتاني لن يقاطع الانتخابات الرئاسية.
وقد لوحظ تصاعد حدة اللهجة بين الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد عبد العزيز، وقادة منتدى الديمقراطية والتقدم ، المعارض، بعد أيام من انطلاق الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي.
فبعد المسيرة الحاشدة التي نظموها يوم رابع يونيو في نواكشوط قرر قادة المنتدى جمع التوقيعات على عريضة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي يصفونها ب ” الأحادية” و”غير التوافقية”، بالإضافة إلى عزمهم القيام بسلسلة من الأعمال التعبوية لإفشال الانتخابات المقبلة ، من ضمنها جولات في الداخل وتنظم مسيرة ومهرجان خطابي في نواذيبو يوم 18 يونيو الجاري.
كما أن حزب التحالف الشعبي التقدمي ،الذي يتزعمه مسعود ولد بلخير، الرئيس السابق للجمعية الوطنية،الرئيس الحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، قرر بدوره القيام بحملة نشطة لمقاطعة الانتخابات على مستوى مقاطعات العاصمة نواكشوط التسع.
لكن الناطق الرسمي باسم حملة الرئيس المنتهية ولايته ، محمد ولد عبد العزيز ، استبعد أي تأثير لمقاطعة الانتخابات التي دعا لها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة ، بل أنه توقع تسجيل أعلى نسبة مشاركة في تاريخ البلد.
يذكر أن موريتانيا شهدت ستة انتخابات رئاسية منذ انطلاق المسلسل التعددي في البلاد عام 1992 ، ثلاث انتخابات منها في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، و فاز فيها كلها في الشوط الأول في ظل اتهامات بالتزوير واستخدام نفوذ الدولة وغياب هيئة مستقلة تشرف على الانتخابات وأوراق مدنية ثبوثية يحتكم إليها كبطاقة التعريف.
وقد شارك 38 مرشحا في هذه الانتخابات التي جرت سنوات 1992( 4 ) و1997 (5 ) و 2003 ( 6 ) و2007 ( 19 ) و 2009 ( 10 ) ثم 2014 ( 5).

 

 

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.