اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه “ثمرة مباشرة لريادة جلالة الملك” (رئيس معهد أماديوس)

الرباط – قال الرئيس المؤسس لمعهد (أماديوس)، إبراهيم الفاسي الفهري، إن القرار التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمغرب على صحرائه هو “ثمرة مباشرة لمصداقية وريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو على مستوى الإصلاحات المتعددة التي تم القيام بها منذ بداية عهده”.

وكتب السيد الفاسي الفهري، في مقال نشر اليوم الجمعة، أن هذا الاعتراف الحازم، الذي تم تسطيره في مرسوم رئاسي، يندرج في إطار دينامية التصريحات المتتالية المؤيدة للمغرب لرؤساء الإدارات الأمريكية الحالية وسابقاتها، مؤكدا أن هذا القرار “يكرس الدعم التام والكامل للقوة الأولى في العالم لمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية في إطار سيادة المملكة، ويؤيده باعتباره الحل الوحيد الممكن لهذا النزاع المفتعل”.

وأشار رئيس معهد (أماديوس) إلى أن محتوى المرسوم الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتماشى تماما مع الخطوط العريضة لتوجه الدبلوماسية المغربية، ويتطابق تماما مع معايير التفاوض التي أرساها صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وسجل أن الرفض القاطع للولايات المتحدة، صائغة مسودات قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء، لإنشاء دولة دمية، واعترافها بمغربية الصحراء، واصطفافها التام إلى جانب معايير التفاوض التي تدعو لها المملكة، تأتي في سياق سياسي ودبلوماسي ثلاثي الأبعاد.

وأوضح السيد الفاسي الفهري أن الأمر يتعلق أولا بمصداقية مقترح الحكم الذاتي وجدية جهود المملكة منذ سنة 2007، اللتان أقرتهما ورحبت بهما جميع قرارات مجلس الأمن الدولي منذ ذلك التاريخ، والتي تدعو إلى حل نهائي يقوم على التوافق والواقعية والبراغماتية، وبعبارة أخرى، على روح محتوى مقترح الحكم الذاتي المغربي.

وتابع أن القرار الأمريكي يأتي أيضا في سياق مسلسل السحب المكثف للاعترافات ب”البوليساريو” التي عفا عنها الزمن، مقابل تضاعف الاعترافات بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو ما يتضح بشكل خاص من خلال فتح العديد من القنصليات في العيون والداخلة، مذكرا بأن 163 دول، أي 85 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف بهذا الكيان الوهمي.

ولفت السيد الفاسي الفهري إلى أن القرار الأمريكي يأتي كذلك في إطار دعم المجتمع الدولي الواسع لشرعية تدخل القوات المسلحة الملكية في الكركرات من أجل إنهاء عرقلة مليشيات “البوليساريو” غير المشروعة لحركة البضائع والأشخاص، معتبرا أن تمسك المملكة الجاد بالحفاظ على وقف إطلاق النار كان بدوره محط إشادة على مدى الأسابيع الماضية من قبل العديد من الدول والمؤسسات الدولية.

وخلص رئيس معهد (أماديوس) إلى أنه “من خلال هذا الاعتراف الأمريكي، الذي سيمثل بلا شك منعطفا حاسما في تاريخ هذا النزاع المفتعل الذي تم خلقه خلال فترة الحرب الباردة من قبل مؤيدي خطاب عفا عنه الزمن، أصبح خصوم وحدتنا الترابية ورعاتهم الرئيسيون أكثر عزلة من أي وقت مضى. لقد باتوا يتلقون الهزائم تلو الهزائم، ويعاينون التآكل المستمر للدعم الدولي الضئيل لهم، ليجدوا أنفسهم تبعا لذلك عند مفترق طرق”.