الانتخابات الأوروبية بإسبانيا .. الحزب الحاكم يفتخر بالانتعاش الاقتصادي أمام تركة الاشتراكيين

الانتخابات الأوروبية بإسبانيا .. الحزب الحاكم يفتخر بالانتعاش الاقتصادي أمام تركة الاشتراكيين

الخميس, 22 مايو, 2014 - 12:06

عبد الكريم أكنينح

مدريد-يخوض الحزب الشعبي، الذي وصل إلى السلطة في نونبر 2011، الانتخابات الأوروبية المقررة الأحد المقبل، وهو يفاخر ويتباهى بورقة خروج الاقتصاد الإسباني من الأزمة والانكماش اللذين تركتهما الحكومة الاشتراكية، برئاسة لويث رودريغيث ثباتيرو.

ويرفع حزب ماريانو راخوي في كل خطاباته خلال الحملة الانتخابية يافطة الانتعاش الذي عرفته البلاد، بفضل الإصلاحات والقرارات الصعبة التي تم اتخاذها في السنتين الماضيتين اللتين تميزتا، على الخصوص، بخفض الميزانيات وقيود صارمة بغية تطهير الماليات العمومية وخفض العجز. ويأتي التركيز على هذه النتائج بغرض تعبئة الناخبين الذين يبدو أنهم غير مبالين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 54 نائبا إسبانيا في البرلمان الأوروبي.

ففي إسبانيا، باتت كل العناصر مجتمعة، في الواقع، لجعل الانتخابات الأوروبية تسير في صالح الحزب الشعبي، بحسب استطلاعات الرأي التي نشرت في الأيام الأخيرة.

وعلى بعد أربعة أيام فقط من انتخابات تجديد البرلمان الأوروبي، ووفقا لهذه الاستطلاعات، فإن الحزب الشعبي بزعامة، ماريانو راخوي، سيحصل على نحو 34 في المائة من نوايا التصويت، متقدما بذلك على منافسه الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بزعامة بيريز روبالكابا.

ومع ذلك يبدو أن “الخرجات الأخيرة” لمتزعم لائحة الحزب الشعبي،وزير الفلاحة السابق، ميغيل أرياس كانيتي، وتصريحاته حول “الماتشيزم أو الذكورية” منحت “بعض النفس” للحزب الاشتراكي، وساعدت في تسخين أجواء “اللامبالاة” التي تعرفها الحملة الانتخابية في هذا البلد الإيبيري.

فمباشرة بعد مناظرته التلفزيونية مع مرشحة الحزب الاشتراكي، إيلينا فالنسيانو، صرح أرياس كانيتي بأنه “يرى من الصعب على رجل خوض نقاش مع امرأة، لأنه في حال تفوقه عليها فكريا، سينظر إليه كماتشيزي أو ذكوري”، وهو ما أثار حفيظة الاشتراكيين وكذا بين صفوف الحزب المحافظ، الذي كان قد تقدم هذه السنة بمشروع قانون مثير للجدل يقيد الحق في الإجهاض، نددت به المنظمات النسوية واليسار، والذي قد يؤثر على التصويت الأحد المقبل.

وأجبرت تصريحات وزير الفلاحة السابق لإحدى محطات التلفزيون، والتي تلقفها الاشتراكيون ك”هدية على طبق من ذهب” في إطار “حملتهم” ضد الحزب الشعبي، زعيم هذا الأخير ورئيس الحكومة على مغادرة مكتبه بقصر لامونكلوا والتنقل بين جميع أرجاء البلاد للدفاع عن حزبه، وخاصة “صديقه منذ فترة طويلة” أرياس كانيتي، حاطا الرحال بعدد من المدن بما في ذلك بلد الوليد وبرشلونة ثم اشبيلية.

وحرص زعيم الحزب الشعبي، أينما حل وارتحل، على دعوة الناخبين، أمام خيبة الأمل، لإظهار نوع من “التفاؤل” و”التطلع للمستقبل” و”عدم الالتفات للماضي”، والتوجه إلى صناديق الاقتراع حتى يكون لإسبانيا صوت يدافع عنها في البرلمان الأوروبي، في وقت عبر فيه الإسبان عن تذمرهم وامتعاضهم من القادة السياسيين للبلاد، لاسيما بعد تفجر فضائح الفساد.

وتأني تنقلات ماريانو راخوي في وقت توقع فيه استطلاع للرأي، نشرت نتائجه صحيفة (إلباييس) نهاية الأسبوع الماضي، “نسبة عزوف قياسية” خلال هذه الانتخابات، وقد يكون “الأعلى في تاريخ الديمقراطية الإسبانية”.
وبحسب هذا الاستطلاع، فإن 43 في المائة فقط من الإسبان سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 25 مايو، وهو رقم أقل من 64 في المائة التي عبرت سابقا عن تصويتها “بالتأكيد” أو “على الأرجح” في دراسة نشرها مركز التحقيق السوسيولوجي.

ويفسر هذا التردد برفض قوي للطبقة السياسية، بسبب الفساد، والتدابير غير الفعالة ضد البطالة التي تعاني منها إسبانيا، ومحاولات إخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها منذ أزيد من أربع سنوات، دون نتيجة.
ودعا راخوي، في تجمع انتخابي بإشبيلية، المواطنين إلى ممارسة المزيد من “الحلم والشجاعة” للفوز بانتخابات 25 مايو، وإلى “التصويت لكي لا يغير الاتجاه الصحيح والعودة إلى سياسات الماضي الفاشلة”، مؤكدا أن “كبار قادة الاشتراكيين الأوروبيين كرئيس الوزراء الإيطالي والمرشح الاشتراكي للمفوضية الأوروبية” أشادوا بالإصلاحات التي قامت بها إسبانيا في السنوات الأخيرة.

وأضاف أنه “وحدهم قادة ومناضلو الحزب الاشتراكي يرفضون الحديث عن هذا الواقع”، وأن أرياس كانيتي يبقى “المرشح الأفضل” للانتخابات الأوروبية، لخبرته ومهاراته المهنية.

أما الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني فانتهز الفرصة وهاجم مرشح الحزب الشعبي المحافظ الذي فرض ضريبة “الذكورية، ضد حريات للمرأة”.

وأصدر الحزب الاشتراكي، بزعامة الفريدو روبالكابا، أول أمس الثلاثاء، شريط فيديو ينتقد فيه، على الخصوص، مشروع القانون الذي أقرته حكومة الحزب الشعبي، والقاضي بتقييد الحق في الإجهاض.

وفي هذا السياق، اتهم مدير الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أوسكار لوبيز، الحزب الشعبي ب”إخفاء” مرشحه ميغيل أرياس كانيتي، حتى “لا يرد” على أسئلة المواطنين.

وندد الاشتراكي ب”إلغاء كانيتي هذا الأسبوع مقابلات كان من المقرر أن يجريها مع عدد من وسائل الإعلام”، وذلك بعد تصريحاته حول النساء والماتشيزم.

وتمكن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني من كسب انضمام اشتراكيي أوروبا ووسائل إعلام كبرى إلى حملته المنتقدة ل”ماتشيزم” الحزب الشعبي ولائحته التي يتزعمها أرياس كانيتي، الذي يبدو أنه “سيعتذر” على ما تفوه به، بحسب ما أفادت مصادر من الحزب الشعبي، وذلك قبل حلول يوم الاقتراع في 25 من الشهر الحالي.

ويسعى الاشتراكيون، من جهة أخرى، إلى الحيولة دون أن يصبح وزير الفلاحة السابق مفوضا أوروبيا.

وفي انتظار النتائج ستكون انتخابات الأحد المقبل، بحسب المحللين، مقياسا سيعطي فكرة حول الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر تنظيمها بإسبانيا سنة 2015.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي، أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2) في اللقاء الذي جمع بينهما اليوم السبت، على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.