استعراض التجربة المغربية في مجال التعاضد ببوينوس أيرس

بوينوس أيرس- استعرض رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية السيد عبد المولى عبد المومني، يوم الأربعاء ببوينوس أيرس، تجربة المملكة في مجال التعاضد.وأبرز السيد عبد المومني في عرض ألقاه، خلال المنتدى البيقاري الخامس حول التعاضد المنعقد بالعاصمة الأرجنتينية من طرف منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية ، تحت شعار” التنمية البشرية هدف ذو أولوية بالنسبة للحركة التعاضدية ومنظمات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، خصوصيات النظام التعاضدي بالمغرب، والجهود المبذولة من طرف المملكة من أجل استفادة المواطنين من الخدمات الطبية في أحسن الظروف.

وفي هذا الصدد، أكد السيد عبد المومني أن تعميم التغطية الطبية وتحسين الخدمات الصحية تشكل أحد أهداف الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين بالمغرب، مشيرا إلى التطور الذي عرفه نظام التعاضد منذ إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس نظام التأمين الصحي الإجباري ونظام المساعدة الطبية” راميد” للفئات المعوزة بهدف تعميم الحماية الاجتماعية لتشمل كافة السكان .

وقال السيد عبد المومني، الذي يتولى أيضا رئاسة الاتحاد الإفريقي للتعاضد، إنه بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبح قطاع الصحة في المغرب ضمن أولويات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني .

وأشار إلى أن الخدمات الاجتماعية والطبية يتم تأمينها في المغرب بتكاليف معقولة وفي متناول المنخرطين ،مؤكدا في الوقت ذاته أن تقديم هذه الخدمات من قبل المؤسسات التعاضدية لا يشكل منافسة للقطاع الخاص على اعتبار أن المنخرطين أنفسهم يؤدون واجبات الانخراط الشهري.

كما أبرز انخراط المؤسسات التعاضدية المغربية في حركية للتطوير والتحديث من خلال إشراك كل الهيئات المعنية في مسلسلات اتخاذ القرارات ،معتبرا أن الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة ،التي انعقدت في يوليوز 2013 بمراكش ، والداعية إلى تطوير النظام التعاضدي تشكل “اعترافا “بالجهود المبذولة في هذا المجال”. وأوضح أن النظام التعاضدي المغربي الذي يعمل في انسجام مع القيم العالمية لحركة التعاضد،المرتكزة على المساهمة والتضامن بين الأجيال، تمكن من كسب إعجاب وتقدير العديد من الهيئات التعاضدية في إفريقيا وخارجها.

وأضاف أن المغرب بالنظر لتجربته الغنية، انتخب سنة 2009 رئيسا للاتحاد الإفريقي للتعاضد، إضافة إلى توليه منصب نائب الرئيس في كل من الجمعية الدولية للتعاضد المكلفة بإفريقيا والشرق الأوسط واللجنة التقنية التابعة للجمعية الدولية للضمان الاجتماعي المكلفة بالتعاضد. من جهة أخرى، تطرق السيد عبد المومني ، بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي للتعاضد ،إلى نظام التغطية الاجتماعية في إفريقيا،مستعرضا في هذا الصدد إحصائيات لمنظمة العمل الدولية تفيد بأن 10 بالمائة فقط من سكان القارة السمراء يستفيدون من تغطية اجتماعية، في حين يجد 80 بالمائة من السكان صعوبات للولوج إلى البنيات الأساسية.

وفي هذا السياق، ذكر السيد عبد المومني بقرار الاتحاد الإفريقي للتعاضد إحداث مرصد إفريقي للصحة ، سيتخذ من الرباط مقرا له، والذي سيعمل على رفع التحديات التي تواجهها القارة في المجال الصحي، وحل المشاكل التي تواجه الأنظمة التعاضدية الإفريقية وخاصة على صعيد التمويل والحكامة والتدبير.

كما ذكر بأن الاتحاد الإفريقي للتعاضد،الذي يضم صناديق الضمان الاجتماعي ومؤسسات التعاضد ب18 بلدا،والذي يتخذ من الرباط مقرا له،قام بفتح العديد من مكاتب الربط الإقليمية بهدف تسهيل تدفق المعلومات حول سياسة البلدان الأعضاء في مجال التعاضد، وإعداد استراتيجية مشتركة في هذا المجال وتنسيق الأعمال في هذا الصدد.

وأكد على أهمية منتدى بوينوس أيرس بما يتيحه من استفادة من تجربة بلدان أمريكا اللاتينية في مجال التعاضد، مذكرا باتفاقية التعاون الموقعة سنة 2010 بالرباط ، بين الاتحاد الإفريقي للتعاضد ومنظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية والتي تهم بالخصوص مجالي تبادل الخبرات والتكوين.

ومن جهته أشاد رئيس منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية، ألفريدو سيغليانو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ببوينوس أيرس،بالتجربة المغربية في مجال التعاضد ،مبرزا الجهود المبذولة من طرف المملكة بهدف تعميم التغطية الاجتماعية وتمكين السكان من الخدمات الصحية.

وأكد أن المغرب، الذي يلعب دورا رياديا داخل الاتحاد الإفريقي للتعاضد، يشكل “نموذجا يحتذى” بالنسبة لبلدان المنطقة في مجال التعاضد، وتحظى تجربته باهتمام عدد من البلدان الأعضاء في منظمة مؤسسات التعاضد بالبلدان الأمريكية.

وتتناول أشغال هذا المنتدى، الذي يستمر يومين ويحضره أكثر من 300 مشارك من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا،عدة محاور منها على الخصوص” دور النظام التعاضدي في أمريكا اللاتينية “، و”دورالمنظمات التعاضدية في التصدي للتحديات التي تواجه شباب المنطقة “، و” التربية على التنمية المستدامة”.