تدشين منشأتين اجتماعيتين جديدتين بتطوان: الحمامة البيضاء ترسم بشكل واعد أفقها التنموي

تدشين منشأتين اجتماعيتين جديدتين بتطوان: الحمامة البيضاء ترسم بشكل واعد أفقها التنموي

الأربعاء, 16 أبريل, 2014 - 16:46

تطوان – تعكس الوتيرة المتسارعة التي يشهدها مسلسل إحداث المركبات والمراكز الاجتماعية التي تعنى بتكوين وتأهيل وتأطير النساء والشباب، مهنيا واجتماعيا وثقافيا، الوعي العميق بالمكانة الجوهرية التي كانت ولا زالت تحتلها هذه الفئة ضمن النسيج المجتمعي ودورها الهام في الدفع بعجلة التنمية المحلية.

وتبرز أهمية هذه الفضاءات الاجتماعية بامتياز، من خلال أدوارها الحيوية المتمثلة في تطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من برامج تأهيلية تتيح ولوجهم السلس لسوق الشغل، إلى جانب مساهمتها في تنشيط الحياة السوسيو- ثقافية ومساعدة النساء على اكتشاف ذواتهن وتفتق ملكاتهن في شتى المجالات، كما هو الشأن بالنسبة للمركب الاجتماعي بحي درسة بتطوان، الذي يعنى بالإدماج السوسيومهني والتنشيط الثقافي والتربوي للشباب، ومركز التكوين ودعم قدرات النساء والفتيات من اجل ادماجهن في محيطهم الاجتماعي والاقتصادي بحي جامع مزواق، واللذين تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، بتدشينهما اليوم الأربعاء بتطوان.

ويترجم تدشين جلالة الملك لهاذين المركبين النموذجيين الجديدين العناية الخاصة التي دأب جلالة الملك على إيلائها لفئتي النساء والشباب، وحرص جلالته الدائم على المضي قدما في تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدرات هذه الفئات الاجتماعية الهامة وانتشالها من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعي، في المجالين الحضري والقروي على حد سواء، بما يحفزها على المساهمة الفاعلة في الدينامية السوسيو- اقتصادية التي تعيشها المملكة.

كما يعكس تدشين هاتين المنشأتين الحضور الوازن لبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في شتى ربوع المملكة، غايتها تعزيز شبكة البنيات التأهيلية التي تشكل فضاءات مواتية لصقل المواهب وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، في أفق تكوين جيل مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في دينامية التنمية المحلية، إلى جانب إغناء الحياة الجمعوية والثقافية والإبداعية على مستوى المدينة.

ويترجم إحداث مثل هاته البنيات ،أيضا، النهج الرصين لروح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مضى على إطلاقها تسع سنوات ، والتي باتت لبنة أساسية ولا محيد عنها لتعزيز التكافل الاجتماعي وتجسيد قيم التآزر وتكافؤ الفرص، وبالتالي جعل المواطن المغربي ينعم بإطار عيش لائق قوامه خدمات اجتماعية ميسرة وذات جودة.

وتتسق الغاية المثلى من وراء إحداث هذه الفضاءات ضمن رؤية مجتمعية استشرافية هدفها جعل العنصر البشري أساس كل تنمية شاملة ومستدامة، وذلك عبر تعزيز قدرات الشباب والنساء ومساعدتهم على الرقي بأدائهم، في أفق إيجاد الأرضية المواتية لاستنبات كفاءات فنية ورياضية وثقافية متميزة تزاوج بين الموهبة والتكوين المحكم.

والأكيد، أن هذه البنيات ذات الطابع السوسيو- ثقافي، تنسجم أيضا مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي نجحت في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية، في الحواضر كما في القرى، وذلك بإنجاز العديد من المشاريع التنموية التي شملت دعم الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية والأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي، وذلك وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير مشاريع المبادرة.

وسيمكن الفضاءان الجديدان بتطوان، من إفساح المجال أمام الشباب والنساء لممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الاقتصادي والثقافي والفني، لاسيما في مجالات الموسيقى والمسرح والكتابة والفنون التشكيلية، فضلا عن الحصول على تكوينات وحصص للدعم المدرسي والمعلومياتي والمكتبي وتداريب مهنية في الأنشطة المدرة للدخل، بما يتيح لهم الانخراط في النسيج الاجتماعي على نحو افضل.

كما تتجلى أهمية هذه البنيات التأهيلية في مساهمتها الملموسة في الحيلولة دون وقوع الشباب والمراهقين في براثن الإدمان والانحراف بمختلف مظاهره، وتمكينها من تخفيف آثار التهميش والإقصاء التي عادة ما تطال هذه الفئة أكثر من غيرها، لاسيما بالأحياء الهامشية والمجالات الشبه حضرية.

ومن الواضح أن مثل هاته المركبات السوسيو- ثقافية لإدماج الشباب وتعزيز قدرات النساء تأتي لتعزز الأدوار الهامة التي تضطلع بها هذه البنيات بالغة الأهمية في مختلف المدن والمراكز الحضرية للمملكة، مما يعكس المكانة الجوهرية التي أضحت تحظى بها هذه الفئة الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى.

وجدير بالذكر أن مختلف البنيات الاجتماعية والصحية التي رأت النور، بمناسبة الزيارة الملكية لتطوان، سواء التي تهم تدعيم قدرات النساء وتكوينهن الذاتي، ،أو دعم وصقل مواهب الشباب وتعزيز حضورهم في النسيج المجتمعي، وكذا توسيع قاعدة العرض الصحي لفائدة الاشخاص التوحديين وفي وضعية إعاقة، بما في ذلك المشاريع التي تشرف عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، او المنجزة في إطار تدخلات قطاعية، من شأنها جميعها أن تقوي جاذبية الحمامة البيضاء وتسرع وتيرة تنميتها المحلية في تناغم أكيد مع البرنامج المندمج لتنميتها الاقتصادية والحضرية 2014-2018.

وبفضل هذه المشاريع الواعدة أضحى المغرب بحق نموذجا يحتذى في تدبير الأوراش الاجتماعية وتنزيل مبادرات التنمية البشرية على أرض الواقع التي تحفزها قيم التضامن والتآزر التي تميز المجتمع المغربي منذ غابر الزمن.

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.