مشروع اجتماعي جديد بتطوان.. تأهيل الشخص المعاق رهان أساسي لإدماجه في النسيج السوسيو-مهني

تطوان – تولي الدولة لمجال التكفل بالأشخاص التوحديين وفي وضعية إعاقة، أهمية بالغة تنبع من منطلق وعيها العميق بضرورة تأهيل الشخص المعاق وإدماجه الفاعل في النسيج السوسيو- مهني وبالتالي الرقي بمستوى عيشه وضمان ولوجه لمختلف الخدمات الأساسية.

ويجسد مشروع إنجاز مركز للأشخاص التوحديين بتطوان، الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله، انطلاقته يوم الاثنين، الرعاية الموصولة التي ما فتئ جلالته يوليها لذوي الاحتياجات الخاصة ، وحرص جلالته الراسخ على تطوير بنيات التأهيل والإدماج الفاعل للأشخاص المعاقين في النسيج السوسيو- مهني والرقي بمستوى عيشهم وتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في شتى الميادين.
ويعد هذا المشروع ، الذي ينضاف إلى سلسلة من البنيات التحتية التي تعنى بالأشخاص التوحديين والتي تم إطلاقها في مختلف جهات المملكة، منشأة رئيسية في الاهتمام بهذه الشريحة الاجتماعية ، على غرار مختلف مراكز التأهيل والإدماج الاجتماعي والمهني للأشخاص المعاقين التي أحدثت خلال السنوات الأخيرة بمختلف جهات المملكة.
ومن شأن هذا المشروع ، الذي سيتم إنجازه بحي سانية الرمل، أن يتيح للأشخاص في وضعية إعاقة والتوحديين بالخصوص الاستفادة من خدمات تتلاءم مع وضعيتهم الخاصة وتيسر ولوجهم للخدمات الاجتماعية الأساسية، شأنهم في ذلك شأن باقي مكونات المجتمع،إضافة إلى ضمان إدماجهم بكيفية ملموسة في النسيجين الاجتماعي والمهني،وتمكينهم من اكتساب الآليات التي تسمح لهم بتعزيز ثقتهم في قدراتهم الذاتية وتنمية حس المسؤولية لديهم.
وتهدف هذه المنشأة الجديدة، من جهة أخرى ، إلى تعزيز البنيات التأهيلية التي تستهدف هذه الشريحة الاجتماعية وتوفير التشخيص المبكر لها وضمان علاج وتربية ملائمة لها، علاوة على استفادتها من تكوين ييسر اندماجها عائليا واجتماعيا ، وكذا توفير الدعم والمساندة والتأطير لها من أجل حسن اندماجها في المجتمع.
ويجسد إطلاق هذا المشروع أيضا الاهتمام الخاص الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لرعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتكوينهم وتأهيلهم من أجل بلوغ إدماج سوسيو- مهني أفضل، إلى جانب إحداث بنيات خاصة مهمتها تقديم خدمات ذات طبيعة اجتماعية وتربوية وطبية نوعية لهذه الفئة الحساسة.
لذلك فهو يندرج في إطار روح وفلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مضى على إطلاقها زهاء تسع سنوات ، والتي باتت أداة أساسية ولا محيد عنها لتعزيز التكافل الاجتماعي وتجسيد قيم التآزر والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بغية جعل المواطن المغربي ينعم بإطار عيش لائق قوامه خدمات اجتماعية ميسرة وذات جودة.
والأكيد أن هذا المركز، سيتيح للأطفال التوحديين ، اعتبارا للصعوبات النفسية والتربوية التي تعترض نموهم الطبيعي عند سن مبكرة، مختلف أشكال الدعم النفسي وتشجيع إدماجهم الاجتماعي والتربوي، وذلك في أفق تهييئهم بصورة أفضل لبلوغ مرحلة الرشد.