آخر الأخبار
خيمة الإبداع في أصيلة تحتفي بأحمد المديني فارسا للحداثة الأدبية

خيمة الإبداع في أصيلة تحتفي بأحمد المديني فارسا للحداثة الأدبية

الجمعة, 28 يونيو, 2013 - 15:39

(من المبعوث الخاص للوكالة: نزار الفراوي) أصيلة- احتفت فعالية خيمة الإبداع، التي تقام للمرة الثانية في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي ، أمس الخميس، بالتجربة السردية والنقدية للكاتب المغربي أحمد المديني، بوصفه أحد فرسان الحداثة في الأدب المغربي والعربي.
وتكاملت شهادات وأوراق قدمتها نخبة من النقاد والروائيين والباحثين لتحيط بمقومات العالم النصي للمديني، الذي تصنعه مغامرة تجريبية متواصلة منذ صدور مجموعته القصصية “العنف في الدماغ” (1971) كنص مؤسس للكتابة الحداثية في المغرب.

منذ مصادفتها لاسمه في مقرر للأدب العربي حول رواد الحداثة في الأدب المغربي بجامعة حلب السورية الى لقائها به عام 2010 في لقاء أدبي بقابس (تونس)، قدمت الكاتبة السورية شهلة العجيلي شهادة عن الكاتب المغربي “بإنتاجه المتفرد، الذي يحمل صوتا مغامرا، لكن مغامرته ليست قفزة في الهواء، بل مبنية على أصول دقيقة”.

وصنفت أستاذة الأدب العربي بحلب المديني كواحد من أيقونات الكتابة ما بعد الكولونيالية حيث ينبري في نصوصه إلى تفكيك الإرث الاستعماري من خلال استنهاض الذاكرة الثقافية وإبراز التوتر مع المركز (رواية “هموم بطة”) وطرح أسئلة الزمن العربي الراهن.

ولاحظت العجيلي أن كتابات المديني تحمل بشكل جلي السمات الإقليمية الخاصة التي تجعل نصوصه نافذة مشرعة على تفاصيل المغرب بكل أعماقه ومكنوناته (رواية “رجال ظهر المهراز” نموذجا) لتخلص إلى تسميته كاتبا تنويريا بامتياز.

وتحدث الناقد المغربي عبد الفتاح الحجمري عن “لغة تجري في دمه، عن طوفان من اللغة، وعن كاتب لا يريد أن يكتب مثل الناس، عن توتر في الكتابة ” يشبهه ” بحرب عصابات في نظام أدبي هادئ”.

وانطلاقا من قراءة في مجموعته الأولى “العنف في الدماغ”، سطر الحجمري جملة من مقومات الكتابة عند المديني، حيث التوتر سمة لرؤية الشخصيات للعالم وحيث يسود الشك، وتشخيص حالات وجودية لشخصيات تحيى الضياع والوهن، وإن كانت تظل متمسكة بالحق في الحياة.

ولاحظ الحجمري هيمنة السرد الاستبطاني لدى أحمد المديني الذي استبدل الخطية السردية بتشابك الصور، الأسلوب الأنسب لوصف التوتر الهائج للشخصيات.

وركز الروائي السوري خليل النعيمي مداخلته على الشق النقدي في إبداع أحمد المديني، تلك الكتابة التي تنبني على أنقاض كتابة أخرى بحلم التجاوز وإنجاز النص المستحيل. ولاحظ النعيمي أن نصوص المديني تحوم في السياق الأممي، الذي يكشف القيمة الفنية للأدب.

وقال النعيمي إن المديني “يريدنا أن نكتب أعمق مما نحس وأكثر حميمية مما نفعل” يدافع عن مخيلة بلا حدود واستطاعة بلا ضفاف. “يريدنا المديني أن نستورد من النص نصا أجمل”، لأن النص ليس مغلقا في عرفه، بل هو جاهز دائما للتطوير، على حد قوله.

ويعتبر خليل النعيمي أن الكاتب المحتفى به ينتج نقدا لا يساوم، ليس هدية بل موقفا من الوجود ، مذكرا بأن المديني كان، مبكرا، ضد اليقينية النقدية ليخلص إلى القول إن نقد المديني “عمل فكري متكامل على عكس النقاد المتذمرين بلا سبب”.

وفي ورقة بحثية بعنوان “الميتاروائي في روايات أحمد المديني”، سجل الناقد التونسي محمد الباردي، أنه “من النادر في الرواية العربية المعاصرة، أن نجد روائيا تمثل الحداثة السردية وسعى إلى اختزالها في أعماله الروائية كما فعل المديني”.

وقد بدا المديني في مداخلة الباردي “كاتبا تجريبيا متمردا على السرود التقليدية، مجددا في طرائق السرد وباحثا عن الأشكال الجديدة المتميزة. وقد أكسبته تجربته الطويلة المتنوعة خبرة عميقة في التعامل مع الأشكال السردية، ومنحته أبحاثه واهتماماته النقدية دراية واعية بتقنيات السرد ومعرفة واسعة بشروط ونشاط الحكي وآفاقه”.

وكان أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى قد نوه بمكانة الأديب المحتفى به وإسهامه في الثقافة المغربية متوقفا عند خاصية “قلق المبدع” التي تلازم سلوكه في الإنجاز الأدبي والحياة على السواء.

وأعلن محمد بن عيسى، في افتتاح اللقاء، عن تجميع المداخلات والأوراق المقدمة في إطار خيمة الإبداع التي حملت عنوان “أحمد المديني..وردة للوقت المغربي” لتنشر في كتاب احتفائي بتجربة سردية ونقدية متميزة.

اقرأ أيضا

انعقاد مجلس للحكومة غدا الخميس

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 11:55

ينعقد، غدا الخميس، مجلس للحكومة برئاسة عزيز أخنوش، رئيس الحكومة.

بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع ارتفاع طفيف

الأربعاء, 3 يوليو, 2024 في 10:38

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الأربعاء، على وقع ارتفاع طفيف.

السفير هلال يطلق الحملة العالمية للسلامة الطرقية “من نيويورك إلى مراكش”

الثلاثاء, 2 يوليو, 2024 في 23:54

أطلق السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الحملة العالمية للسلامة الطرقية “من نيويورك إلى مراكش”، وذلك في إطار التحضير للمؤتمر العالمي الرابع للسلامة الطرقية، الذي سينعقد للمرة الأولى في إفريقيا، من 18 إلى 20 فبراير 2025 بالمدينة الحمراء.