مسؤول طبي غابوني: من غير المقبول أن تستمر وفيات المواليد الجدد بسبب الإهمال أو الجهل

(أجرى الحوار صلاح العوني)
ليبروفيل- اعتبر الدكتور سيرج أوبانغ ماتونغا الأخصائي في طب التوليد ومدير مركز للولادة بليبروفيل أنه من غير المقبول أن تستمر وفيات الـمواليد الجدد إما بسبب الإهمال أو الجهل، في عالم يسجل فيه علم الرضاعة تقدما باهرا.
وقال الدكتور ماتونغا في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، “إنه من غير المقبول أن تستمر الوفيات في حصد أرواح المواليد الجدد إلى غاية اليوم، إما بسبب الإهمال أو الجهل، بينما يتم تحقيق تقدم علمي باهر وإقرار مناهج متنوعة وفعالة محددة لمعايير وشروط ولادة سليمة، تكفل كامل حظوظ الحياة سواء للأم أو للمولود”.
وأعرب عن الأسف لكون النسبة الكبيرة لوفيات المواليد الجدد تسجل لدى الساكنة الأكثر هشاشة، لعدم قدرتها على الولوج للعلاج الذي يمكن هؤلاء المواليد من حظوظ في الحياة، ولكون المستشفيات والمصحات تطالها هذه الحالات أيضا بفعل غياب طاقم طبي مؤهل أو عدم احترام قواعد الولادة المتعارف عليها كونيا.
وبخصوص الحملة الوطنية “لننقذ 10آلاف رضيع” التي أطلقتها (جمعية سلاسل الحياة) للتحسيس بأهمية الوقاية من مخاطر وفيات الأمهات والمواليد الجدد، رأى الدكتور ماتونغا (في عقده الخامس وخريج كلية ليون-شرق بفرنسا) ، أن فترة الحمل إذا كانت معقدة وتستوجب متابعة طبية من قبل أخصائيين، فإن فترة الولادة تقتضي عناية خاصة، لتجنب حدوث تعقيدات إن بالنسبة للأم أو للمولود.
وأضاف أن كل ولادة ينبغي أن تكون مرافقة بكافة الشروط المواكبة لها من إطار طبي مختص وتجهيزات ضرورية منذ دخول الأم قاعة العمليات وحتى عودة إلى بيتها، من أجل تفادي وفيات أكبر عدد من الرضع.
وأشار إلى أن عددا من الأمراض التي لم تكن محددة طبيعتها من قبل، أضحت قابلة للكشف والتكفل بها عند الولادة ضمنها الاضطراب البولي، والغدة الدرقية.
وشدد مدير المركز بالمناسبة على ضرورة أن يلتزم مختلف المتدخلين في قطاع التوليد بكافة الشروط المساعدة على ولادة سليمة، خاصة منها جانب المراقبة الصحية، لأن التطور التقني والتكنولوجي لا يعفي العنصر البشري من مسؤولياته باعتباره قطب الرحى في هذه العملية ويستحق كامل الاهتمام من خلال تمكينه من تكوين مستمر وتحسيس، كشرطين أساسيين في مجال الوقاية.
وبخصوص أهمية الرضاعة الطبيعية، أكد المتحدث على تأثيرها الإيجابي على حياة الرضيع منذ ولادته، لما يحتويه حليب الأم من مكونات تساعد على نمو طبيعي وسليم له، مبرزا ضرورة جعل حليب الأم نظامه الغذائي الوحيد على الأقل خلال الستة الأشهر الأولى من ولادته.
وخلص الدكتور ماتونغا إلى أن ثلثي حالات الوفاة في صفوف الرضع يمكن تفاديها إذا تبنى وكلاء الصحة هذه القواعد البسيطة والتزموا بتطبيق إجراءات صحية فعالة أثناء الولادة وخلال الأسبوع الأول من عمر المولود الجديد.
وكان قد تم يوم 25 فبراير الماضي بالدار البيضاء، إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب “لننقذ 10 آلاف رضيع”، بمبادرة (جمعية سلاسل الحياة)، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب.
وتسعى هذه الحملة التواصلية التحسيسية، التي تقوم بها الجمعية بشراكة مع أزيد من 50 مؤسسة، إلى التقليص بحوالي 75 في المائة من مخاطر وفيات الرضع والأمهات، من خلال أربع حلقات للحياة عبارة عن حركات بسيطة من أجل أن تتم عملية التوليد بأقل المخاطر سواء بالنسبة للأمهات أو الأطفال حديثي الولادة.