الرؤية الإفريقية لجلالة الملك تعتبر دعما لا محيد عنه لمسلسل الدمقرطة بالقارة السمراء (ناشيونال إنتريست)

واشنطن – كتبت المجلة الأمريكية نصف الشهرية (ناشيونال إنتريست)، يوم الخميس، أن الزيارة الملكية التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عدة بلدان إفريقية تشكل جزء من استراتيجية ملكية تقوم على ثلاثة ركائز أساسية، تتمثل في مسلسل الدمقرطة والتنمية البشرية واحترام الاختلاف والخصوصيات الثقافية.

وأضافت المجلة، المتخصصة في القضايا الجيو استراتيجية والدفاع، أنه “على أساس هذه الركائز الأساسية والمتكاملة، يقدم المغرب خبرته ومهاراته للبلدان الشقيقة والصديقة بالقارة، مستفيدا من امتداده الاقتصادي داخل القارة، والشراكات الهادفة إلى تحقيق تنمية متضامنة وذات منافع متبادلة”.

ولاحظ كاتب المقال التحليلي السيد أحمد الشرعي، ناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن المغرب، باعتباره ملاذا للاستقرار، يتموقع بالتالي كشريك مثالي للولايات المتحدة وفرنسا في إطار الجهود الرامية إلى مساعدة القارة الإفريقية لرفع التحديات التي يتعين أن تواجهها على الأمد البعيد.

وأشار إلى أن زيارة جلالة الملك لدولة مالي لمرتين في ظرف عدة أشهر فقط “تجسد الالتزام الراسخ والمتعدد الأبعاد للمملكة لصالح بلدان هذه المنطقة من القارة”.

وبفضل هذه المقاربة تذكر الصحيفة شرع المغرب في تكوين ما لا يقل عن 500 إمام من مالي، وهي مقاربة تهدف إلى تقوية النسيج الثقافي الإسلامي القائم على التسامح، والذي يعتبر الوسيلة الوحيدة لقطع الطريق أمام التطرف والمجموعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء.

وأوضحت (ناشيونال إنتريست) أنه في سياق روح التضامن ذاتها، يستقبل المغرب عشرات الآلاف من الطلبة الإفريقيين في إطار مقاربة تتجاوز الحدود وتسمو بفضيلة حسن الجوار، مذكرة بأنه على المستوى الاقتصادي يعتبر القطاع البنكي المغربي حاضرا في حوالي 20 بلدا بالقارة.

وخلصت المجلة الأمريكية إلى أن “هذه التوليفة الحميدة من حسن النية وإشاعة القيم الدينية للاعتدال والوسطية، إضافة إلى المبادرات الإنسانية والدعم العسكري المغربي لبلدان القارة الإفريقية، قد تشكل أرضية للولايات المتحدة وفرنسا في إطار مقاربة تعاون ثلاثية الأطراف تستفيد من الخبرة المتعددة الأبعاد للمملكة بالقارة الإفريقية”.