اللقاء رفيع المستوى المغربي- المالي للأعمال: تبادل مثمر للأفكار لتحديد آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين

باماكو – تميز اللقاء رفيع المستوى المغربي- المالي للأعمال المنعقد ، عشية أمس الأربعاء في باماكو ، بتبادل مثمر للأفكار بغية إعطاء دفع للتعاون الاقتصادي واستكشاف فرص الاستثمار المتاحة في البلدين.

وقد ضم هذا اللقاء، الذي انعقد في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى دولة مالي، عددا من الوزراء والمسؤولين والفاعلين الاقتصاديين الذين يمثلون القطاع العام والخاص في البلدين.

واعتبر مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي أن هذا اللقاء يأتي سياق الدينامية الجديدة التي عرفتها العلاقات الثنائية بعد زيارة جلالة الملك لمالي في شتنبر الماضي لحضور مراسم تنصيب الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا.

وقال إن الملتقى يعكس رغبة البلدين في فتح آفاق جديدة للتعاون والنهوض بالتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين الرئيسيين.

وأكد الوزير أن “المغرب معبأ ، بقيادة جلالة الملك ، لمواكبة مالي وحث الفاعلين المغاربة على الانخراط أكثر عبر استثمارات للمساهمة في التطور الاقتصادي والاجتماعي لهذا البلد”.

ومن جهتها، أبرزت السيدة مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن اللقاء يعد مناسبة لاستعراض ما يمكن القيام به معا، بروح أخوية وبشراكة مربحة للطرفين على الأمد البعيد.

وقالت إن “حضورنا اليوم بينكم هو للتأكيد على رغبة المغرب في جعل بلدان إفريقيا شركاء مميزين ينتظر منهم تسريع تطوير روابطه الاقتصادية”.

وأبرز السيد عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري المكتسبات التي حققتها المملكة في إطار تنفيذ (مخطط المغرب الأخضر) من أجل عصرنة القطاع، معبرا عن استعداد المملكة لتمرير تجربتها لمالي، لا سيما في قطاعات تربية الماشية والأقطاب الفلاحية والري. كما أبرز المؤهلات الفلاحية والمائية التي تختزنها مالي، بما يساهم في تقوية القطاعين في كلا البلدين.

وشددت السيدة أمينة بنخضراء المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن على التعاون في مجالي الطاقة والمعادن باعتبارهما قاطرة للاندماج الإقليمي وتطوير التعاون بين المغرب ومالي، بحكم موقعهما الجغرافي.

واستعرضت بالمناسبة تجربة المملكة في مجال الكهرباء (التيار العالي والتيار العالي جدا)، معربة عن استعداد المغرب لتقاسم تجربته مع مالي الشقيقة.

ودعا رئيس المجلس الوطني لأرباب المقاولات بمالي السيد مامادو سيديبي في مداخلته إلى إعطاء مضمون ملموس واقتصادي للعلاقات بين الرباط وباماكو. وقال إن “المضمون الذي يتعين اقتراحه يجب أن يكون في مستوى جودة علاقات التعاون بين بلدينا”.

أما السيد عثمان بنجلون رئيس المجموعة المهنية للأبناك بالمغرب فلاحظ أن القطاع البنكي المغربي شريك، منذ عدة سنوات، في تنمية مالي، وأن القطاع منخرط حاليا وبشكل كبير في هذا البلد مع حضور فروع ثلاثة لأهم المجموعات البنكية للمغرب.

وسجل أن “العمل على تحقيق التنمية المشتركة المغربية-المالية يسعى لأن يكون نموذجا يحتذى ومثالا للتعاون جنوب-جنوب”.

وأشاد الوزير المالي المكلف بالنهوض بالاستثمار مصطفى بنبركة بعقد لقاء الأعمال رفيع المستوى، الذي يشهد على رغبة البلدين في السير قدما على درب التعاون المثمر والمتنوع.

وركز السيد عبد القادر عمارة وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة في مداخلته على تجربة المملكة في تدبير القطاع الذي يديره. وأعلن أن بروتوكولي اتفاق بين المغرب ومالي أصبحا جاهزين، موضحا أن البرتوكول الأول يهم الإنتاج الكهربائي، فيما يتعلق الثاني بالتعاون في مجال الجيولوجيا والمعادن.