مشاركون في ندوة ببرلين يؤكدون أن اليهود المغاربة شكلوا الاستثناء في العالم العربي على امتداد التاريخ

مشاركون في ندوة ببرلين يؤكدون أن اليهود المغاربة شكلوا الاستثناء في العالم العربي على امتداد التاريخ

الخميس, 13 فبراير, 2014 - 14:02

برلين- أكد مشاركون في ندوة ببرلين على أن اليهود المغاربة شكلوا على امتداد التاريخ الاستثناء في العالم العربي جسدته قيم التعايش والسلم والاندماج الذي ميز دائما حياتهم في أرض المغرب.

وقال السيد أندري أزولاي مستشار صاحب الجلالة في مداخلة في هذه الندوة المنظمة ضمن تظاهرة ثقافية نظمتها سفارة المملكة ببرلين على مدى يومين احتفاء
بالتراث اليهودي المغربي، “نحن المغاربة مدركون جيدا لهذا التميز ، وبأن اليهود المغاربة يشكلون نموذجا متفردا في العالم”.
ويرى السيد أزولاي أن الحديث عن اليهود في العالم العربي ليس دائما بالأمر السهل لكن بالنسبة لوضع المغرب فهو ثمرة التعددية التي ترسخت في مجتمعه لقرون
خلت، وقال “ما نعيشه في بلدنا هو حقيقة وليس خطابا نسعى من ورائه إثارة إعجاب الآخرين أو من أجل التباهي، نعيشه في زمن وفضاء يشهد ضغوطات وانكسارات
في الثقافات والديانات وحتى في التاريخ”.
إلا أن اندماج الثقافات والديانات التي يعتقد البعض أن زمنها ولى، يقول السيد أزولاي، تعد اختيارا للمغرب الذي يزخر بتاريخ مشترك وبتمازج ثقافة شعبه
الأمازيغية والعربية والإسلامية واليهودية مشددا على أن ” هذا الطريق الذي كان قدر المغاربة ليس خطابا سياسيا ولكنه توجه نرغب أن نتقاسمه معكم ، توجه محفور
في عمق مجتمعنا وتاريخنا”.
وقال مستشار صاحب الجلالة إن تنظيم الندوة حول اليهود المغارية في فضاء متحف الفنون الإسلامية (بيرغامومازيوم) ، لخير دليل على هذا التوجه الذي اختارته
المملكة منذ عقود خلت وشكل ذلك مصدر اعتزاز كل المغاربة بدون استثناء، تعزز أكثر مع دستور 2011 الذي نص ذلك بكل وضوح وترجم ما يميز المغرب عن
العالم العربي من خلال تأكيده ولأول مرة في مقتضياته على المكون اليهودي والثقافة اليهودية.
من جانبه، عبر رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) السيد لاميرت في مداخلته أن هذه الندوة مناسبة ليس فقط للحديث عن اليهود المغاربة ولكن أيضا للاحتفاء
بالعلاقات الجيدة القائمة بين المغرب وألمانيا مشيرا إلى أن هذه العلاقات ليست جديدة بل قديمة وأخذت مع مرور الزمن بعدا إضافيا.
وأوضح أن الندوة تأتي بعد سنة على زيارته للمغرب حيث حضر حفل إعادة افتتاح كنيس “صلاة الفاسيين” بفاس، معربا عن إعجابه الكبير بالاعتزاز والفخر الذي
يشعر به المغاربة اتجاه تاريخ بلدهم العربي المسلم المنفتح على الديانات الأخرى خاصة اليهودية والتعايش معها منذ قرون.
وأضاف السيد لاميرت أن المغرب يحتضن أكبر طائفة يهودية مقارنة بالعالم العربي مشيرا إلى أن جلالة الملك محمد السادس ما فتئ يردد ويؤكد في كل مناسبة
على قيمة ثقافة التسامح والتعايش في بلد إسلامي مؤكدا أن تاريخ البشرية وما قدمه الإنسان جميعه قام على أساس ثقافي، ليس في جانبه المتعلق بالإبداع والانتاج
الفكري والمعارض بل في جانبه المرتبط بالسلوك.
واعتبر السيد لاميرت أن من يصنع الهوية ليس الاقتصاد أو السلاح بل الثقافة واندماج ما هو ثقافي وديني يولد القوة لذلك. وقال في هذا الصدد “أدعو دائما إلى
حوار الثقافات الذي يكتسي أهمية بالغة أكثر من أي وقت مضى، وله تأثير ويحدث تغييرا إيجابيا في سلوك الناس”.
من جهته، أكد وزير الثقافة السيد محمد أمين الصبيحي، أن المغرب انخرط بشكل قاطع في بناء دولة ديمقراطية وشهدت اختياراته تطورا كبيرا بفضل جلالة الملك
محمد السادس ، وتمت ترجمة ذلك من خلال توسيع الحريات وتعزيز حقوق النساء والمؤسسات الديمقراطية، مبرزا أن هذا التوجه هو الذي اعتمده الدستور الجديد
للمملكة بحروف من ذهب والذي أكد، في نفس الوقت، على تنوع مكونات الهوية المغربية.
وأوضح أن المغرب يعتبر من خلال هذا التنوع نموذجا للتعايش بين الثقافات والأديان مكنت مختلف المكونات الثقافية من التلاقح ومختلف الديانات أن تتعايش ضمن
روح طبعها التسامح والاحترام المتبادل مشيرا إلى أن الدستور الذي أكد في ديباجته على المكون اليهودي كجزء من الهوية الوطنية، هو ثمرة تطور شهده المغرب.
وذكر أن بعض السنوات التي شهدت تصعيدا في الصراع العربي الإسرائيلي قد انعكست على وضع اليهود المغاربة الذين تواجدوا على أرض المغرب منذ قرون
ودفعت عددا منهم إلى الهجرة، إلا أن ذلك، يقول السيد الصبيحي، لم يغير من الدعم الرسمي الذي حظوا به دائما.
وأضاف أن خطاب جلالة المغفور له محمد الخامس بعد عودته من المنفى وحصول المغرب على الاستقلال إلا دليل على ذلك حيث قال فيه “المواطنون اليهود لهم
نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كجميع المواطنين المغاربة”.
أما السفير المتجول لصاحب الجلالة، سيرج برديغو، فقد استحضر في عرضه مختلف المراحل التاريخية التي طبعت تواجد اليهود في جميع مناطق المغرب حيث
يتقاسمون الثقافة والتقاليد والعادات مع المسلمين مشيرا إلى أن اليهودية دخلت إلى المنطقة في القرن الثالث قبل الميلاد، فاستطاع اليهود العيش في اختلاط دائم مع
سكان البلاد في حياتهم اليومية في ظل نظام حسن الجوار والحماية مع القبائل العربية والأمازيغية.
وأضاف أن وضع اليهود بالمغرب شهد استقرارا منذ الفتح الإسلامي وتزامن ذلك مع الاضطهاد الذي تعرضوا له بأوروبا حيث تم طردهم حتى أنهم انخرطوا مع
الجيوش البربرية المتوجهة إلى الأندلس واكتسبوا وضعية أهل الذمة التي تحترم شؤونهم الدينية والقانونية والقضائية والاجتماعية.
وذكر، أن جلالة المغفور له محمد الخامس برفضه تسليم اليهود المغاربة إلى النازيين قدم درسا تاريخيا رائعا سيظل محفورا في الذاكرة الجماعية للمغاربة فيما سار
بعد ذلك جلالة المغفور له الحسن الثاني على نفس النهج ثم أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي ظل وفيا لقيم التسامح والتعايش.

اقرأ أيضا

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.

السيد بوريطة يجري محادثة هاتفية مع نظيرته الأرجنتينية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 17:44

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، أمس الثلاثاء، محادثة هاتفية مع وزيرة الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والأديان الأرجنتينية، السيدة ديانا إلينا موندينو.