اليوم العالمي لداء السكري..فهم المرض سبيل للتعايش الأمثل معه

زينب جناتي

الرباط – مع إصابة نحو 400 مليون شخص بداء السكري عبر العالم، يشكل اليوم العالمي لهذا الداء، الذي يصادف 14 نونبر من كل سنة، مناسبة لتنوير الرأي العام بمخاطر هذا المرض والتعريف به لدى المرضى حتى يتمكنوا من التعايش معه على نحو أمثل.

 لقد اختارت منظمة الصحة العالمية والفيدرالية الدولية لداء السكري كشعار هذه السنة “المرأة وداء السكري” ، وتسعى وزارة الصحة بهذه المناسبة تسليط الضوء على تداعيات هذا المرض على النساء.

 ونبهت في هذا الصدد من أن المرأة المغربية المصابة بداء السكري تواجه العديد من الصعوبات في مراقبة مرضها، وفي نفس الوقت تدبير شؤون أسرتها وإدارة مسؤوليتها العملية، مشيرة إلى أن هذه الصعوبات قد تشكل، في غياب المتابعة الطبية، عائقا أمام الحمل أو مضاعفات صحية لها وللجنين أو الرضيع خلال الحمل أو الإنجاب.

 “إن تقبل هذا المرض المزمن ليس بالأمر الهين” تقول أمل في بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، وهي شابة في مقتبل العمر لم تتقبل في الوهلة الأولى إصابتها بهذا الداء وتساءلت باستمرار عن كيفية مجابهة هذا الداء الذي عكر صفو حياتها.

 ولم تذخر أمل اي جهد من أجل جمع المعلومات الكافية حول داء السكري ، متسلحة في ذلك بإيمانها القوي للتغلب على هذا المرض ، الذي أقرت بأن آثاره الجسدية والنفسية مازالت قائمة.

 وقالت في هذا الصدد” قضيت ساعات للبحث عن أي معلومة تساعدني على فهم هذا المرض وخاصة سبل التعايش معه”، مضيفة أن المريض ينتهي به الامر بالتأقلم مع حقن الأنسولين لتقليص نسب السكر في الدم والامتناع عن أكل الحلويات والاطباق الدسمة…وخاصة ممارسة الرياضة”.

 وأضافت “حاولت أن اعتبر هذا المرض كهبة من السماء، فبفضله صرت أتبع حمية غذائية سليمة ومتوازنة” ، مشيرة إلى أن فترات ضعف انتابتها لاسيما خلال الاحتفالات الاسرية أو السهرات رفقة الاصدقاء.

 وشددت أمل على الدور الهام للطبيب المعالج ، مبرزة أهمية فهم هذا المرض للتعايش معه بشكل أفضل.

من جانبه، قال رئيس الرابطة المغربية لمحاربة داء السكري، السيد جمال بلخدير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المرض يشكل بالمغرب السبب الأول للوفايات، وخاصة بسبب الإصابة بالقصور الكلوي وأمراض القلب والشرايين التي تنضاف إلى عوامل خطورة أخرى، ويعد هذا الداء السبب الاول للإصابة بالعمى وبتر الأعضاء السفلى، مؤكدا أنه يشكل وباء عالميا بآثار انسانية واجتماعية واقتصادية مدمرة.

   وحذر هذا المختص من أن الوضعية مثيرة للقلق بالمغرب، لاسيما وأن مليوني شخص تفوق أعمارهم 25 سنة مصابون بهذا الداء، 50 في المائة منهم نساء.

   وسجل أن الفدرالية الدولية لداء السكري والجمعيات المنتمية لها في كافة بقاع العالم، ومن بينها الرابطة المغربية لمحاربة داء السكري، تنظم حملات تحسيسية موجهة لكافة المواطنين عبر لقاءات وحملات للتشخيص والتوعية بخطورة المرض وأهمية الوقاية منه.

   وإدراكا منها لأهمية الوقاية والتحكم في داء السكري، فإن وزارة الصحة جعلت هذا الداء من أولوياتها، وذلك من خلال العمل على تحسين التكفل بالمصابين عبر الكشف المبكر كل سنة على 500 ألف شخص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض في جميع المراكز الصحية، لاسيما النساء الحوامل، وكذا النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى (الأب أو الأم) مصابون بداء السكري.

  كما تعمل الوزارة على توسيع العرض الصحي من خلال دعم المراكز الصحية، خصوصا (المستوى الثاني) والموارد البشرية المتخصصة، والتكفل بالمرأة المصابة بداء السكري، وخاصة منهن الحوامل من خلال تمكينهمن من الاستفادة من المراقبة الطبية والبيولوجية المجانية من أجل حمل آمن بالنسبة لها وللطفل، علاوة على الرفع من الميزانية المخصصة لشراء الأدوية المضادة لداء السكري، وتعزيز التواصل والتحسيس حول داءالسكري ومضاعفاته، وتطوير الشراكة مع منظمات التأمين الصحي والقطاع الخاص والمجتمع المدني، لاسيما في ما يخص التربية العلاجية والسكري عند الأطفال.

   وأكدت في هذا الصدد، أنها تقوم بتوفير العلاجات والأدوية الخاصة بالسكري بالمجان لحوالي 748 ألف مريض مصاب بهذا الداء، من بينهم 64 في المائة من النساء، وأكثر من 325 ألف مصاب يعالجون بواسطة الأنسولين، حيث تخصص وزارة الصحة سنويا غلافا ماليا قدره حوالي 156 مليون و 700 ألف درهم لشراء الأدوية الخاصة بداء السكري (الأنسولين والأقراص) إلى جانب غلاف مالي قدره حوالي 15 مليون درهم لاقتناء المعدات اللازمة للتشخيص وتتبع الحالة الصحية لمرضى السكري.