تقديم قرارات لجنة القدس أمام مجلس الأمن الدولي

نيويورك (الأمم المتحدة) – أكد محمد لوليشكي، سفير المغرب بالأمم المتحدة، أمس الاثنين بنيويورك، عزم المغرب على مواصلة الإسهام في مجهودات المجموعة الدولية من أجل جعل 2014 سنة لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال جلسة مناقشة بمجلس الأمن للوضع في الشرق الأوسط، التي تميزت بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، والعديد من وزراء الدول الأعضاء بهذه الهيئة التنفيذية، والتي شكلت مناسبة للسيد لوليشكي لتقديم القرارات الرئيسية، التي اعتمدها أعضاء لجنة القدس في 18 يناير الجاري بمراكش.
وأبرز السفير أن جلسة النقاش بمجلس الأمن تتزامن مع الإعلان الذي صدر بمراكش عن الدورة العشرين للجنة القدس تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ومشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي هذا السياق، استعرض النقط الرئيسية التي تضمنها البيان الختامي، الذي توج يومين من أشغال هذه الدورة، مؤكدا على مركزية قضية القدس الشريف بالنسبة للأمة الإسلامية باعتبارها تقع في صميم الحل السياسي.
وشدد البيان على أن المساس بهذه المدينة وبالمسجد الأقصى لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والعنف واليأس وسيقود إلى نتائج وخيمة على المنطقة، ومن شأنه أن يقضي على أي فرصة لتحقيق السلام.
ودعا البيان مجلس الأمن إلى إبداء ما يتوجب من اهتمام بالتوترات المتصاعدة والحالة الحرجة في القدس الشريف، وتحمل مسؤولياته وفق ما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة وطبقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما أكد على ضرورة إحلال السلام الشامل والعادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط، وهو الخيار الذي تعمل من اجله الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، طبقا لقرارات الشرعية الدولية وعلى أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وبنود خارطة الطريق، وذلك حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وذات السيادة والمتصلة جغرافيا وعاصمتها القدس الشريف.
وشددت الوثيقة على أن المفاوضات المستأنفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ يوليوز 2013، تعد محطة حاسمة في الوصول الى السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام المعتمدة، مؤكدة على أهمية التصدي لجميع الأفعال التي تناقض هدف السلام وتديم وتعمق الاحتلال.
وشكلت هذه الدورة مناسبة لاستعراض المجهودات التي يقوم بها صاحب الجلالة بصفته رئيسا للجنة القدس من أجل الحفاظ على هوية ورمزية هذه المدينة، والتصدي لكل الممارسات التي تطالها بما فيها بناء المستوطنات في تحد للمشروعية الدولية وروح التعايش التي اتسمت بها المدينة.
وأضاف السيد لوليشكي أن هذه الدورة شكلت أيضا مناسبة لاستعراض الإنجازات التي حققتها وكالة بيت مال القدس لفائدة الفلسطينيين بهذه المدينة المقدسة.
واستحضر، في هذا الصدد، مقتطفا من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في ختام الدورة العشرين للجنة القدس بمراكش : “إن اجتماعنا اليوم يعد رسالة للعالم بأننا أمة متعلقة بالسلام وحريصة على تحالف الحضارات والثقافات”.
وجدد السفير المغربي التأكيد على أن المغرب “يعقد آمالا كثيرة على المسار التفاوضي الذي يقوده كاتب الدولة جون كيري، للدفع بالمفاوضات و بلورة توافقات تقرب شعوب المنطقة من السلام العادل والشامل المنشود”، طبقا للالتزامات التي أخذتها على عاتقها المجموعة الدولية في إطار هذه المنظمة مند 1948.
وأضاف أن حظوظ نجاح هذه المفاوضات تبقي ضئيلة طالما لم تذعن إسرائيل لوضع حد للاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مشيدا بمقاومة الشعب الفلسطيني وتشبثه بحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف.
ودعا إسرائيل إلى “التحلي بروح المسؤولية والتعامل بكل جدية وإيجابية مع الوساطة الأمريكية للإسهام في إنجاح المفاوضات، وذلك باتخاذ القرارات الجريئة التي يفرضها الموقف، ذلك أن أي إخفاق جديد من شأنه أن يغذي التطرف و يذكي نزعة العنف و العنف المضاد”.
وحرصا على تضامنه مع الشعب السوري الشقيق ومساهمة منه في تخفيف العبء على الدول المجاورة، ذكر السيد لوليشكي بأن المغرب أقام مستشفى ميدانيا في مخيم الزعتري بالأردن الشقيقة، وأدى المساهمة الإنسانية التي التزم بها في مؤتمر المانحين.
واعتبر أن التئام مؤتمر جنيف الثاني خلال اليومين المقبلين يعتبر “فرصة ستمتحن فيها نوايا الطرفين وإرادتهما السياسية وجديتهما في العمل على وضع أسس حوار سياسي يتماشى مع تطلعات الشعب السوري الشقيق في مجتمع ديمقراطي لا يستثني أحدا ويضمن حقوق وكرامة الجميع ويحصن الوحدة الوطنية والسلامة الترابية بسورية”.
وخلص إلى أن “المملكة المغربية التي ستشارك في هذا المؤتمر تبقى مستعدة للإسهام معكم ومع المجموعة الدولية في إطلاق دينامية توقف سفك الدماء”، وترسي مسلسلا سياسيا يستجيب للطموحات المشروعة لكافة الشعب السوري الشقيق.