المخيمات الشاطئية والجبلية بجهة مراكش-آسفي …فضاء متميز لانفتاح الأطفال والشباب على القيم الانسانية المشتركة والتربية على المواطنة

                                               إعداد .. محمد الكيحل

مراكش- تشكل المخيمات الشاطئية والجبلية بجهة مراكش آسفي فضاء متميزا يتيح للأطفال والشباب فرصة الانفتاح على القيم الانسانية المشتركة والتربية على المواطنة وصقل مواهبهم الفنية والتربوية وتأهيلهم خدمة للتنمية الشاملة بالمملكة.

وتتميز هذه المخيمات، التي تتوزع على خمسة مراحل صيفية تمتد من فاتح غشت إلى 5 شتنبر، بحسن تجهيزها وتسييرها على نحو منظم ومحكم تحت إشراف أطر المديرية الجهوية للشباب والرياضة بمراكش، مما أهلها لاستقبال حوالي 30 ألف شاب خلال السنة الجارية.

وحسب المدير الجهوي لوزارة الشباب والرياضة السيد رضوان خيرات، فإن هذه المخيمات الصيفية، التي تنضاف إليها مخيمات المؤسسات التعليمية بعدة مدن بالجهة، تأخذ بعين الاعتبار مبادئ التأمين الصحي الإجباري وضبط نقل الأطفال عبر انتداب شركات مهنية ومؤمنة، مذكرا بأن هذه المخيمات تتواجد بكل من منطقة “البدوزة” بإقليم آسفي والصويرة ومخيمين جبلين بكل من إقليم الحوز (توفليحت) وسيدي فارس، فضلا عن فضاءات المؤسسات التعليمية التي تم تجهيزها وتهيئتها من قبل المديرية الجهوية للشباب والرياضة لاستقبال هؤلاء الأطفال في ظروف جيدة.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المخيمات، التي تندرج في إطار البرنامج الوطني الشامل للتخييم الذي وضعته وزارة الشباب والرياضة لفائدة الشباب، تشهد أنشطة متنوعة تتوزع ما بين صبحيات وندوات وورشات في الفن التشكيلي والرسم وعروض نظرية وخرجات شاطئية وسياحية وأناشيد وطنية.

وارتباطا بالمشاريع المهيكلة المرتبطة بمجال الشباب والرياضة بجهة مراكش-آسفي، أبرز السيد خيرات، أن مدينة مراكش حظيت بمشاريع واعدة ضمن مشروع “مراكش الحاضرة المتجددة”، تشمل انجاز بنيات تحتية رياضية وشبابية ما بين 2014/ 2017، مذكرا بأن هذه المشاريع تهم بناء مسبح مغطى نصف أولمبي بمنطقة المحاميد بغلاف مالي ناهز 21 مليون درهم (نسبة الاشغال به وصلت 80 في المائة وسيكون جاهزا خلال شهر أكتوبر المقبل)، وإحداث قاعة مغطاة متعددة الرياضات بنفس المنطقة تسع ل2500 شخص، بكلفة تصل إلى 31 مليون درهم (نسبة الاشغال بها بلغت 72 في المائة وستكون جاهزة نهاية شهر أكتوبر المقبل).

كما تهم هذه المشاريع أيضا، يضيف المسؤول، بناء مسبح بسيدي يوسف بنعلي نصف أولمبي بغلاف مالي ناهز 22 مليون درهم بتمويل كلي من الوزارة الوصية (نسبة الاشغال به بلغت 88 في المائة وسيكون جاهزا خلال شهر أكتوبر المقبل)، فضلا عن إعطاء الانطلاقة لانجاز 10 ملاعب بعشب اصطناعي لكرة القدم المصغرة بغلاف مالي بقدر ب 10 ملايين درهم، تتوفر على مستودعات وفضاء للأسرة والطفل ومطاف للعدو الريفي ستكون جاهزة شهر فبراير2018.

وستساهم هذه البنيات التحتية الرياضية ، على حد قوله، بشكل كبير في إعادة إشعاع الرياضات الجماعية التي عرفت ركودا خلال السنوات الأخيرة، بحيث تراهن من خلاله وزارة الشباب والرياضة على احترام البيئة والنجاعة الطاقية وتدارك الخصاص البين في المرافق الرياضية وتقديم إجابات موضوعية لأسئلة الشباب في المجال الرياضي وتوسيع دائرة الممارسة الرياضية ومحاربة الانحرافات والتعاطي للمخدرات وتهذيب الشباب المغربي.

وتوجد أيضا، يضيف المسؤول، عدة مشاريع أخرى في إطار اتفاقيات ثنائية مع الجماعات الترابية لإنجاز مركبات سو سيو- رياضية للقرب بالمناطق التي تشكو من الفقر والهشاشة والاقصاء الاجتماعي بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

كما عملت المديرية، أيضا، على إصلاح وترميم وإعادة هيكلة مختلف المؤسسات الشبابية والتربوية بجهة مراكش-آسفي وبمدينة مراكش على وجه الخصوص لجعلها أكثر جاذبية وحضورا لاحتضان أنشطة الشباب، فضلا عن إصلاح وتأهيل مرافق فضاءات التخييم عبر المجال الترابي للجهة بمناسبة العرض الوطني للتخييم لسنة 2017.

وبمدينة تامنصورت الفتية، أكد السيد خيرات، أن الوزارة تعمل في إطار برنامج تقوية ودعم المدينة بمرافق رياضية وشبابية، على بناء ثلاثة ملاعب للقرب بعشب اصطناعي خصص لها غلاف مالي يقدر ب 2ر3 مليون درهم، حيث بلغت الأشغال بها نسبة 35 في المائة وستكون جاهزة خلال شهر دجنبر المقبل، فضلا عن إنجاز 10 ملاعب رياضية متعددة الرياضات.

وأبرز أن المدينة ستشهد قريبا إعطاء الانطلاقة لمشروع بناء ثلاث دور للشباب في إطار شراكة مع الفاعلين الترابيين ومؤسسة العمران تامنصورت، وقاعة خاصة بالرياضات الجماعية بدعم من المديرية الجهوية للشباب والرياضة وولاية الجهة ومؤسسة العمران بتكلفة تقدر ب 12 مليون درهم.

وفيما يتعلق بحصيلة قطاع الشباب والرياضة بالجهة، أكد السيد خيرات، أنها “تبقى دون طموح الوزارة والمرتفقين، مما يستدعي المزيد من الجهود والإصرار لربح رهان التنمية في مجال الشباب والرياضة”.

وأكد في هذا السياق، على ضرورة إرساء مقاربة شمولية مندمجة واسعة بين مختلف الفاعلين الترابيين وجعل الشباب والطفولة والمرأة من بين أولويات واهتمامات السلطات والمنتخبين المحليين لرفع رهان التنمية الشاملة وتكوين شباب قادر على تحمل المسؤولية الوطنية بكل تفان ومسؤولية.