الدورة ال20 للجنة القدس بمراكش: وضع قضية القدس في الواجهة على الساحة الدولية

الدورة ال20 للجنة القدس بمراكش: وضع قضية القدس في الواجهة على الساحة الدولية

الجمعة, 17 يناير, 2014 - 11:34

مراكش – تكرس الدورة العشرون للجنة القدس التي ستنطلق أشغالها يوم الجمعة بمراكش تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بحضور رئيس دولة فلسطين محمود عباس ووزراء خارجية الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، مرة أخرى، الالتزام الراسخ للمملكة لدعم القضية الفلسطينية، وتشكل مبادرة محمودة تضع قضية القدس في الواجهة على الساحة الدولية والأجندات الدبلوماسية.
وحظيت دعوة جلالة الملك لعقد هذا الاجتماع  في هذه الظرفية الحاسمة من تاريخ المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية، بتنويه من قبل المجتمع الدولي، وخاصة الشعب الفلسطيني الذي ما زال يناضل من أجل تحقيق مطالبه المشروعة والتمتع بكامل حقوقه وإقامة دولة فلسطينية مستقلة حرة عاصمتها القدس الشريف.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قد أشاد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء قبيل حلوله بمراكش، بمبادرة جلالة الملك ، بالدعوة إلى عقد اجتماع للجنة القدس، التي يرأسها جلالته، مؤكدا أن هذه الدعوة، وفي هذا التوقيت، تعكس الأهمية القصوى التي يوليها جلالته للدفاع عن القدس والحفاظ على معالمها وعلى المقدسات فيها.
وقال إن “جلالة الملك محمد السادس أخذ هذا الدور عن والده جلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي كان وراء إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي وأنشأ لجنة القدس، وكل هذا كان بسبب تعرض القدس للخطر”، مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس يتولى الآن نفس المهمة ويسير على نفس الوتيرة وعلى نفس الهدي الذي أسسه جلالة المغفور له الحسن الثاني.
وأضاف ” نحن نتطلع إلى اجتماع لجنة القدس برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بكل الاهتمام والعناية، لأن هذا الجهد الذي يبذل والذي سيبذل سيكون في خدمة القدس وبرعاية صاحب الجلالة “.
وتابع ” نتوقع من الدول العربية والإسلامية بشكل عام، المشاركة ، أن تنهض أكثر من أي وقت مضى من أجل حماية القدس ورعايتها والحفاظ عليها، لأن القدس الآن أصبحت منهبا للاستيطان وللمستوطنين لطرد العرب، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، منها “.
من جانبه، أكد سفير دولة فلسطين بالمغرب، السيد أمين أحمد محمد أبو حصيرة، في تصريح مماثل، أن دعوة جلالة الملك محمد السادس، إلى عقد اجتماع لجنة القدس في توقيت يتميز بتصاعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى يعتبر اختيارا موفقا.
وأضاف السيد أبو حصيرة أن انعقاد الدورة العشرين للجنة يأتي في ظل “الهجمات الإسرائيلية المتكررة التي تسعى إلى تدمير المسجد الأقصى، وإلى اقتسام الصلاة فيه”.
وأشار إلى كون هذه الهجمات ” تتكرر وتتزايد بدعم من قوى سياسية إسرائيلية تريد تبني قانون إسرائيلي يقضي بتقسيم الزمان والمكان للصلاة في المسجد الأقصى على غرار ما صنع الاحتلال في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل”.
وشدد على أن استفحال الاعتداءات الإسرائيلية استلزم التفاتة العالم الإسلامي، وتحديدا من لجنة القدس وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لعقد هذا الاجتماع “من أجل تحديد استراتيجية للدفاع عن القدس الشريف ودعم صمود أهلها، وهو دعم ما فتئت تقدمه لجنة القدس عبر ذراعها الميداني المتمثل في وكالة بيت مال القدس الشريف”.
ويعد بيت مال القدس الشريف، الذراع العملية للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، في طليعة الأجهزة التي تقدم دعما قويا للمؤسسات الفلسطينية وساكنة المدينة المقدسة، وكذا للمنظمات المكلفة بحماية المسجد الأقصى.
وفي هذا الإطار، أكد الشيخ يوسف جمعة سلامة، خطيب المسجد الأقصى، النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ما فتئ يولي رعاية خاصة للقدس وللمقدسيين، ويدعم كل الجهود الرامية للمحافظة على عروبة المدينة السليبة وإسلاميتها ومعالمها الحضارية والدينية والثقافية، والوقوف في وجه كل محاولات التهويد.
وثمن خطيب المسجد الأقصى جهود جلالة الملك في المجال السياسي والدبلوماسي، وكذلك اتصالاته المباشرة مع الملوك والرؤساء في أنحاء العالم دفاعا عن القدس، مشيدا،بالخصوص، بالجهود التي يقوم بها على رأس لجنة القدس من أجل المحافظة على هذه المدينة المقدسة، والعمل على تطبيق الشرعية الدولية لإعادة القدس إلى السيادة العربية الإسلامية.
وأضاف أن وكالة بيت مال القدس تقوم، من جهتها، بدور بارز في الحفاظ على الطابع العربي الإسلامي للمدينة المقدسة وعلى تراثها الحضاري والديني، موضحا أن الوكالة، التابعة للجنة القدس، تقوم بدور مهم وكبير في خدمة أهالي المدينة المقدسة بتوجيهات من جلالة الملك محمد السادس، كما تشرف على مشاريع حيوية في المدينة لدعم وتجهيز وبناء المستشفيات والمراكز الصحية، والمشاريع التعليمية، علاوة على مساهمتها في توفير المنح الدراسية للطلاب المقدسيين، وفي مشاريع الإسكان وترميم البنايات والمشاريع الثقافية، والإغاثية وتوزيع الدعم الغذائي على الأسر المقدسية.
وعلاوة على مشاركة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ستتميز الدورة العشرون للجنة القدس بحضور مبعوثين رفيعي المستوى، يمثلون الدول الأعضاء الدائمة بمجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي، وحاضرة الفاتيكان، والأمم المتحدة والجامعة العربية.
ويندرج انعقاد هذه الدورة في إطار الجهود والمساعي التي ما فتئ جلالة الملك رئيس لجنة القدس، يقوم بها لدى الدول والأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية، وكذا لدى البلدان دائمة العضوية في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، من أجل إبراز الأهمية الخاصة التي تكتسيها قضية القدس الشريف بالنسبة للعالمين الإسلامي والمسيحي.
كما يأتي انعقاد هذه الدورة في ظرفية صعبة تجتازها منطقة الشرق الأوسط بكاملها وتقتضي التحلي باليقظة والحذر الضروريين للتصدي للممارسات الاستيطانية والاستفزازية للسلطات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والديمغرافي للمدينة المقدسة، تزامنا مع انطلاق المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية برعاية الولايات المتحدة.
ويشكل انعقاد الدورة ال20 للجنة القدس، في هذه الظرفية الخاصة، أيضا، رسالة واضحة للمجموعة الدولية لكي تضطلع بمسؤولياتها كاملة إزاء الممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى طمس معالم التراث الإسلامي والمسيحي بمدينة القدس، ودعوتها إلى التحرك الفوري من أجل حماية التراث الديني والحضاري للقدس الشريف.
وأحدثت لجنة القدس تنفيذا لقرار صادر عن المؤتمر السادس لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقا) المنعقدة في يوليوز 1975 بجدة بالمملكة العربية السعودية. وتعتبر اللجنة هيئة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، مكلفة بتتبع تطور الأوضاع في مدينة القدس والتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي عن المدينة المقدسة.
وتتولى لجنة القدس متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن مؤتمرات وزراء خارجية البلدان الإسلامية، ومتابعة القرارات المصادق عليها حول القدس من مختلف الهيئات والمحافل الدولية والاتصال بالمنظمات الدولية الأخرى التي قد تساعد على حماية القدس وتقديم مقترحات للبلدان الأعضاء ولكل المنظمات المعنية بالأمر تتعلق بالخطوات المناسبة التي يجب اتخاذها لضمان تنفيذ القرارات لمجابهة التطورات الجديدة.

اقرأ أيضا

إفران: تدبير الذكاء الاصطناعي في قلب النقاش بجامعة الأخوين الصيفية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:54

تواصلت أعمال الدورة الثانية للجامعة الصيفية للأخوين بإفران، المنظمة من 21 يوليوز إلى 26 منه تحت شعار “سد فجوة الكفاءات في تدبير منتجات الذكاء الاصطناعي”، أمس الثلاثاء، بمشاركة مختصين من المغرب والخارج.

عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) بلغ 78.4 مليون زبون عند متم يونيو 2024

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:50

بلغ عدد زبناء مجموعة (اتصالات المغرب) 78,4 مليون زبون، عند متم شهر يونيو 2024، بزيادة بنسبة 5.1 في المائة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

بورصة الدار البيضاء .. تداولات الافتتاح على وقع الأخضر

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:47

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الأربعاء على وقع الأخضر، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,54% ليستقر عند 13.676,61 نقطة.