القدس الشريف.. اهتمام شديد  للمغاربة بمصير المدينة المقدسة

القدس الشريف.. اهتمام شديد للمغاربة بمصير المدينة المقدسة

الجمعة, 17 يناير, 2014 - 11:29

– بقلم .. عمر السعيدي –

الرباط –  تحتل مدينة القدس الشريف، مهد الوحي السماوي وملتقى الديانات، مكانة متميزة في نفوس المسلمين عامة، والمغاربة على وجه الخصوص، وذلك اعتبارا لارتباط هذه المدينة بعقيدتهم  الدينية وتاريخهم وحضارتهم.
فلم تفتأ المملكة المغربية ، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تعبر عن دعمها للسلطة الوطنية الفلسطينية  وتوجهها السلمي من أجل  قيام دولة مستقلة ذات سيادة وقابلة للحياة ، تكون  القدس الشريف عاصمة لها، وتعيش في وئام وسلام مع جميع جيرانها، وفقا لقرارات الشرعية الدولية التي تدعو إلى تسوية شاملة وعادلة ونهائية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي .
وبصفته رئيسا للجنة القدس، ما فتئ جلالة الملك يحث المجتمع الدولي على حماية الوضع القانوني لهذه المدينة المحتلة ، بما في ذلك الحفاظ  على هويتها الحضارية ورموزها الدينية المقدسة في وجه الأعمال العدوانية التي تتعرض لها ، لاسيما أعمال التنقيب والحفريات، وجميع الاعتداءات السافرة على حرمة  المسجد الأقصى الذي تتعلق به أفئدة المسلمين أيما تعلق.
وتشهد على ذلك الرسالتان الأخيرتان اللتان بعث بهما صاحب الجلالة محمد السادس للبابا فرانسيس والأمين العام للأمم المتحدة  السيد بان كي مون. وقد عبر فيهما جلالته عن الاهتمام البالغ للمملكة المغربية ، ومجموع الدول الإسلامية ، بموضوع قرب توقيع دولة الفاتيكان وإسرائيل على مشروع ملحق للاتفاقية المبرمة بين الطرفين سنة  1993 ، يتعلق  بممتلكات الكنيسة الكاثوليكية بمدينة القدس المحتلة.
وأوضح جلالة الملك في هاتين الرسالتين أن توجها من هذا القبيل من شأنه أن  “يعاكس الجهود المبذولة من أجل توفير المناخ الملائم لإنجاح مفاوضات السلام، المستأنفة منذ شهر يوليوز 2013، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، والتي من المفروض أن تحسم، من بين أمور أخرى، في الوضع النهائي للقدس الشرقية”، مضيفا أن “من شأن التوقيع على هذا الملحق أن يزكي الممارسات الاستيطانية الاستفزازية التي تقوم بها إسرائيل، وانتهاكاتها الجسيمة في المسجد الأقصى وفي القدس وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف جلالة الملك أن “مثل هذه الإجراءات تتناقض في العمق مع أسس الشرعية الدولية والقرارات الأممية، التي تؤكد ضرورة المحافظة على الطابع الخاص للمدينة المقدسة، وعدم المساس بوضعها القانوني”، مؤكدا جلالته أن مدينة القدس تظل “جوهر الصراع المرير بمنطقة الشرق الأوسط، وصميم الحل السياسي في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، التي نأمل جميعا أن يتجاوز الطرفان من خلالها العقبات والمعيقات التي تحول دون الوصول إلى سلام عادل وشامل وفق حل الدولتين”.
وبالموازاة مع الجهود الدبلوماسية، اعتمد  المغرب مقاربة براغماتية يتولى بموجبها بيت مال القدس الشريف، تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إنجاز مشاريع  في قطاعات  التعليم، والصحة، والسكن، وعدد من الخدمات الاجتماعية لفائدة سكان القدس الشريف.
وهكذا، تولي الوكالة مكانة متميزة لقطاع التعليم اعتبارا للتراجع الملحوظ الذي شهده جراء التدابير المتخذة من طرف السلطات الإسرائيلية. وتروم مختلف البرامج التي تنفذها الوكالة تلبية الحاجيات المتزايدة للسكان ، وتهم على الخصوص تجهيز وتأهيل المؤسسات التعليمية بالمدينة “برنامج المدارس الجميلة”، وتخصيص منح سنوية للتعليم العالي لفائدة الطلبة المقدسيين الذي يتابعون دراستهم العليا بالجامعات المحلية والمغربية.
كما تهم أعمال الوكالة اقتناء أو كراء بعض المنشآت في القدس بغية توظيفها كمدارس ، وتوزيع محافظ تشتمل على لوازم مدرسية، علاوة على المشروع الموجود طور الإنجاز، والمتعلق ببناء كلية الحسن الثاني للعلوم الزراعية بالقدس.
أما بالنسبة للقطاع الصحي، الذي يخضع لعملية تهويد ممنهجة تؤثر على وضعية المرافق الصحية بالقدس، فتعمل الوكالة على تطوير هذا القطاع من خلال تمويل مشاريع ذات جودة تساهم في الحفاظ على الشعور بالانتماء لدى سكان  القدس وتقوية ثقتهم في المستشفيات الفلسطينية وجودة الخدمات الصحية التي توفرها.
ومن بين أهم ما قامت به الوكالة، إحداث مركز لمعالجة المرضى المصابين بالسرطان في مستشفى ” المطلع” ، وتجهيز مصلحة للعلاج الطبيعي بمستشفى ” المقاصد” ، واقتناء سيارتي إسعاف لحساب الهلال  الأحمر، وتجهيز وحدة لطب الأسنان ب” المركز العربي للصحة” ، وتحديث مختبر زراعة الكلي بمستشفى “المطلع”، وإنجاز وتجهيز مصلحة لجراحة الأورام والدماغ بمستشفى “المقاصد”، إلى جانب إحداث مركز لتكوين وتأهيل طلبة كلية جراحة الأسنان بجامعة القدس.
كما تبذل الوكالة جهودا لتخفيف الكلفة الاقتصادية الناتجة عن ارتفاع تكاليف العلاجات الطبية، لاسيما بالنسبة للأشخاص الذين لا يتوفرون على تأمين صحي.
وبخصوص قطاع السكن، تعمل وكالة بيت مال القدس الشريف باستمرار، على مواجهة عمليات الاستيطان، وحماية الوجود العربي- الإسلامي بالمدينة المقدسة، وسد العجز الحاصل في مجال السكن.
ويشمل  عمل الوكالة أيضا تمويل برنامج للقروض الفردية والجماعية بشروط تفضيلية وبدون فوائد لفائدة سكان القدس من ذوي الدخل الضعيف والمتوسط، وتأهيل سكن الأشخاص المعوزين والمهمشين وترميم المساجد.
وتقوم الوكالة بأعمال أخرى ذات عائد  اجتماعي  كبير ، لاسيما برنامج المخيمات الصيفية بكل من القدس والمغرب وبرنامج كفالة أيتام القدس.
وإجمالا، نجحت وكالة بيت مال القدس الشريف ، خلال السنوات الأخيرة، في بلوغ الأهداف الرئيسية المسطرة ضمن مخططها الاستراتيجي للفترة ما بين 2006 و2014، من خلال تركيز جهودها، بناء على التعليمات السامية لجلالة الملك ، رئيس لجنة  القدس، على مشاريع وبرامج ذات وقع مباشر وملموس على حياة المقدسيين في المجالات الاجتماعية ذات الأولوية.
ومن المؤكد أن مختلف هذه الجهود الدبلوماسية والميدانية تعزز دور المملكة النشيط والفاعل  بخصوص  النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، سعيا منها إلى تحقيق  سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين.

اقرأ أيضا

مدونة الأخلاقيات لمجلس المستشارين، تجسيد لالتزام المجلس بتخليق الحياة السياسية والبرلمانية (بلاغ)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 10:15

أكد مجلس المستشارين أن” مدونة الأخلاقيات” التي صادق عليها ،يوم الإثنين، رؤساء الفرق ومن ينوب عنهم، ومنسقو المجموعات البرلمانية بالمجلس، هي تجسيد لالتزام بتخليق الحياة السياسية والبرلمانية، وترجمة لمضمون وروح الرسالة الملكية السامية، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى أعضاء مجلسي البرلمان بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لقيامه.

الصويرة .. الجهة يجب أن تكون محورا أساسيا في جميع استراتيجيات التنمية (السيد بركة)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 9:41

أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أمس الثلاثاء بالصويرة، أن الجهة يجب أن تكون “نقطة البداية والنهاية” ومحورا أساسيا في جميع الاستراتيجيات التنموية.

تسليط الضوء بالصويرة على الإستراتيجيات الرامية إلى تعزيز التنمية الجهوية

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 9:24

شكلت الإستراتيجيات التي يتم تنزيلها لتعزيز التنمية الجهوية بالمغرب محور نقاش، اليوم الثلاثاء بالصويرة، خلال ندوة عقدت في إطار لقاء “يوم المستثمر”.