آخر الأخبار
“من ديوان عباس الجراري” .. إصدار للأستاذ محمد احميدة يقدم عميد الأدب المغربي شاعرا ويبسط ملامح من تجربته الشعرية التي تضيء جانبا آخر من اهتماماته

“من ديوان عباس الجراري” .. إصدار للأستاذ محمد احميدة يقدم عميد الأدب المغربي شاعرا ويبسط ملامح من تجربته الشعرية التي تضيء جانبا آخر من اهتماماته

الأربعاء, 24 مايو, 2017 - 12:22

 (تقديم : إدريس اكديرة)

 

    الرباط  –  صدر، حديثا، عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الجزء الأول من كتاب “من ديوان عباس الجراري” من إعداد وتقديم الأستاذ محمد احميدة، يعرف بعميد الأدب المغربي عباس الجراري شاعرا، باعتباره الجانب الذي لا يعرفه الكثيرون ممن يتتبعون إنتاجه الفكري والأدبي، ويبسط ملامح من تجربته الشعرية التي تضيء جانبا آخر من اهتماماته.

    وسجل الأستاذ محمد احميدة، الباحث المتخصص في الأدب المغربي، في تقديمه لهذا الإصدار، الذي جاء في 185 صفحة من القطع المتوسط، أن الكثيرين يعرفون فقط الأستاذ عباس الجراري “صاحب أبحاث أكاديمية في حقل الدراسات الأدبية المغربية، ودارسا باحثا في الأدب العربي والفكر الإسلامي، عاشقا لأدب الملحون، لكن الجراري الشاعر بقي في الظل، لا يعرفه إلا القلة ممن جالسوه في ناديه الأدبي، أو أتيحت لهم فرصة الاستماع إلى قصيده، حينما يتوسل بالشعر في بعض المناسبات، مساجلا أو مغازلا أو راثيا عزيزا …”.

    وأكد الأستاذ احميدة أن اهتمام الأستاذ عباس الجراري بالشعر “شكل أرضية ملائمة تسعفه على نظم القريض، وما كان لتسعفه العبارة الشعرية لولا وجود ذلك الاستعداد الفطري الذي يسمح بانبثاق الرغبة في التعبير شعرا عما لا يستطيع المنثور من الكلام استيعابه”.

    وبعد أن ذكر معد الكتاب بأن الأستاذ عباس الجراري الشاعر نشر أولى قصائده في سنوات الستين من القرن العشرين في مجلة “دعوة الحق” بعنوان “أصحيح مات حبي ؟”، أكد أن غياب اسم عباس الجراري عن المشهد الشعري يرجع إلى كونه لم يكن يرغب في الاصطفاف مع الشعراء وكفأ، تواضعا، منبريا بالأساس إلى البحث الأكاديمي”.

    وأضاف أن الشاعر الجراري لم يكن محتفلا بالقول الشعري، ولم يتخذه مطية لتحقيق مآرب، ولكن في نفس الآن لا يخفي أن الدفق الشعري يأتيه طوعا ولا يعنو له نضبا.

    وسجل الأستاذ احميدة أن غياب الإنتاج الشعري لعميد الأدب المغربي “ناتج عن عدم قيام الشاعر الجراري بنشر دواوينه”، وذلك “على الرغم من أنه في العديد من المناسبات التي كان الجراري ينشد فيها أشعاره، وبعضها كان يتم في مجالسه الأدبية التي تنعقد كل يوم جمعة، كان بعض من جلاسه من الأدباء يحثه على نشر هذه الأشعار، غير أن الأمر لم يتحقق”.

    وأبرز الأستاذ محمد احميدة أن الهدف من وراء هذا الإصدار، الذي سيصدر قريبا الجزء الثاني منه والموسوم ب”مساجلات”، هو “الالتفات إلى هذا الجانب من الكتابة الجرارية، نلقي عليها الضوء، ونكشف عن جانب لا يعرفه الكثيرون عن مفكر وأكاديمي أصيل، أغنت دراساته وأعماله الفكرية الساحة المغربية والعربية والإسلامية”.

    وأضاف، في هذا السياق، أن “تناول شعر الجراري، حينما يصدر ضمن ديوان، يسمح بإلقاء الضوء على جانب مغمور، تسعف دراسته في استكمال ملامح الشخصية الأدبية والفكرية لعميد الأدب المغربي، خاصة وأن شعره يتيح للدارس مداخل متعددة لتناوله وبمناهج متباينة”.

    ويضم الجزء الأول من ديوان الشاعر عباس الجراري مقتطفات من أشعاره التي قالها في زوجته الأستاذة حميدة الصايغ، والتي وضعها تحت عنوان “أشواق”، ثم مقتطفات من أشعاره إلى أولاده وسم أضمومتها ب”مع حبي ورضاي”، ليختم هذا الجزء بمقتطفات من إخوانياته، وسيفرد بعد ذلك جزءا ثانيا خصصه للمساجلات التي دارت بينه وبين بعض الشعراء.

    ومن بين القصائد التي تضمنها هذا الديوان هناك، في محور “أشواق”، قصيدة “أهذا هو الحب ؟”، و”غياب وشوق”، و”أسائل حيها”، و”أحميدتي”، و”الحب دائي والدواء”، و”ليت المسافة تطوى”، و”صباح الخير من ورزازات”، والدهر أعياد معك” وغيرها كثير.

    وفي المحور الثاني الموسوم ب”مع حبي ورضاي” هناك قصائد “علا ابنتي”، و”عيد ألوف”، و”إلى ولدي الحبيب”، و”إلى ابنتي الحبيبة ألوف”، و”قبلة تهنئة لنور”.

    وتضمنت مقتطفات شعره في غرض “الإخوانيات” عدة قصائد منها “يا سيدي وهتاف الحب”، و”وافت هدية سيدي”، و”أفاطم أهلا”، و”نجم الموسم”، و”نفثة مكلوم”، “حي الأحبة”، و”أانساه”، و”عجزت عن التعبير” في تكريم الشاعرة سميرة فرجي (فاس مارس 2017)، وقصيدة نظمها في تأبين الفقيه محمد بن عبد الله الروداني كوثر (أحد أعلام سوس).

    وقد سجل الأستاذ احميدة أن هذا المجموع الشعري “لا يشكل سوى جزء من أشعار الجراري، وليست أعماله الشعرية برمتها، وبالتالي فإن ما يمكن أن يخلص إليه الباحث من نتائج لن تكون سوى استنتاجات جزئية وأولية”، مؤكدا أن الديوان “يدل على أن الكتابة الشعرية لم تكن غائبة عن اهتمامات عميد الأدب المغربي منذ البدايات وأنه كان يفسح لأحاسيسه وعواطفه ليأخذ التعبير عنها قالبا شعريا، كما أن النظر إلى المدى الزمني الذي تتحرك فيه أشعار الشاعر تدل على أن عباس الجراري قد تفتقت قريحته الشعرية منذ زمن بعيد، فما بأيدينا (الديوان) يسجل نشاطا شعريا يمتد على مدى نصف قرن ونيف”.

    وسجل الأستاذ احميدة أن “الفترة الزمنية التي تمتد ما بين سنوات الستين من القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، والتي تؤطر الإنتاج الشعري الذي وقفنا عليه، لا تشكل سلسلة متماسكة من البداية إلى النهاية، تسهم في رسم خط واضح للتطور الشعري عند عباس الجراري، فعبر الامتداد الزمني هناك فراغات وثغرات تمتد أحيانا لتغطي سنوات عديدة”، متسائلا، في هذا الصدد، “هل يمكن القول إن الشاعر الجراري لم يكن مواظبا على كتابة الشعر، وأن هذه الكتابة كانت تدخل بين الحين والآخر مرحلة كمون ؟”.

    وللأستاذ عباس الجراري، المزداد بمدينة الرباط سنة 1937، إضافة إلى تدويناته الشعرية، مؤلفات وبحوث عديدة تتناول التراث العربي والفكر الإسلامي وقضايا ثقافية مختلفة، منها، على الخصوص، “الحرية والأدب”، و”الثقافة في معركة التغيير”، و”موشحات مغربية”، و”ثقافة الصحراء” وغيره كثير …

    والأستاذ محمد احميدة، معد الديوان، من مواليد مدينة الرباط سنة 1948، حاصل على دكتوراه الدولة في الأدب العربي (تخصص الأدب المغربي) من كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وعمل أستاذا زائرا في هذه الكلية خلال سنتي 1984 و1985، وأستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة من سنة 1987 إلى دجنبر 2013.

    والأستاذ محمد احميدة رئيس مجموعة البحث في الأدب المغربي بكلية الآداب بالقنيطرة، وعضو مؤسس لمجموعة البحث “أرخبيل” بنفس الكلية، وعضو لجنة نشر الأعمال العلمية بها، وشارك في العديد من اللجن العلمية لفحص ومناقشة الأطروحات في عدة جامعات مغربية، وعين مديرا لمجلة “المناهل” التي تصدرها وزارة الشؤون الثقافية من سنة 1994 إلى 1998، وهو عضو النادي الجراري بالرباط منذ سنة 1983 إلى اليوم، وعضو لجنة جائزة عبد الله الجراري في الفكر والأدب.

    ومن بين مؤلفاته المنشورة “من الأدب المغربي على عهد الحماية .. محمد بوجندار الشاعر والكاتب” (1993)، و”الكتابة الإصلاحية بالمغرب خلال القرن التاسع عشر .. قضاياها وخصائصها الفنية” (2002)، و”دراسات في الأدب العربي بالمغرب الحديث” في جزأين (2009 و2011)، و”محمد بن الحسين .. الشاعر الذي أحب وطنه” (2013).

 

اقرأ أيضا

مجلس المنافسة: مركز النقديات يلتزم بتحسين الأداء التنافسي لسوق الأداء الإلكتروني بالبطاقة

الجمعة, 27 سبتمبر, 2024 في 22:37

أعلن مجلس المنافسة عن اقتراح كل من مركز النقديات والأبناك التسعة المساهمة فيه تعهدات تروم تحسين تنافسية سوق الأداء بأجهزة الأداء الإلكتروني (TPE) والأداء عبر الإنترنيت بالبطاقة البنكية (PEL).

الدوري الملكي المغربي للقفز على الحواجز (محطة الرباط).. الفارس السعودي رمزي الدوهامي يفوز بجائزة المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة

الجمعة, 27 سبتمبر, 2024 في 22:15

فاز الفارس السعودي رمزي الدوهامي، ممتطيا الفرس “أنتوشابل 32″، اليوم الجمعة، بجائزة المرحومة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا آمنة، ضمن الجائزة الكبرى للمحطة الثانية من الدورة الـ 13 للدوري الملكي المغربي الدولي للقفز على الحواجز، المنظمة بالمركب الملكي للفروسية والتبوريدة دار السلام بالرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

البرلمان التونسي يصادق على مقترح قانون يجرد المحكمة الإدارية من اختصاصات البت في المنازعات الانتخابية

الجمعة, 27 سبتمبر, 2024 في 19:03

صادق مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي ،اليوم الجمعة في جلسة عامة في إطار دورة استثنائية، على مقترح قانون متعلق بالانتخابات والاستفتاء قدمه عدد من النواب، يروم بالأساس تجريد المحكمة الإدارية من اختصاصات البت في المنازعات الانتخابية ونقلها إلى محكمة الاستئناف .

MAP LIVE

أخبار آخر الساعة

MAP TV

الأكثر شعبية