المغرب- كوت ديفوار.. التقاء الرؤى الاقتصادية والاستراتيجية لفائدة رخاء مشترك (سفير)

المغرب- كوت ديفوار.. التقاء الرؤى الاقتصادية والاستراتيجية لفائدة رخاء مشترك (سفير)

السبت, 25 فبراير, 2017 - 12:16

  (أجرى الحديث  .. سمير لطفي)

    أبيدجان – قال سفير صاحب الجلالة بكوت ديفوار، السيد عبد المالك الكتاني، إن المغرب وكوت ديفوار يتقاسمان رؤى اقتصادية واستراتيجية متطابقة، بما يسمح لهما بإرساء نموذج ناجح للشراكة والتطلع لتحقيق رخاء مشترك.

    وأضاف السيد الكتاني، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الالتزام المشترك، إلى جانب الإرث التاريخي المأثور عن مؤسسي البلدين، المغفور لهما الملك الحسن الثاني وفيليكس هوفويت بوانيي، هو ما يجعل المغرب وكوت ديفوار يشكلان منصتين اقتصاديتين فريدتين كل في منطقته، ويغذيان معا نموذجا حقيقيا للشراكة جنوب- جنوب مفيدا للجانبين.

    ومن هذا المنطلق، اعتبر الدبلوماسي المغربي أنه من الطبيعي تماما أن يعمل البلدان معا لتعزيز هذه العلاقات العريقة التي تجمع بينهما، وفقا للإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس جمهورية كوت ديفوار، الحسن واتارا.

    وبعد إعطاء لمحة تاريخية مفصلة عن العلاقات الثنائية التي يعود تاريخها إلى 16 غشت 1962 ، وهو تاريخ إقامة المغرب وكوت ديفوار رسميا لعلاقات ديبلوماسية بينهما، سجل السيد الكتاني أن هذه الروابط العميقة لم تفتأ تتقوى وتتنامى مع زخم إضافي منذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين.

    ولاحظ أن هذه الروح التضامنية بين البلدين استمرت حتى خلال فترات الأزمات، حيث استفادت كوت ديفوار من دعم كبير على مستوى إفريقيا، من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسجلا أنه من جانب كوت ديفوار، عمل الرئيس الحسن واتارا أيضا منذ تنصيبه على توطيد هذه الروابط المتميزة مع المملكة.

    وقال السيد الكتاني إن الطموح الشرعي للسيد واتارا، الذي يريد أن يجعل ولايته فترة ازدهار اقتصادي لبلاده، يلتقي تماما مع إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس العمل للارتقاء بالمغرب وجعله بلدا متقدما اقتصاديا وملتزما على نحو كامل بتنمية القارة الأفريقية.

    وتابع الدبلوماسي المغربي أن كوت ديفوار هي أيضا من بين الدول التي دعمت بفاعلية طلب المغرب المشروع للعودة إلى الاتحاد الإفريقي، مسجلا أن هذه العودة من بابها الواسع تبشر بمزيد من التعاون .

    وأشار الدبلوماسي، في هذا الصدد، إلى أن الإطار القانوني الذي يحكم العلاقات بين البلدين قوي بحوالي 111 من اتفاقيات ومعاهدات وبروتوكولات تم توقيعها انطلاقا من بداية السبعينيات إلى الوقت الحاضر، مذكرا بأن هذه السنوات الأخيرة تميزت بالزيارات التي قام بها جلالة الملك لكوت ديفوار، والتنظيم الناجح للمعرضين الاقتصاديين اللذين استضافا المستثمرين، ورافقهما توقيع سلسلة من الاتفاقات، من بينها 26 اتفاقية شراكة بأبيدجان في 2014 و16 اتفاقية بمراكش في 2015 .

    وأضاف أن الزيارة الأخيرة لجلالة الملك (أواخر ماي وأوائل يونيو 2015) تميزت أيضا بعقد الاجتماع الأول لمجموعة الدفع الاقتصادي المغربي-الإيفواري والتوقيع على 26 اتفاقية شراكة.

    واعتبر السيد الكتاني أنه على الرغم من أن العلاقات الثنائية ممتازة، فإنه يتعين مضاعفة الجهود لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وكوت ديفوار، حاثا المستثمرين بالبلدين على المساهمة بشكل كامل في تعزيز هذه الإرادة السياسية والاقتصادية، واغتنام الفرص الهامة التي يزخر بها البلدان.

    ولفت الدبلوماسي المغربي الانتباه إلى أن مجال المبادلات الثنائية بالأرقام سجل ارتفاع الصادرات المغربية إلى 1.9 مليار درهم في عام 2015 مقابل 112 مليون درهم عند الاستيراد، بفائض تجاري لفائدة المغرب تصل قيمته إلى 1.8 مليار درهم، مذكرا بأن المغرب كان في 2015 المستثمر الأول في كوت ديفوار.

    وعبر السفير عن ثقته بأنها ليست سوى البداية، وأن المزيد من المقاولات ستعمل على الاستفادة مستقبلا من الإمكانات الهائلة لكلا الجانبين، وكذا الانخراط بعزم في هذه الدينامية الواعدة.

    وعلى هذا الصعيد، جدد التزام سفارة المغرب في أبيدجان بالمواكبة المستمرة للمستثمرين الراغبين في استكشاف فرص الأعمال في كلا البلدين، وقال إن “هدفنا المشترك يتمثل في تشجيع النمو وتعزيز العلاقات المغربية- الإيفوارية، وخاصة في المجال الاقتصادي”.

    وبعد استعراض عدد من القطاعات التي تشتغل ضمنها المقاولات المغربية من مالية وخدمات مصرفية وتأمين وتكنولوجيا معلومات واتصالات وخدمات لوجستية وبناء وأشغال عمومية، أشار السيد الكتاني إلى أن المقاربة المغربية لتنمية العلاقات الاجتماعية والاقتصادية تهدف إلى جعل التنمية محور التعاون مع كوت ديفوار، وجعل الشراكة ضمن منطق رابح- رابح مرتكز النهوض بهذه العلاقات.

    وأبرز الدبلوماسي المغربي أيضا التبادل القائم بين الرباط وأبيدجان على المستوى الاجتماعي والثقافي، مستعرضا على سبيل المثال لا الحصر دورات التدريب والتأهيل المنظمة بالمغرب لفائدة الطلاب والأطر الإيفواريين.

    وفي ما يتعلق بالمجال الديني، لفت السيد الكتاني الانتباه إلى الدينامية التي شهدتها السنوات الثلاث الماضية، خاصة مع إقرار إطار قانوني للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية بين المغرب وكوت ديفوار في 20 يناير 2015.

    وهكذا، فإن المغرب، ومن خلال نموذجه الديني الفريد، يستقبل منذ مارس 2015 أفواجا من الأئمة الإيفواريين لمواصلة تكوينهم بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.

    وفي إشارته إلى جولات جلالة الملك بالقارة الإفريقية، قال السيد الكتاني إن حكمة وتبصر جلالة الملك جعلت من المغرب في ظرف سنوات وجيزة، دولة رائدة في القارة والمنطقة، مسجلا أن هذه الجولات ساهمت بشكل كبير في تعميق العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف للمملكة مع أشقائها الأفارقة، في سياق تحولها إلى فاعل رئيسي لا محيد عنه لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للقارة.

    وأضاف السفير أن زيارة جلالة الملك لكوت ديفوار لا يمكن إلا أن تضخ دينامية إيجابية إضافية لتعاون ثنائي متنوع ونموذجي ومنخرط بشكل حاسم في مسار تحكمه الاستمرارية.

اقرأ أيضا

أولمبياد باريس 2024/كرة القدم-رجال (الجولة الثانية).. المغرب ينهزم أمام أوكرانيا (1-2)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 18:22

انهزم المنتخب الوطني المغربي الأولمبي أمام نظيره الأوكراني بنتيجة (1-2)، في اللقاء الذي جمع بينهما، اليوم السبت على أرضية ملعب جيوفروي غيشار بمدينة سانت إتيان، ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثانية في إطار منافسات كرة القدم (رجال) برسم الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

أولمبياد باريس.. الوفد الرياضي المغربي عازم على تحقيق مشاركة متميزة (السيد بنموسى)

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:17

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، اليوم السبت بباريس، أن الوفد الرياضي المغربي في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 معبأ وعازم على تحقيق مشاركة متميزة خلال الألعاب الأولمبية 2024.

الداخلة تعيش على إيقاع الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية

السبت, 27 يوليو, 2024 في 17:11

انطلقت مساء أمس الجمعة بالداخلة، فعاليات الدورة ال16 للمهرجان الوطني للأغنية الحسانية، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة لذكرى عيد العرش المجيد.