مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا أبرز ما طبع الحياة العامة في الاوروغواي خلال العام 2013

(بقلم :عبد المجيد شهبون)
مونتيفيديو – شكل موضوع مصادقة مجلس النواب في مونتيفيديو على مشروع تقنين استهلاك الماريخوانا والذي خلف انتقادات في الداخل والخارج أبرز الأحداث التي طبعت سنة 2013 في الأوروغواي.

وخلفت المصادقة على المشروع في يوليوز الماضي والذي يوجد في مرحلته الأخيرة بعد أن تم عرضه حاليا على أنظار لجنة الصحة بمجلس الشيوخ تمهيدا للمصادقة عليه عند متم دجنبر الجاري سلسلة انتقادات ضد هذه الخطوة التي أقدمت عليها الجبهة الموسعة (ائتلاف اليسار الحاكم).

وينص المشروع على أن تتولى وكالة رسمية مراقبة جميع مراحل زراعة وبيع واستهلاك الماريخوانا. كما ينص على بيع الماريخوانا في الصيدليات، ما أثار مخاوف الصيدلانيين والكميائيين من أن تتحول بذلك الصيدليات إلى “أكشاك” مفتوحة أمام الممنوعات بسبب انعدام آليات الرقابة وتراجع ضمانات جودة الدواء والمستخلصات الكيميائية.

كما أن المشروع الذي أعد من أجل قطع الطريق على أباطرة تهريب المخدرات وتوفير استهلاك الماريخوانا للمدمنين المرضى، لم يلق ترحيبا من قبل الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، التابعة للأمم المتحدة التي حذرت في مناسبات عديدة من مخاطر تفعيله، مقرة بأن أهدافه ليست طبية.

ولم تقتنع المنظمة بحجة وضع حد للجريمة المنظمة للترخيص باستهلاك الماريخوانا ودعت الأوروغواي مجددا لاستئناف الحوار مع اللجنة الأممية في أسرع وقت بخصوص هذا المشروع لأنه يتعارض شكلا ومضمونا مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة المخدرات والمصادق عليها من قبل 186 بلدا بينها الأوروغواي.

كما تميز العام الحالي بهذا البلد بالإضرابات المتتالية التي خاضتها طيلة السنة مختلف القطاعات للمطالبة بالزيادة في الأجور وشملت هذه الإضرابات قطاع التعليم الذي عرف توقفات مستمرة ومتقطعة لأزيد من شهرين ونيف للمطالبة بالزيادة في الأجور، والإصرار على إعادة النظر في المنظومة التعليمية التي كانت سببا مباشرا في ارتفاع نسب التكرار والهدر المدرسي الذي ارتفع منسوبه بدرجات مقلقة، حيث أقر بشأنها نائب رئيس الحكومة، دانيلو أستوري، أن “التعليم في الأوروغواي أصبح مملا وبعيدا عن المشاريع الوطنية مساهما في محدودية القدرة على الاستيعاب والتحصيل لدى التلاميذ”.

وأكد في الآن ذاته أنه لا يمكن التخطيط للجودة في ظل غياب منظومة تعليمية ملائمة وجذابة، داعيا في هذا الصدد إلى نهج سياسة تعليمية وطنية تتضافر فيها جهود الجميع بشكل عاجل للخروج من الوضعية التي آل إليها التعليم في السنين الأخيرة بسبب انعدام مخططات مجدية وضعف البنيات التحتية وقلة الموارد البشرية المؤهلة.

وشكلت أيضا المناوشات بين الأوروغواي والأرجنتين أو ما يعرف ب “حرب البلاغات” بين البلدين للنقد والنقد المضاد كان آخرها قرار الأوروغواي بالزيادة من إنتاج عجين الورق إلى 1.2 مليون طن سنويا وهو القرار الذي قوبل بالرفض لما يتسبب في تلوث نهر الأوروغواي الفاصل بين البلدين.

وبعد أن توترت المواقف هددت سلطات بوينوس أيريس باللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في هذا النزاع الذي اتسعت رقعته ودفعها لمنع المصدرين الأرجنتينيين شحن صادراتهم انطلاقا من موانئ بلدان السوق المشتركة لبلدان جنوب أمريكا اللاتينية (ميركسور) التي لا تربطها بها اتفاقية للشحن، كما هو الحال بالنسبة لميناء مونتفيديو الذي يشتغل بقوانين مشابهة نظرا للجوار والقرب الجغرافي؛ مما تسبب في تدهور النشاط التجاري بهذا المرفأ حيث انخفض بنسبة 70 في المائة وتعالت الأصوات لاستئناف المفاوضات بين البلدين.

وبلغت تداعيات الأزمة القطاع السياحي الذي يتوقف نشاطه على السياح الأرجنتينيين الذين يشكلون أكبر نسبة من الوافدين على منتجعات البلاد، وحتى لا تضيع هذه السوق من القطاع السياحي الذي يمثل 5ر6 في المائة من الناتج الداخلي الخام للبلاد، قامت جمعية أرباب الفنادق والمطاعم بالأوروغواي بالعديد من الاتصالات لدى وكالات الأسفار الأرجنتينية لعرض منتجاتها السياحية بأسعار وشروط تحفيزية خلال فصل الصيف.