انفجار بيروت …تنديد الأوساط السياسية والدينية وتخوف من عودة مسلسل الاغتيالات السياسية إلى لبنان

انفجار بيروت …تنديد الأوساط السياسية والدينية وتخوف من عودة مسلسل الاغتيالات السياسية إلى لبنان

الجمعة, 27 ديسمبر, 2013 - 15:25

(من المراسل الدائم للوكالة ببيروت عبد الله البشواري)

بيروت – أجمعت جل التصريحات الصادرة عن الأوساط السياسية بلبنان عقب الانفجار الذي استهدف اليوم الاثنين وسط بيروت وأودى بحياة خمسة أشخاص منهم وزير المالية الأسبق محمد شطح، على “تجريم” العمل ووضعه في خانة “الإرهاب الأعمى”، مبدية تخوفها من عودة مسلسل “الاغتيالات السياسية” إلى هذا البلد.
وقد استهدف الانفجار، الناجم عن سيارة مفخخة بالقرب من المكان الذي شهد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، موكبا لمسؤولين من تيار المستقبل كانوا متوجهين إلى اجتماع لقوى 14 آذار/ مارس (المعارضة) ب”بيت الوسط”.

وتكمن خطورة هذا الانفجار، حسب المتتبعين، في كونه استهدف منطقة تجارية وسياحية وسط بيروت تعج، عادة في مثل هذا الوقت من النهار بالحياة، كما أن المنطقة تضم مختلف المباني الإدارية والمؤسسات الدولية وعددا كبيرا من الأبناك، ويرتادها السياسيون كثيرا.

وندد الرئيس سليمان باغتيال محمد شطح “الشخصية الحوارية المعتدلة”، واصفا هذا الانفجار ب”العمل الجبان”، داعيا اللبنانيين، “قيادات ورأيا عاما، إلى التضامن والتكاتف والمساعدة في تشكيل حكومة جديدة تتولى مسؤولياتها الوطنية في هذه المرحلة”، مشيرا إلى أن “استمرار الوضع على ما هو عليه يضع الجميع أمام مسؤولياتهم وأمام التاريخ الذي لا يرحم”.

وأدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “اغتيال الوزير السابق محمد شطح الشخصية السياسية والأكاديمية المعتدلة والراقية”، مضيفا أن الراحل ” آمن بالحوار ولغة العقل والمنطق وحق الاختلاف في الرأي”، ومعتبرا أن “أعمال العنف والقتل لا توصل إلا إلى المزيد من المآسي والخراب والأضرار بالوطن”.

أما تمام سلام المكلف بتشكيل الحكومة فقد اعتبر أن مقتل محمد شطح “بيد الغدر التي امتدت إليه في قلب بيروت”، هو “استعادة لمشهد الاغتيالات السياسية التي عانت منها البلاد في الأعوام الماضية”.

ووصف هذا الانفجار، الذي لم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عنه، بالعمل “الإرهابي” الذي يروم ضرب الاستقرار وإيقاع الفتنة بين اللبنانيين وهو ما يستدعي أقصى درجات الوحدة الوطنية”.

وتابع أن “اغتيال محمد شطح والضحايا الأبرياء الآخرين هو فاجعة وطنية كبيرة، وهو دليل على أن لبنان مازال هدفا للمؤامرة التي ترمي إلى إيقاع الفتنة بين أبنائه وهز أسس الاستقرار والأمان والوحدة الوطنية فيه”.

وقال إن “منفذي الجريمة” استفادوا “من هشاشة الوضع الأمني ومن الشلل السياسي الناتج عن الانقسام العميق في البلاد”، داعيا إلى “تفعيل المؤسسات السياسية الدستورية من خلال تشكيل حكومة المصلحة الوطنية التي تتصدى لاحتياجات البلاد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بعيدا عن الصراع السياسي المستفحل، بما يسمح بعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان والمنطقة”.

وعن “تيار المستقبل”، الذي ينتمي إليه شطح، صدر بيان “شديد اللهجة”، أكد فيه سعد الحريري أن اغتيال مستشاره محمد شطح “رسالة إرهابية جديدة لنا، نحن أحرار لبنان في تيار المستقبل وقوى 14 آذار/مارس”.

وأضاف أن من يقف وراء العمل “إرهابيون وقتلة ومجرمون يتوسلون التفجير والسيارات المفخخة وكل أدوات الحقد والكراهية لاصطياد أحرار لبنان واحدا تلو الآخر…إرهابيون وقتلة ومجرمون يواصلون قتلنا أمام بيوتنا ومكاتبنا وفي مدننا وساحاتنا وشوارعنا، كما قتلوا رفيق الحريري”.

ولا يخفي “الموقعون على الرسالة”، حسب البيان، “بصماتهم”، مبرزا أنهم “لن يتوقفوا عن سلوك طريق الأجرام والإصرار على جر لبنان إلى هاوية الفتنة، طالما هناك من يغطي هذه الجرائم ويطالب بدفن الرؤوس في الرمال، ويبرر انتشار السلاح وقيام التنظيمات المسلحة على حساب الدولة ومؤسساتها”.

أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فقال إن “الإرهاب يضرب من جديد لبنان ومستقبل لبنان، وليس (تيار المستقبل) فحسب، عبر جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، في الوقت الذي تضاعفت فيه الجهود السياسية المبذولة من أجل التوصل إلى تشكيل الحكومة”.

واضاف بري أن هذه الجريمة تعتبر “حلقة في سلسلة، يبدو أنها طويلة، لتحويل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات ومحاولة إيقاع الفتنة بين طوائفه ومذاهبه”.
من جهتهم، استنكر رجال الدين ورؤساء الأحزاب هذا العمل، الذي صادف الاحتفالات بأعياد الميلاد وتوديع 2013 التي عرفت انفجارات أودت بحياة عدد كبير من الضحايا بالضاحية الجنوبية لبيروت (الرويس وبير العبد ..) أو طرابلس (مسجدي السلام والتقوى) وآخرها الانفجار الذي استهدف السفارة الإيرانية ببيروت.

وفي هذا السياق، وصف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني هذا الاغتيال بأنه “إعلان إجرامي عن بداية تفجير لبنان”، مؤكدا في بيان، أن “التفجير يعزز المخاوف الكبيرة من سقوط لبنان المريع في حمى القتل والتدمير في المنطقة العربية”.

أما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فندد “بكل أساليب القتل والإرهاب والعنف التي تطال حياة الشخصيات الوطنية والأبرياء”، داعيا إلى “رفع الصلوات في هذه الأعياد المباركة”.

وخلف الحادث كذلك نحو 70 جريحا وأضرارا في المباني المجاورة والسيارات التي كانت مركونة بالقرب من مكان الانفجار.

 

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.