أصوات روائية مغربية تعرض تجاربها الإبداعية في المقهى الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

أصوات روائية مغربية تعرض تجاربها الإبداعية في المقهى الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب

الثلاثاء, 31 يناير, 2017 - 13:44

( نورالدين الزويني)

القاهرة – شكلت تجربة الإنتاج السردي والروائي في المغرب موضوع لقاء أقيم ،عشية أمس الإثنين، بالمقهى الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ،الذي يستضيف هذه السنة في دورته ال 48 الممكلة المغربية ك” ضيف شرف”.

 وتم خلال اللقاء الوقوف على ملامح من التجربة الروائية بالمغرب من خلال شهادات لثلاثة أصوات روائية مغربية، هم مبارك ربيع ، وعائشة البصري ،وطارق بكاري .

وفي هذا الإطار، تحدث مبارك ربيع لرواد المقهى الثقافي لمعرض القاهرة ، من مفكرين ومبدعين ونقاد وأكاديميين ومهتمين وإعلاميين، عن الرواية والروائي من خلال تجربته الشخصية ،حيث أكد أن الرواية هي ” أم الإبداع العربي ” لكونها تستطيع أن تستوعب كل أشكال الكتابة الأخرى “بأسلوب علمي مباشر” ولارتباطها  بالواقع، ولا تخلو من أطروحة فكرية لدى الروائي الذي يطرح هذه الرؤية بشكل روائي .

  هناك دائما مسألتان حاسمتان يقول مبارك ربيع، بالنسبة إليه كروائي ، وهما “لحظة البداية” في العمل الروائي ، و” لحظة التنامي الروائي ” مع التقدم في كتابة هذا العمل الروائي ونضجها ، ومع “هجوم الأفكار والشخصيات”، ومن ثمة فإنه ليس هناك أي معيار موضوعي في اختيار البداية والمسار الفني لأحداث العمل الروائي والشخصيات خارج الحدس والتقدير الفني.

ويرى مبارك ربيع أن الرواية وإن كانت مظهرا من مظاهر الحرية بالنسبة للروائي ،الذي يتحرر أثناء كتابة روايته من أية ضغوط داخلية وخارجية ، إلا أن هذه الحرية ليست مطلقة في ما يتعلق بمسار الأحداث والشخصيات . إن الرواية بالنسبة له تنحو منحى عدم اليقين وعدم الحسم في المواقف، وترك الباب مفتوحا بما يجعل من القارئ مؤلفا ثانيا يشترك في العمل الروائي. فالرواية “ليس من الضروري أن تقدم أجوبة ” ، والروائي يجب أن تكون له القدرة على خلق التفاعل لدى القارئ مع العمل الروائي.

وقال كذلك إن مفهو م “الصفة الأدبية” لدى الروائي يقتضي أن يكون الأديب المبدع ك “الصانع” له حضور واع وليس حضور شارد أثناء كتابة العمل الروائي، ودرجة “التوتر الإنفعالي ” لديه لا يجب أن تتجاوز حدا معينا حتى لا يحترق، كما لايجب أن تنزل عن حد معين حتى لا ينطفئ .

  وأكد من جهة أخرى، أن تقييم القراء وإعجابهم بالعمل الروائي ليس دائما بنفس الدرجة التي يتوقعها صاحب هذ العمل الروائي،فالقارئ أو الناقد قد لا يكون له إعجاب بعمل روائي يكون هو المفضل بالنسبة للروائي من بين سائر أعماله الروائية ،كما حدث هذا بالنسبة له مع رواية ” أيام جبلية “.

وبخصوص سؤال حول روايته ” حب فبراير “، وعما إذا كان قد توقع في هذا الرواية حدوث بما يسمى ب”الربيع العربي “، نفي مبارك ربيع ذلك، وقال إن منحى التوقع لدى الروائي ” لا أراه مفيدا للأدب ” لأن الأدب بالدرجة الأولى هو انتاج يرمي إلى تحقيق المتعة الأدبية والرواية لها طابع أدبي ولا تقدم توقعات .

وفي سياق المشوار  الطويل لمبارك ربيع في مجال الإنتاج الروائي ، أعلن عن وجود مشروع روائي جديد له لم يجد له بعد ” لحظة البداية”، حيث قال في ختام شهادته ، ” هناك مشروع في ذهني لم أكتبه، ولم أعثر بعد على مدخل له رغم أن أفكاره جاهزة . منذ سنوات لم أجد مدخلا له “.

 وتركز النقاش مع الروائي طارق بكاري بصفة خاصة حول  روايته ” نوميديا ” التي كانت أول عمل روائي له ، وحققت شهرة كبيرة ، حيث تركزت تساؤلات الحاضرين بالخصوص على قضية الهوية و”الرؤية السوداوية ” والمرأة والجنس في الرواية.

وقال بكاري إن النجاح الذي حققته الرواية كان نابعا من حرصه على أن تكون أول تجربة روائية له تجرية قوية في ظل “طوفان الأعمال الروائية ” المقدمة الآن، وكذا على أن تحمل هذه التجربة أفكارا جديدة.

وأضاف أن الرهان في هذه الرواية كان متعددا ومتشعبا ، حيث تطرح كل شخصية من شخصياتها قضايا وأفكارا معينة ، والبطل فيها إنسان يعيش حالة تمزق وضياع ، ومن هنا فإن “الرؤية السوداوية ” في الراوية جاءت من كونها تنقل واقعا اجتماعيا بشكل أمين .

وقال الكاتب بخصوص ما طرحه بعض النقاد والقراء من أن في الرواية محاولة ل” ترميم الهوية الأمازيغية “، إن “في هذا الكلام كثيرا من الصحة” ،غير أن الأمر ليس انتصارا للهوية الأمازيغية على حساب هوية أخرى، وإنما كانت الرواية مناسبة للحديث عن الجماليات المضيئة في الثقافة الأمازيغية ومحاولة “رد الاعتبار لهذا الموروث الذي هو في أغلبه شفوي مهدد بالانقراض ” .

وأشار في هذا الصدد، إلى أن بطل الرواية محايد يدين صراع الهويات وينتصر للإنسان وللإنسانية .

كما تناول النقاش حول رواية طارق بكاري قضية المرأة فيها، وخاصة ” نوميديا” التي قال إنها مثلت “المآل والخلاص المنشود ” في الرواية، والتي ” استحقت أن نسمي الرواية باسمها “. كما تناولت الرواية – بحسب الكاتب – من خلال وجود امرأة  أوربية في الرواية وارتباطها بالبطل قضية العلاقات بين الغرب والمشرق والنظرة الغربية إلى هذا المشرق.

وقال من جهة أخرى، إن رواية ” نوميديا”  تطرح كذلك قضية المثقف من خلال شخصية مصطفى الذي يلقى حتفه في تفجيرات إرهابية ،والصدام السياسي للمثقفين وخاصة اليساريين مع الحركة الإسلامية، وقضية الانتهازية السياسية.

وعن اختيارة لقرية “إغرم ” كفضاء تدور فيه أحداث الرواية ، قال إن “الإنسان لا يمكنه أن يكتب إلا عن الأشياء التي يحبها . وقرية إغرم بالنسبة لي أكثر من مجرد مكان ، أعرفها وعشت فيها “، مبرزا أن الكتابة ” تنبع من المآسي التي نعيشها وفداحة الواقع بتناقضاته ومتاهاته ” .

وقد أعلن طارق بكاري في ختام شهادته عن مشروع رواية جديدة له بعنوان ” مرايا ” .

وتناول النقاش مع الشاعرة والروائية ،عائشة البصري، على الخصوص رحلة “نزوحها ” من الشعر إلى الرواية والكتابة الروائية ،ولماذا هذا التحول، حيث اعتبرت من جهتها أن طرح هذا السؤال هو بمثابة ” تبخيس للشعر “، مشيرة إلى أن العديد من أشهر الكتاب والروائيين العالمين قدموا إلى عالم الكتابة السردية والرواية من عالم الشعر الذي حققوا فيه نجاحات.

وقالت إن من حق الكاتب أن يختار الشكل الإبداعي الذي يريده وعلى النقاد الابتعاد عن الحديث عن خصام الأجناس الأدبية، وأشارت بخصوص تجربتها الشخصية في الكتابة إلى أن هناك تفاوتا في النشر بين الأجناس الأدبية لديها، وقالت إن هذا التفاوت خاضع ل” مزاج خاص جدا ” لكنها أكدت أن كتابة الرواية بالنسبة لها ” لم تكن تكتيكا أو تحريضا لجنس أدبي ضد آخر”.

إن تجربة الكتابة الرواية ،تقول عائشة البصري ” كانت وليدة الحاجة لمساحة أكبر لأعيد صياغة الكلام بوضوح أكثر” وبمثابة رغبة ل”تجاوز القناع المجازي”، واعتبرت أن كتابة الشاعر للرواية هو ” إثراء مضاعف “، مبرزة أنها استفادت في كتابتها للرواية من تقنيات الكتاب الشعرية، وبالتالي فإن التأثيرات بين الشعر والسرد متبادلة بالنسبة لها .

وأبرزت أن الانتقال من الشعر للرواية ينجم أحيانا عن رغبة في مواكبة التحولات الاجتماعية والسياسية والبحث عن إنتماء آخر بعلاقات وتفاعلات اجتماعية وإنسانية مغايرة ، مؤكدة  أن روياتها الأولى ” ليالي الحرير ” كانت  بمثابة ” رواية مؤجلة تبحث عن فضاء ”  .

وخلصت عائشة البصري إلى القول بوجود ” توازن (لديها) بين الشعر والسرد ، حيث أنني لا أعرف من يشكل الاستراحة بالنسبة لي هل الرواية أم الشعر”، وبالتالي فإن الكتابة بالنسبة لها هي ” رحلة طويلة بمحطات مختلفة ” .

 

 

اقرأ أيضا

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

بورصة الدار البيضاء : أداء إيجابي في تداولات الافتتاح

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:23

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” نموا بنسبة 0,38 في المائة ليستقر عند 13.824,97 نقطة.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية