رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب .. برنامج مشاركة المغرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب ك”ضيف شرف” غير مسبوق

أجرى الحوار نور الدين الزويني

القاهرة – قال هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن برنامج مشاركة المغرب كضيف شرف في الدورة القادمة للمعرض لم يكن مسبوقا في تاريخ المعرض، سواء من حيث عدد الأنشطة أو من حيث مستوى وقيمة الكتاب والمفكرين والمبدعين المغاربة الذين سيشاركون في فعاليات المعرض.

  وقال هيثم الحاج علي، في حديث خاص لوكالة المغرب العربي للأنباء،بمناسبة استضافة المغرب ك”ضيف الشرف” في الدورة الثامنة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي تقام خلال الفترة من 26 يناير الجاري إلى 10 فبراير القادم،إن برنامج المشاركة المغربية في المعرض لم يسبق أن ساهم بمثله ضيوف الشرف في الدورات السابقة للمهرجان الذين كانت مشاركتهم في حدود العشر ندوات فقط، “لكن بالنسبة للمغرب هذا العام لدينا بالفعل برنامج قوي جدا”.

 وأضاف أن برنامج المشاركة المغربية سيمثل إضافة حقيقية للبرنامج الثقافي للمعرض ككل، معربا عن أمله في أن يكون ذلك بداية تواجد دائم للمغرب على نفس المستوى في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

وأشار في هذا السياق، إلى أن هناك حوالي 60 شخصية مغربية موزعة على مختلف فضاءات وأروقة المعرض، وقال إن هناك فضاءات رئيسة خاصة بفعاليات المملكة المغربية وهي قاعة خاصة باسم “ضيف الشرف”، وقاعات “اللقاء الفكري”،و ” والمقهى الثقافي “، و”كتاب وكتاب “، و”ملتقى الإبداع “، فضلا عن مشاركات في المحاور الرئيسية، واستقبال ضيوف من شعراء المملكة المغربية وفنانيها.

وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بهذا الخصوص، إن الاحتفاء بالثقافة المغربية ليس مقتصرا على معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يحل عليه المغرب “ضيف شرف” هذا العام، بل إن الاحتفاء بهذه الثقافة في مصر موجود طوال العام، مبرزا أن العلاقات بين الثقافتين المغربية والمصرية ليست علاقات تاريخية وعريقة فحسب، بل هي علاقة عضوية.

 كما أشار إلى العلاقات الشخصية بين المثقفين والمفكرين والمبدعين المغاربة ونظرائهم المصريين، وتبادل الزيارات بينهم طول السنة بصفتهم الشخصية، وأكد أن “المشهدين الثقافيين متداخلين إلى حد بعيد بما يوحي بهذا الاحتفاء المتبادل والاهتمام الدائم بالثقافتين في البلدين”.

 وقال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن “المغرب والمغاربة أصحاب بيت دائما في مصر ونحن نشعر دائما في المملكة المغربية بأننا أصحاب بيت”.

 غير أنه أقر أن التواصل الثقافي بين البلدين خارج إطار المعرض، وخاصة من خلال الكتاب، يواجه بعض العراقيل، ومنها ما يخص توزيع الكتاب المغربي والمصري في كل مصر والمغرب، وتتمثل بالخصوص في العراقيل المادية المرتبطة بتكاليف شحن الكتب والجمارك وما إلى ذلك.

 واقترح في هذا الصدد، لتجاوز هذه العراقيل مشروعا ل” النشر المتواقت” في البلدين، وارتأى أن يتم تكوين لجنة فنية مشتركة تختار من المملكة المغربية مجموعة من الكتب يمكن طبعها ونشرها في مصر ومجموعة كتب من مصر يمكن طبعها ونشرها في المغرب، وذلك بشكل متزامن ، وكذا أن تصدر مجلات في نفس التوقيت في البلدين.

وأعرب عن اعتقاده بأن من شأن هذا المشروع أن يوفر على الطرفين كثيرا من الجهد في الشحن والجمارك، لأنه يقتصر فقط على إرسال الملف الإلكتروني للكتاب جاهزا للطباعة إلى مصر أو إلى المغرب، على أن يكون هناك شكل من أشكال التعاون في مجال الطباعة وفي الأمور الاخرى المرتبطة بتوزيع ونشر الكتاب.

 ومن جهة أخرى، قال رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بخصوص الجديد في الدورة ال48 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب إن “الجديد والإضافة الحقيقية للبرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب هو وجود شخصيات مهمة على المستوى الثقافي المغربي”.

  وأضاف أن المعرض ركز كذلك، ولأول مرة في تاريخه، في اختياره لشخصية العام على شاعر، وهو الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور. كما أنه اتخذ من موضوع “الشباب وثقافة المستقبل ” شعارا أساسيا له هذه السنة، مؤكدا أنه سيتم تفعيل هذا الشعار في أنشطة المعرض الثقافية من خلال الحضور الفاعل والمتفاعل للشباب، بحيث لا يكونوا مجرد متلقين للأفكار ولكن أيضا منتجين لهذه الافكار ومتحاورين حولها.

 وأضاف أن هناك أيضا على المستوى الفني تركيز على إبداعات الشباب وموسيقى الشباب ومسرح الشباب وعلى الفنون التشكيلية الخاصة بالشباب، وهناك فقرات خاصة في ملتقى الإبداع لشعراء شباب من الجامعات، بالإضافة إلى إضافة جديدة أخرى تتمثل في قسم خاص في المعرض بالأطفال وبفعاليات وكتب الأطفال .

 وقال إن القائمين على المعرض سيواصلون كذلك في هذه الدورة ما تم استحداثه في العام السابق من إعادة عرض أهم ندوات معرض القاهرة الدولي في دوراته السابقة عرضا مرئيا .

 وأعلن في نفس السياق أن عدد الدول المشاركة في المعرض، يبلغ 36 دولة من الوطن العربي، وإفريقيا، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.

 ودحض هيثم الحاج علي ،في هذا الصدد، ما نشرته بعض وسائل الإعلام من أن ارتفاع أسعار إيجارات الأراضي المخصصة للأجنحة في المعرض سيحد من مشاركة دور النشر العربية والأجنبية في المعرض، وقال إن أسعار الإيجارات تمت إعادتها إلى ما كانت عليه في العام السابق وبالتالي لم تشهد أي تغيير، وذلك بهدف المساهمة في الترويج لصناعة النشر والكتاب .

وبخصوص سؤال حول مدى تأثير ارتفاع الأسعار بصفة عامة في مصر على القدرة الشرائية، وبالتالى على مبيعات الكتاب في المعرض، قال “بالتأكيد سعر الكتاب سوف يتأثر هذا العام. وأظن أنها أزمة تواجه النشر الورقي في العالم ، ولكن في المقابل هناك كم كبير من الكتب والعناوين موجودة لدى القطاعات الحكومية بأسعار الأعوام السابقة، بالإضافة إلى التخفيضات، وبالتالي فلن يكون هذا مؤثرا بشدة “. 

 ويذكر أن وزارة الثقافة أعدت برنامجا ثقافيا غنيا بالفعاليات الرامية إلى التعريف بالثقافة المغربية بتعدد روافدها وتعابيرها خلال معرض القاهره الدولي للكتاب وذلك بمشاركة أعلام في الفكر والإبداع المغربيين، من مفكرين وروائيين وشعراء ونقاد، في الفعاليات الثقافية المغربية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.

وفي إطار الترتيب للمشاركة المغربية في المعرض اقتنت وزارة الثقافة رواقا رسميا بمساحة من 110م2 يعرض فيها رصيد وثائقي يعود إلى مجموعة من المؤسسات الحكومية والهيئات والمعاهد المغربية، من ضمنها إلى جانب وزارة الثقافة، كل من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والرابطة المحمدية للعلماء، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، واتحاد كتاب المغرب، ومعهد الدراسات الإفريقية، ومعهد الدراسات الصحراوية، وكلية الآداب بالرباط وكلية الآداب ابن مسيك بالدار البيضاء.

كما ستتم إتاحة رواق للبيع، تقارب مساحته 100 م2 ، لفائدة الناشرين المغاربة المستفيدين من دعم وزارة الثقافة.